أعطت المؤشرات الأولية للنظام الجديد المتبع في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة القدم، الذي جعلها حكرًا على تشكيلات غالبيتها من اللاعبين دون ال23 عامًا، انطباعًا مبدئيًا مفاده أن هوية المنافسة مرجحة للتبدل عما كانت عليه في المواسم السابقة، وجاء فوز القادسية على الهلال بهدفين من توقيع سعيد الودعاني وعبده حكمي، ليقرن القول بالفعل، ما اعتبر مؤشرًا على أن الفرق الكبيرة لا تملك القاعدة للمواجهة في هذه المسابقة بنظامها الجديد. وحمل فوز الشباب على النصر دلائل عودة "الليث الأبيض" إلى المنافسة القوية بعد غيابه عن أجوائها في الموسمين السابقين. وقد تخلى النصر والشباب منذ مستهل مباراتهما عن الحذر الذي يصاحب لقاءات الافتتاح، وظهر الشباب أكثر تنظيمًا من منافسه وأكثر ترابطًا بين خطوطه، فيما عاب لاعبي النصر عدم الانسجام وقلة التركيز وافتقد هجومهم إلى الخطورة على رغم جهود بندر تميم. وكانت المبادرة الهجومية الأولى من نصيب الشباب عندما توغل مدافعه مسفر القحطاني داخل منطقة العمليات النصراوية وسدد في اتجاه المرمى، لكن كرته ضلت طريق الشباك. ثم عزز "الليث الأبيض" حضوره الميداني بعدد الطلعات الهجومية. ودخل النصراويون المباراة بعد 20 دقيقة على بدايتها وسدد الداود كرة قوية اعتلت العارضة الشبابية. وتوجه فهد السبيعي أفضلية الشباب بتسجيله هدف السبق من ضربة مباشرة في الدقيقة 23. وحاول النصر تعديل النتيجة، لكن بقاء تميم وحيدًا في المقدمة وغياب عبدالرحمن البيشي وسعد الزهراني عن أجواء الشوط الأول كانا كفيلين بأن ينتهي بتقدم الشباب بهدف من دون مقابل. ومع مطلع الشوط الثاني تحسن أداء النصر خصوصًا بعدما أجرى المدرب الأرجنتيني خورخي هايبكر تبديله الأول فأدخل إبراهيم الشهري مكان أيمن مرير، في محاولة لفرض السيطرة على وسط الميدان، ونجح التغيير في إحداث نقلة في الأداء النصراوي لكن من دون خطورة تذكر، نظرًا لنجاح الشباب بإقفال منطقتهم الفاعية بإحكام وبفضل انسجام الرباعي العصفور والدوسري وتكر والقحطاني. ولعل ما أسهم في خلط الأوراق النصراوية الهجمات المرتدة التي شنها اللاعب الدولي الشاب ناجي مجرشي، فنجح في خلخلة الدفاع الأصفر، وسبب صداعًا مستمرًا لوسائطه. وعلى عكس الشوط الأول ظهر مهاجم النصر البيشي في مستوى جيد وبذل جهدًا كبيرًا لكنه وقع مرارًا في مصيدة التسلل التي أحكم تنفيذها الشباب، وهو كاد أن يحرز هدف التعادل لكن يقظة حارس الشباب سعيد الحربي حالت دون ذلك. وأكد المدرب بندر الجعيثن أن فوز الشباب جاء بفضل تطبيق لاعبيه الخطط التكتيكية بحذافيرها "اللاعبون طبّقوا المطلوب منهم، وأنا سعيد بظهورهم بهذا المستوى". وأشار إلى أن النصر كان جيدًا في الشوط الثاني "ولكن الشباب وفّق بحصد النقاط الثلاث". وأشاد المدافع رضا تكر بالتفاهم القائم بين زملائه اللاعبين ما أسهم بشكل كبير في تحقيق الفوز. وعن مصيدة التسلل التي طبقها الشباب، والانسجام الواضح بينه وبين عبدالمحسن الدوسري، قال تكر: "لعبنا مباريات ودية كثيرة للتأقلم على ذلك وحصدنا ثمارها في أول مباراة رسمية". وأشار السبيعي إلى أنه تدرّب كثيرًا على الضربات الحرة من مواقع مختلفة وهذا الهدف نتاج للتدريب المتواصل". القادسية - الهلال ضرب لاعبو القادسية أكثر من عصفور بحجر واحد إثر فوزهم على الهلال، فقد أعادوا الثقة إلى فريقهم العائد للأضواء وتصدروا المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن الشباب، وأعلنوا استعدادهم لملاقاة جارهم التقليدي الاتفاق الأحد المقبل. وعلى رغم هذه المكاسب المحققة، إلا أن المهندس أحمد الزامل رئيس مجلس الشرف في القادسية، حذر من الإفراط في التفاؤل، وطالب لاعبيه ومسؤولي ناديه والجماهير ألا يعتبروا فوزهم على الهلال أكثر من إحراز ثلاث نقاط في المسابقة، مشيرًا إلى أن المشوار طويل جدًا. ورفض الزامل رفضًا قاطعًا التعامل مع الفوز بتقديم أي مكافآت للاعبين، وأوضح أن لائحة النادي الداخلية هي التي ستضبط إيقاع العلاقة. ولم يخف الزامل أن الفوز على الهلال سيعطي لاعبي فريقه جرعة معنوية جيدة، على طريق مواجهتهم الاتفاق الأحد المقبل. ووافق الزامل قائد الفريق أحمد الرويعي الذي طالب زملاءه بعدم النوم على وسادة الفوز على الهلال والتفكير في المباراة المقبلة. من جهته، أعلن مدرب الهلال الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا في المران الذي سبق المباراة أن فريقه سيحقق لقب المسابقة، غير أنه امتنع عن التعليق على الهزيمة المفاجئة. وقال فهد المصيبيح مدير الكرة إن فريقه قدم مستوى جيدًا أمام القادسية، لكن لاعبيه لم يحسنوا استغلال الفرص التي منحت لهم، مشيرًا إلى أن التعويض ممكن لا سيما أن الخسارة جاءت في المباراة الأولى للمسابقة. تعادل وخرج الرياض والاتفاق متعادلين سلبًا بعد مباراة طغى عليها "العلك" الكروي، ويبدو أن تواضع خبرة لاعبي الفريقين أسهمت في المستوى المتدني، وإن كانت السيطرة قد دانت للاتفاقيين فترات طويلة وأضاع مهاجموه عددًا من الفرص السهلة في مواجهة مرمى حارس الرياض خالد راضي الذي لعب دورًا كبيرًا في المحافظة على نظافة شباكه. وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني طرد مدافع الرياض علي زايد بيد أن لاعبي الاتفاق لم ينجحوا في استغلال النقص العددي في صفوف منافسهم.