حذرت السعودية امس من تداعيات الاحداث في المنطقة والتي "تنذر بوقوع حرب قد تجرّ الى كوارث انسانية"، معربة عن أملها ب"اتاحة الفرصة للجهود الديبلوماسية" و"عدم التسرع". ومع استمرار الجدل في الولاياتالمتحدة حول ضرورة العمل العسكري ضد العراق، وأهمية تشكيل "تحالف دولي" لتأمين غطاء واسع للحرب، كشف ديبلوماسي رفيع المستوى في موسكو ل"الحياة" ان بغداد التي ستوفد وزير الخارجية ناجي صبري الى العاصمة الروسية مطلع الشهر المقبل، تسعى الى "تعهد واضح" من القيادة الروسية باستخدام "الفيتو" حق النقض في مجلس الامن لتعطيل مشروع قرار قد تقدمه واشنطن، لتأمين "غطاء" للعمل العسكري. وعلى رغم تأكيد البيت الابيض ان الاجتماع الموسع الذي سيعقده غداً الرئيس الاميركي جورج بوش مع نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ورئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز، لن يتطرق الى مسألة الهجوم المحتمل على العراق وسيركز على "الاصلاحات العسكرية والدفاع الصاروخي"، يفيد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" ان الخطط الاميركية المتعلقة بالعراق دخلت مرحلة جدية راجع ص 2 و3. وفيما دعت صحيفة "الثورة" الرسمية العراقية العرب الى مواجهة "حرب صليبية على العرب والمسلمين تقودها الولاياتالمتحدة" ندد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالتهديدات الاسرائيلية للعراق، واصفاً اياها بأنها "وقاحة". في واشنطن أ ف ب اعتبر زبيغنيو بريجينسكي مستشار الامن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر، في حديث الى شبكة "سي ان ان"، ان الحرب في العراق "قد تكون ضرورية لكننا يجب ان نقودها بطريقة مسؤولة". وزاد ان "الاستعداد العسكري ضروري، وتشكيل تحالف دولي لدعمنا ضروري، لأن الحرب قد تكون ضرورية". واستدرك: "علينا ان نقود الامور على مراحل وبطريقة ناضجة ومسؤولة وحكيمة، لا بطريقة هستيرية وبخوف وديماغوجية". وكان القائد السابق لحلف الاطلسي الجنرال الاميركي ويسلي كلارك اعتبر ان الدعم الاوروبي لأي تدخل عسكري في العراق أمر "اساسي" لنجاحه "على المدى البعيد". وأوضح في تصريحات الى الشبكة ان القضية تتجاوز اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وفي حال التدخل "يجب نشر قوات على الارض لوضع اليد على اسلحة الدمار الشامل". وحذّر من ان اي عمل عسكري "من دون مساندة دول عربية كالسعودية وغيرها من دول الشرق الاوسط قد يؤدي الى تفاقم المسألة، وإثارة الارهاب، على المدى البعيد". تحذير الى ذلك عبّر مجلس الوزراء السعودي الذي عقد امس جلسته الاسبوعية في جدة برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، عن قلقه من "تطورات وتداعيات الاحداث في المنطقة والتي تنذر بوقوع حرب قد تفضي الى نتائج غير محمودة وتؤدي الى زعزعة السلم والامن والاستقرار في المنطقة والعالم وتجرّ الى كوارث انسانية". واعرب المجلس عن الامل ب"إتاحة الفرصة للجهود الديبلوماسية لتحقيق اهدافها مع الحض على تنفيذ القرارات الصادرة عن الاممالمتحدة، والحرص على ذلك من الجميع لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". وشدد مجلس الوزراء السعودي على ان من شأن "عدم التسرّع وإعمال الحكمة والافساح في المجال للجهود الديبلوماسية، اعطاء مزيد من الفرص للحوار الهادف وإبعاد المنطقة عن التوتر". وفي سياق المخاوف من تداعيات الحرب، يبدي الاكراد قلقاً من امكان لجوء صدام الى "ضربة استباقية" تطاول مناطقهم في شمال العراق، ويخشون خطر مجاعة لأن العمليات العسكرية ستؤدي الى توقف برنامج "النفط للغذاء".