كشف وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان الفلسطينيين رفضوا اقتراحاً اميركياً بأن يختار المجلس التشريعي رئيساً للوزراء للتقليل من نفوذ الرئيس ياسر عرفات، موضحاً أن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الرئيس للامن القومي كوندوليزا رايس قدما العرض خلال اجتماع مع مسؤولين فلسطينيين قبل اسبوعين في واشنطن. وحذر من ان الخلافات الحادة مع واشنطن قد تهدد الانتخابات الفلسطينية المرتقبة مطلع العام المقبل. من جانبه، اكد مستشار الحكومة الاسرائيلية رعنان غيسين العرض الاميركي، مشيراً الى ان "الفلسطينيين رفضوه". واضاف ان "الانتخابات المقترحة بوضعها الحالي ستضمن عودة الاشخاص أنفسهم وعهد الارهاب نفسه". وافادت وكالة "اسوشيتدبرس" ان السلطة الفلسطينية اعربت في تقرير قدمته الى مجموعة العمل التي اجتمعت في باريس لمناقشة الاصلاحات الفلسطينية، عن رفضها تغييرات تقترحها اميركا لقانون الانتخابات الذي اعتمده الفلسطينيون عام 1996، وقال عريقات: "قلنا للاميركيين ان ذلك امر لا يخصهم... لقد صدمنا خلال المناقشات عندما تكلم الجانب الاميركي عن تغيير قانون الانتخابات". وقال وزير الاقتصاد الفلسطيني ماهر المصري ل"الحياة" ان الوفد الاميركي في باريس طالب الفلسطينيين بضمان امن اسرائيل شرطاً لانسحاب جيشها. واضاف ان الاجتماعات "ثمنت التقدم الكبير على صعيد تنظيم الادارة المالية"، علماً بأن المجموعة سترفع تقريرها الى "اللجنة الرباعية" التي ستجتمع في نيويورك الشهر المقبل. وكان وزير المال الفلسطيني سلام فياض ابلغ "رويترز" انه تم تعيين مجلس يضم سبعة اعضاء لرئاسة صندوق استثمار فلسطيني بهدف جعل المعاملات المالية للسلطة الفلسطينية مفتوحة امام التدقيق الدولي. في غضون ذلك، وُضعت خطة "غزة بيت لحم أولاً" على المحك أمس عندما أعلنت اسرائيل رفضها الانسحاب من الخليل علماً بأنها لم تنفذ التزاماتها في قطاع غزة. وكانت الفصائل الفلسطينية رفضت هذه الخطة خلال اجتماع مع وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيى. ترافق ذلك مع مخاوف أبداها الشارع الفلسطيني ازاء بدء تطبيق مخطط مجلس الامن القومي الاعلى الاسرائيلي خصوصاً في القدس التي باشرت حكومة آرييل شارون اخيراً توسيع حدودها من خلال ضم اكبر قدر من الاراضي وأقل عدد ممكن من اصحابها. واعلنت اسرائيل انها ابلغت الجانب الفلسطيني خلال اجتماع ميداني امس رفضها الانسحاب في الوقت الراهن من مدينة جديدة في الضفة الغربية، خصوصاً الخليل، وربطت ذلك ب"تطور الوضع الامني" في المدينة، في حين تذرعت الاذاعة الاسرائيلية بوجود "معلومات" عن هجمات محتملة ستشنها حركة "الجهاد الاسلامي" التي قالت انها لا تزال ناشطة في المدينة. وردّت السلطة الفلسطينية باتهام اسرائيل ب"الممطالة والتهرب من تنفيذ الخطة التي تقضي بالانسحاب من الخليل بعد بيت لحم"، كما شجبت عدم تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة، مشيرة الى ارجاء اجتماع امني ميداني الى الاسبوع المقبل، علماً بأن اليحيى سيلتقي اسرائيليين بعد غد للبحث في تنفيذ الخطة. وتلقت خطة "غزة بيت لحم اولاً" الضربة الثانية من الفصائل الفلسطينية التي رفضتها خلال الاجتماع مع اليحيى في غزة مساء اول من امس، علماً بأن نجاح هذه الخطة رهن بوقف الهجمات التي تشنها هذه الفصائل ضد الاسرائيليين. وكشف القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس محمود الزهار بعد الاجتماع ان اليحيى ابلغ الحاضرين انه لم يقدم تعهداً خطياً لاسرائيل باعتقال الناشطين الفلسطينيين.