طهران - أ ف ب - أثارت إشاعات تحدثت عن احتمال إعلان "حال الطوارئ" في إيران بحجة وجود "تهديدات أميركية"، مخاوف في الاوساط السياسية الايرانية، في حين اعتبر الاصلاحيون أن ذلك سيمثل "انقلابًا" عليهم. ونقلت صحيفة "خراسان" عن الصحافي كريم أرغندبور المقرب من تيار الرئيس محمد خاتمي، أن "هناك احتمالاً لاعلان حال الطوارئ التي ستكون نوعًا من الانقلاب العسكري ضد التيار الاصلاحي". وأضاف أرغندبور الذي ترأس تحرير صحيفة "نوروز" المحظورة والناطقة سابقًا باسم جبهة المشاركة بقيادة محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني، أن "بعض المتطرفين من التيار المحافظ يسعون إلى خلق مثل هذا الوضع الاستثنائي". وكانت إيران ظلت على مدى ثماني سنوات في حال حرب مع العراق 1980-1988 من دون أن تعلن فيها حال الطوارئ التي رأى محللون أنها يمكن أن تترجم بتعزيز سلطات الجيش وإقصاء البرلمان. واعتبر عباس عبدي وهو مسؤول آخر في جبهة المشاركة التي تسيطر على 40 في المئة من مقاعد البرلمان، أن "البعض يسعى إلى فرض حال الطوارئ بسبب التهديدات الاميركية"، متهمًا هذا البعض بأنه "يخدم في الواقع المصالح الاميركية". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أدرج إيران ضمن "محور الشر" إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، واضعًا إياها بذلك ضمنًا بين الاهداف المحتملة ل"حربه على الارهاب". وأثار احتمال فرض حال الطوارئ أيضًا جمعية رجال الدين المقاتلين بزعامة الرئيس محمد خاتمي. وقال رسول منتجب نيا عضو اللجنة المركزية للجمعية: "البعض يريد فرض حال الطوارئ لتفادي أزمة. وتناهى إلينا أن الموقعين على رسالة المحافظون طلبوا من أعلى هرم النظام اتخاذ إجراءات في حق شخصيات سياسية إصلاحية وبخاصة من أعضاء جبهة المشاركة". وأكد هذه الاشاعات المحافظون الذين يسحقون في كل انتخابات ويسيطرون مع ذلك على أهم مراكز السلطة في إيران وبخاصة القوات المسلحة والقضاء والذين لا يرجعون إلا إلى مرشد الجمهورية علي خامنئي. وقال طه هاشمي النائب عن التيار الاصلاحي سابقًا ورئيس تحرير صحيفة "انتخاب" الناطقة باسم الحوزة العلمية الرئيسية في مدينة قم، "الاشاعة"، وقال للصحافيين: "سمعت معلومات عن رسالة مزعومة من قادة التيار المحافظ تطلب فرض حال الطوارئ. لا أدري إذا كان ذلك صحيحًا. وأيًا كان الامر فإن مسؤولي النظام يقررون وفق ما تقتضيه مصالح الشعب والجمهورية الاسلامية". وأضاف: "في حال خلص مسؤولو النظام وأعضاء مجلس الامن جهاز الامن في إيران إلى هذه النتيجة، فإنهم يعرضون ذلك على مرشد الجمهورية خامنئي الذي يمكن أن يتخذ القرار الملائم على أساس مصالح الشعب". وقال قيادي آخر من المحافظين هو حميد رضا طرقي النائب السابق وعضو اللجنة المركزية لجمعية التحالف الاسلامي محافظة: "يجب عدم المبالغة. في الوضع الحالي حاليًا ما من ضرورة لاعلان حال الطوارئ". وكان زعيم حزب الجمعية حبيب الله أصغر أولادي المقرب من تجار طهران النافذين هو الذي صب الزيت على النار في 28 تموز يوليو الماضي، داعيًا قادة جبهة المشاركة الذين كثيرًا ما ينتقدون القضاء خصوصًا في شأن قضايا الصحافة والمحاكمات السياسية، إلى عدم الانحراف عن "خط الامام" الخميني مؤسس الجمهورية. وقال محذرًا في رسالة وجهها إلى محمد رضا خاتمي: "لا أتمنى أن يكون مصير حزبكم وأن يدرج اسمكم في تاريخ إيران إلى جانب أسماء أولئك الذين عادوا الثورة والشعب". وأضاف: "البعض يمكن أن يعتقد أن مواقفكم تتفق ومواقف الولاياتالمتحدة". وكان محمد رضا خاتمي أقر في 17 تموز الماضي، خلال مؤتمر جبهة المشاركة بأن "التهديدات الاميركية" أدت إلى "تغيير الوضع" في إيران، وأنها تتطلب "وحدة" البلاد. غير أنه نبه إلى أنه "في حال استبعدنا الديموقراطية وتجاهلنا إرادة الشعب فلن يكون أمامنا إلا أحد الخيارين: الديكتاتورية أو الفوضى".