شهدت الكويت أمس أضخم مناورات عسكرية اميركية منذ حرب الخليج، فيما أعلن رئيس أركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز من قاعدة باغرام الجوية القريبة من كابول، ان قواته جاهزة لشن حرب على العراق، والقتال على جبهتين في آن، احداهما في هذا البلد والثانية في افغانستان. وعزز اعلان البيت الأبيض تأجيل الجولة الافريقية للرئيس جورج بوش، المقررة منتصف الشهر المقبل، "لاعتبارات داخلية ودولية"، مؤشرات كثيرة الى اقتراب موعد الحرب على العراق، على رغم ان مايرز اعتبرها ليست حتمية. وفي نبأ من واشنطن أفادت وكالة "اسوشيتدبرس" ان طائرات اميركية وبريطانية ألقت امس 240 ألف منشور فوق مدينتي العمارة والسماوة في جنوبالعراق، وتضمنت المنشورات موجات بث اذاعي موجه الى الجيش للتحريض على الرئيس صدام حسين ولتقديم معلومات الى مفتشي الأسلحة. وجاءت هذه الخطوة في سياق تصعيد الادارة الاميركية "الحرب النفسية" على نظام صدام، في حين حذر أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ من كلفة مالية وبشرية باهظة لتأمين الاستقرار في العراق واعادة إعماره، في حال اندلعت حرب لإطاحة صدام. ورأى السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن وزميله الجمهوري تشاك هاغل ان وجوداً لقوات التحالف في العراق "سيكون ضرورياً لسنوات طويلة نظراً الى الفراغ السياسي الذي ستواجه معارضة عراقية منقسمة صعوبة في سده، ولمنع ظهور صدام جديد". واللافت في المواقف العربية من الحرب المحتملة، تأكيد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان روسيا تعارضها لكنها لا تستطيع منعها، وقوله ان "صدام حسين بات رمزاً للعراق وشعبه". وابدى معارضة لتخيير الرئيس العراقي بين الخروج من بلاده وبين الضربة العسكرية. ومن صحراء الكويت، نقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن قادة اميركيين ان المناورات العسكرية الاميركية الأضخم من نوعها منذ حرب الخليج هي رسالة تحذير الى صدام. ونسبت وكالة "فرانس برس" الى الجنرال مايرز قوله في قاعدة باغرام الافغانية ان القوات الاميركية مستعدة لتنفيذ عملية فوراً في العراق، لكن ذلك يجب ألا يحول الانتباه عن الاستمرار في ملاحقة المتطرفين في افغانستان. وزاد: "اننا ملتزمون قضية العراق، ومستعدون للوفاء بهذه التعهدات والالتزامات في أي وقت". وأضاف انه في حال اندلعت حرب وهو أمر "ليس حتمياً" فإن الولاياتالمتحدة ستكون قادرة على مواصلة عملياتها في افغانستان و"شن حرب على جبهتين، ولكن لن يكون علينا بالتأكيد خوضها وحيدين". وفي سياق التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، افادت وكالة "اف اكس" فرع وكالة "فرانس برس" للأنباء المالية ان المعارضة العراقية والشركات النفطية الكبرى بدأت تعقد سراً لقاءات لتحديد مصير الاحتياط النفطي الهائل في حال اطاحة صدام. وفيما تفقد المفتشون أمس نحو 12 موقعاً في العراق، بينها مصانع عسكرية، عقد الرئيس صدام حسين اجتماعاً لكبار رموز القيادة العراقية. وبعث وزير الخارجية ناجي صبري برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، اتهم فيها الكويت باحتجاز سفينة نقل في المياه الاقليمية العراقية. وأبلغت بغدادالأممالمتحدة وجامعة الدول العربية أنها ستعيد إلى الكويت اليوم مقتنيات ولوحات فنية "عثرت عليها الجمارك حديثاً". وفي بيروت، قال الرئيس علي عبدالله صالح قبل مغادرته الى دمشق إن "روسيا تقف ضد الحرب على العراق، لكنها لا تستطيع منع وقوعها"، كما سمع من المسؤولين فيها اثناء زيارته موسكو مطلع الأسبوع الماضي. وأوضح ان "روسيا دولة كبرى، فهل دور اليمن أكبر من دورها في العالم كي تتمكن من منع ضرب العراق"؟ راجع ص2. ودعا الى التفاؤل بعدم وقوع الحرب على العراق، وحض على موقف عربي واحد يقول لا لهذه الحرب. ورأى ان "مطالبة الرئيس صدام حسين بالخروج من الحكم أو من العراق لا تجوز، فلو قيل لي كرئيس لليمن اننا نخيّرك بين الخروج وبين الضربة العسكرية الآتية سأقول انني افضل الموت في اليمن فهكذا تربيت كعربي… وصدام حسين بات رمزاً للعراق وشعبه". وفي القاهرة، احتشد مئات أمام سفارة قطر أمس، للاحتجاج على التحضيرات الأميركية والبريطانية إلى الحرب على العراق، ومطالبة الدول العربية بالتوقف عن تقديم أي مساعدات لهذه التحضيرات. وفرضت قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب طوقاً على المنطقة.