أقر المجلس الوطني البرلمان العراقي بالاجماع، في جلسة استثنائية عقدها أمس ترشيح الرئيس صدام حسين لولاية رئاسية جديدة تستمر سبع سنوات، بعدما كان مجلس قيادة الثورة، وهو السلطة التشريعية العليا في العراق، أقر هو الآخر الترشيح وفقاً للاجراءات التي ينص عليها الدستور، والتي تشترط أن ترشح قيادة حزب "البعث" الحاكم لمنصب الرئاسة من تراه مؤهلاً، ويرفع الأمر لمجلس قيادة الثورة لإقرار الترشيح ثم يقوم المجلس الوطني بالتصويت عليه، قبل أن يطرح في استفتاء شعبي عام، حدد الخامس عشر من تشرين الأول اكتوبر المقبل موعداً له. وتجيء الدورة الانتخابية الرئاسية الجديدة، وسط تصاعد اتهامات الإدارة الأميركية للعراق بامتلاكه، وسعيه لامتلاك، أسلحة دمار شامل ومناصرته الارهاب، وتهديدها بشن حرب عليه واطاحة سلطته. ووصف رئيس المجلس الوطني سعدون حمادي إقرار الترشيح بالاجماع بأنه "تعبير عن تأييد الشعب العراقي من خلال ممثليه للرئيس صدام، وتقديره للانجازات الهائلة واعترافه بالعمل البطولي الذي قام به خلال المدة الماضية، وانه الوحيد المؤهل لقيادة بلادنا في المرحلة المقبلة". وأضاف حمادي: "ان الشعب العراقي من خلال ممثليه يقف صفاً واحداً ضد التهديدات الأميركية، ويقول لمطلقي هذه التهديدات ان شعب العراق سيتصدى للعدوان، بكل ما يملك من قوة مادية ومعنوية، وسيحقق النصر الكامل على كل من تسول له نفسه بالتفكير بالاعتداء على سيادته". وفي تطور ذي صلة، دعت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم، العرب والمسلمين الى مواجهة الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة تحت شعار "مكافحة الارهاب" وقالت: "انها حرب صليبية على العرب والمسلمين، وصفها بوش الصغير بهذا الوصف وأعطاها محتوى دينياً وحضارياً ولم يكن ذلك زلة لسان منه. وهي لا تعني في قاموس ادارته سوى محاربة العرب والمسلمين وإذلالهم، وإرغامهم على تغيير معتقداتهم ومناهجهم التعليمية، والهيمنة المطلقة على ثروتهم النفطية وامتصاص عائداتها، وتسليط الكيان الصهيوني على رقابهم، وإعادة رسم الخريطة العربية والاسلامية، وتغيير الأوضاع والوجوه السياسية فيها بما يتلاءم وتحقيق هذه الأهداف". وأشارت الى أن واشنطن "لم تقصر تهديداتها على العراق فحسب، بل شملت بها سورية ولبنان بذريعة إيواء منظمات ارهابية، وراحت تبحث لدول عربية واسلامية أخرى عن ذرائع لتهديدها، أو الضغط عليها وابتزازها، وإرغامها على تبني سياسات ومواقف تتعارض مع المصالح الوطنية والقومية، فلم تسلم من ذلك حتى مصر والمملكة العربية السعودية". وأكدت الصحيفة في ختام مقالها انه "ينبغي للعرب والمسلمين ان لا يتصرفوا تصرف النعامة حين يواجهها الخطر، أو كتصرف ملوك الطوائف في الأندلس، بل عليهم أن يتضامنوا بقوة وعمق، ويراجعوا حساباتهم بمسؤولية وطنية وقومية ودينية، ويقفوا وقفة جدية صادقة في وجه هذه الحرب الصليبية السافرة، ويخططوا كما يخطط دعاة هذه الحرب ومروجوها ومنظروها، ان يتخلى بعضهم عن بعض ايثاراً لسلامة موقتة، بل ان يظهروا لهؤلاء تضامنهم وقوتهم ومتانة صفوفهم". من ناحيتها، طالبت صحيفة "بابل" التي يشرف على تحريرها عدي صدام حسين، الأممالمتحدة وأمينها العام كوفي انان بالتجاوب مع رغبة العراق في التعاون مع المنظمة الدولية، واعطاء الموضوع ما يستحقه من اهتمام، مشيرة الى الرسالة التي وجهها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الى الأممالمتحدة في موضوع عودة المفتشين. وأكدت على حرص العراق على "مواصلة الحوار البناء مع الأممالمتحدة للانطلاق بصيغ عمل واضحة المعالم، وتجاوز كل الثغرات التي تركتها العلاقة التي كانت سائدة قبل كانون الأول ديسمبر 1998 عندما وجهت الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية الى العراق، والرغبة العراقية في التوصل الى صيغة شاملة لحل المسائل المعلقة". واتهمت الولاياتالمتحدة "بممارسة الضغوط على الأمانة العامة للمنظمة الدولية لمنعها من التصرف بالصلاحيات المخولة لها بالاتجاه الصحيح". وقالت الصحيفة: "ما زلنا نعتقد أن هناك فرصة أمام انان ليعيد النظر في موقفه وبما يسهم في تجنيب العالم كارثة لن يكون الأميركيون بعيدين عن نتائجها".