أطاح القضاء المصري آمال الممثلة شريهان في أن ترتدي ثوب المحاماة الأسود لتقف في ساحات المحاكم وتدافع عن المواطنين وتسعى الى نيل حقوقهم. فعلى رغم ان شريهان تحمل ليسانس الحقوق، إلا ان محكمة استئناف القاهرة قضت امس برفض دعوى اقامتها لتطالب بحقها في ان تقيد في جدول نقابة المحامين. وفيما كانت شريهان تندب حظها وتعيش صدمة الحكم كان المشهد مختلفاً في مقر النقابة حيث التقت "الحياة" الأمين العام للنقابة القطب البارز في جماعة "الاخوان المسلمين" السيد سيف الإسلام حسن البنا الذي لم يخفِ سعادته بالحكم رغم إصراره على ان تلك السعادة لا تعكس رأيه السياسي او توجهاته الفكرية. فالامر عند البنا، كما قال، "تطبيق لقانون صريح لا يسمح ابداً بممارسة مهنة المحاماة الا للمتفرغين تماماً للمهنة". تلك كانت المشكلة التي واجهت شريهان التي ظهرت على شاشات السينما والتلفزيون وبرعت على المسارح منذ كانت طفلة قبل نحو عشرين سنة، وتنوعت فيها ادوارها غير انها تميزت دائماً بالاداء الاستعراضي وخصوصاً "فوازير رمضان" التي قدمتها على شاشات التلفزيون المصري لسنوات عدة. فالمحكمة ذكرت في حيثيات رفضها اشتغال الممثلة بالمحاماة انه "تبين من اوراق الدعوى ومستنداتها ان الفنانة تعمل في التمثيل في المسرح والسينما والتلفزيون وذلك يعد من الوظائف الخاصة التي لا يجوز الجمع بينها وبين المحاماة التي تحتاج الى التفرغ الكامل"، مشيرة إلى ان رفض النقابة قيد شريهان "يعد التزاماً بالقانون وليس خرقاً له". ويبدو أن النقابة لم تكتفِ بتقديم ما يفيد باستمرار شريهان في اداء مهنة التمثيل بل قدمت الى المحكمة ما يفيد انها تعمل ايضاً في تجارة العقارات، إذ جاء في الحيثيات انه "ثبت من اوراق القضية وجود خطاب من الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية يفيد بأن الفنانة تقوم بادارة وتأجير شقق في حي الزمالك الراقي وهو نشاط يعتبر من اعمال الاشتغال بالتجارة، والمحظور الجمع بينها وبين مهنة المحاماة". وسألت "الحياة" البنا: ماذا سيكون موقف النقابة إذا اعلنت شريهان اعتزال التمثيل والتفرغ لمهنة المحاماة، فأجاب: "لكل حادث حديث، عندها سيعرض طلبها على مجلس النقابة لبتّه"، لكنه اضاف: "امر شريهان ليس سراً على احد، فالملصقات التي تحمل صورها نراها معلقة في الشارع المقابل للنقابة"، وأوضح ان مجلس النقابة رفض طلبات عدة لشخصيات من المشاهير بينهم اطباء حصلوا على ليسانس الحقوق للعمل كمحامين لكونهم من غير المتفرغين. ومعروف ان قائمة جماعة "الإخوان المسلمين" اكتسحت انتخابات النقابة الأخيرة ويحتل ثمانية من قادة الجماعة ورموزها المواقع المهمة في مجلسها، غير أن البنا شدد على أن انتماءه الى التيار الإسلامي "لا يمنعني من تنفيذ قانون معمول به في البلاد"، واعتبر ان التفكير في أن جماعة "الإخوان" أخضعت موضوع شريهان للبحث والدراسة "مجرد دعابة لا تستحق سوى الابتسامة من دون تعليق".