رفضت نقابة المحامين الأردنيين قبول عضوية المغنية عايدة الامريكاني لامتهانها مهنة أخرى غير المحاماة، وقال نقيب المحامين صالح العرموطي ل"الحياة" ان "قانون النقابة يحظر الجمع بين مهنة المحاماة، ومهنة أخرى"، لافتاً إلى أن "المحاماة مهنة سامية تدافع عن حقوق الناس، ويتعين أن تكون شروط عضويتها قاسية كشروط قبول القضاة تماماً". وأبدى العرموطي تحفظه عن أن تكون عضو في النقابة مغنية، معتبراً أن ذلك "مدعاة لاثارة استفهام الكثيرين"، موضحاً "أن المغنية الامركاني تقدمت باعتراض لمناقشة اسباب رفض النقابة عضويتها". من جانبها أكدت الامريكاني اصرارها على انتزاع حقها في عضوية النقابة، موضحة أن "جميع شروط الانتساب للنقابة تنطبق علي" وقالت: "انني أقدم غناء ملتزماً يحض على المقاومة، ولا يستدعي أن يخجل المرء او المؤسسات منه". هنا حوار مع المغنية الاردنية. برأيك ما هو السبب الذي دفع نقابة المحامين الى رفض عضويتك فيها، على رغم حصولك على الإجازة في الحقوق من الجامعة الاردنية؟ - لا اعرف السبب الحقيقي، لكنني اقدر ان هناك خطأ حدث بعدما اتصل نقيب المحامين بنقيب الفنانين للسؤال عن عضويتي في نقابة الفنانين، فحصل على رد إيجابي يفيد بانتسابي الى نقابة الفنانين، ما جعل أعضاء مجلس نقابة المحامين يصوتون ضد انتسابي الى نقابتهم. وفي كل الأحوال لا يجوز لنقابة محامين تضم نخبة من الخبراء القانونيين في الاردن ان تعتمد في معلوماتها على اتصال هاتفي غامض، وينبغي على النقابة أن تصحح هذا الخطأ، وأن تتحقق من مصدر معلوماتها، خصوصاً أن هناك اثباتات لا تقبل الشك بأنني غير منتسبة الى نقابة الفنانين. لكن شروط نقابة المحامين تحظر على المنتسب اليها العمل في مهنة أخرى... - أنا لا امتهن الفن، بل هو جزء من عمل تطوعي نذرت نفسي من أجله من دون أن اتقاضى أي مبلغ لقاءه، وأنا مستعدة لأن أكف عن الفن، في مقابل حصولي على عضوية النقابة التي لا يجوز لها أن تحاسبني بأثر رجعي، بل بأثر مستقبلي. هناك من يقارن وصفك بوضع الممثلة المصرية شيريهان التي اعترضت نقابة المحامين في بلادها على انتسابها اليها بسبب امتهانها التمثيل والرقص الاستعراضي؟ هذه مقارنة جائرة، وغير منطقية، ولا يوجد أي وجه شبه يجمعني بشريهان، فهي عضو في نقابة الفنانين المصريين وتمارس الفن كمهنة، وبالتالي لا يحق لها الانتساب الى نقابة اخرى، لأن ازدواجية كهذه غير مسموحة. الأمر الآخر الذي يميزني عن شريهان انها تقدم فناً استعراضياً راقصاً لا اعارضه، لكنني لست مثلها، فأنا اقدم فناً مقاوماً يتناول قضية مصيرية لشعب يئن تحت حراب المحتلين الاسرائيليين. انت تقدمين أغاني تدعو الى المقاومة، على اي شيء تقيمين رهانك واستمراريتك؟ - أنا ماضية في المشروع مهما كانت التحديات، والرهان معقود على وعي الجمهور العربي الذي يقبل على اغاني وامسياتي، أنه يحب هذا اللون من الغناء، ويريد ان يصغي الى فن مختلف لا يتملق ولا يستجدي العواطف. وتجربتي في الغناء الوطني تتجاوب مع اللحظة السياسية الفلسطينية الآن، والحال السياسية في فلسطين تقاوم الحصار ودبابات الاسرائيليين، وأغاني تذهب باتجاه المقاومة والتحريض وبث الامل. وهل ثمة عقبات تواجهك؟ - بالتأكيد، وهي كثيرة ابرزها حصار الفضائيات العربية التي تقدم في غالبية بثها ما هو غث، وتستثني الاغاني التي تجعل الانسان العربي يحس بكرامته ويبحث عن اسئلة الوجودية، وهناك فضلاً عن ذلك الصعوبات المادية، فقد انفقت على فني من جيبي الخاص منذ سنوات عدة ولم اتقاض لقاء ذلك اي مقابل، فلا المؤسسات الجادة دعمت فني، ولا أحد مد لي يد العون والتضامن من المؤسسات التي نتوقع انها حريصة على استمرارية فكرة المقاومة. رغم فوزك بجوائز مهمة؟ - نعم، لكن ذلك لم يشفع لي على ما يبدو، فقد فزت في العام 1999 بثلاث جوائز في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون عن ألبومي "مستقبل 2000" الذي قدمته من طريق اذاعة صوت فلسطين. وقد فزت بذهبية أفضل نص، وفضية افضل عمل متكامل، وحصلت على جائزة الابداع وشهادة تقديرية مع مبلغ مالي. وخلال العام الجاري حصلت من المهرجان نفسه على الجائزة البرونزية لأفضل عمل متكامل عن الاغنية الفصيحة لقاء مشاركتي في اغنية "تقدموا" من كلمات الشاعر سميح القاسم وألحان ماهر الحلو. وحصلت في شهر آب اغسطس الماضي على اوسكار مهرجان الفيديو كليب الدولي الثالث في القاهرة الذي خصص لاغاني الانتفاضة، من خلال فيديو كليب لاغنية "تقدموا"، كما حصلت شركة الانتاج الاردنية على جائزة الانتاج المتميز. أثارت بعض اغانيك لغطاً في الاوساط الاسرائيلية التي احتجت عليها لدى تلفزيون فلسطين وطالبت بوقفها. ما حقيقة القضية؟ - الاغنية هي "هكذا مضى" من كلمات الشاعرة الاردنية شهلا الكيالي والحان وتوزيع وائل الشرقاوي، ودعم الصندوق القومي الفلسطيني. وقد صورت الاغنية في دبي في الامارات العربية المتحدة. وجوهر الاعتراض على الاغنية تم خلال برنامج حواري على الفضائية الاسرائيلية جرى خلاله بث مقاطع من الاغنية بحجة انها تحريضية. لكن النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة الذي كان يشارك في البرنامج اعترض على وصف الاغنية بالتحريضية وقال ان مفرداتها نتاج حال القمع الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني. واستغربُ ان تكون الاغنية تحريضية، فكلماتها في غاية الرقة والرومانسية، وتعاين حال الاحتلال بطريقة غير مباشرة، ويقول المقطع الاول منها: "ما أجمل رائحة الارض يرويها شلال دماء يتدفق من جسد غض ما أجمل رائحة الارض".