عقد الرئيس صدام حسين اجتماعاً مع كبار مساعديه هو الثاني خلال 24 ساعة، فيما طالب المجلس الوطني البرلمان العراقي البرلمانات العربية والدولية ب"وقفة شجاعة لوقف الادارة الاميركية" "وردع سياسة القوة الغاشمة والتهديد بالعدوان التي تعتمدها". في الوقت ذاته اشاد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الدوري ب"روح المحبة والاخوة بين شعبي العراق والسعودية". وتمنى ان يكون الحضور السعودي في معرض بغداد "فاتحة خير ونصر وعز" لهما. ونوّه وزير الثقافة حامد يوسف حمادي بموقف المملكة من الازمة وتأكيدها انها لن تسمح لأميركا باستخدام منشآتها لشن هجوم على العراق. عقد الرئيس صدام حسين اجتماعاً مساء أول من أمس مع كبار مساعديه هو الثاني خلال 24 ساعة، حضره نجلاه قصي المشرف على الحرس الجمهوري وعدي المشرف على منظمة "فدائيي صدام" إلى جانب وزراء التصنيع العسكري والدفاع والصناعة ورئيس منظمة الطاقة الذرية وقائدي الدفاع الجوي والقوة الجوية. وبثت "وكالة الأنباء العراقية" ان صدام "أشاد بما قدمه المجاهدون لتعزيز عمليات البناء الجديد للعراق وقدرات أبنائه وصمودهم في وجه قوى الظلام والطغيان". وطالب المجلس الوطني العراقي البرلمانات العربية والدولية ب"وقفة شجاعة لوقف الادارة الاميركية عند حدها واحباط محاولاتها النيل من الامة العربية وثرواتها". ودعا المجلس في بيان "كل البرلمانات العربية والدولية الى العمل لردع سياسة القوة الغاشمة والتهديد بالعدوان التي تعتمدها الادارة الاميركية". وجاء البيان في ختام جلسة استثنائية للمجلس عقدها أمس برئاسة سعدون حمادي وخصصت لمناقشة القرارات "المعادية للامة العربية" التي تبناها الكونغرس الاميركي. وحضر الجلسة برلمانيون من سورية والسودان وفلسطين. وناشد البيان منظمات المجتمع المدني العربية والدولية ومؤسساته الوقوف في وجه التهديدات الاميركية للعراق، محذراً من ان "أي نجاح تحققه الادارة بسياستها العدوانية سيؤدي الى افتعال الازمات والحروب وزعزعة الامن والاستقرار الدولي والى خرق فاضح للاعراف والقيم التي تحكم العلاقات الدولية". وكان حمادي قال في كلمة افتتح بها الجلسة "ان ما يؤسف له أن الكونغرس بمجلسيه - الشيوخ والنواب - بدلاً من أن يمارس دوره التشريعي في تصحيح توجهات الإدارة ومراقبتها نجده يسارع إلى تأييدها ... ويخرج بقرار جديد في العاشر من الشهر الماضي يخول الى الرئيس الأميركي استخدام القوة المسلحة وفق ما يراه مناسباً وضرورياً للدفاع عن الأمن القومي للولايات المتحدة ضد التهديد المستمر من العراق". وذكر نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان العالم "يشعر بحيرة" بسبب اصرار الولاياتالمتحدة على استخدام القوة ضد بلاده. ونقلت وكالة "رويترز" عن رمضان ان مجلس الامن حائر ازاء كيفية التعامل مع "الجنون الاميركي"، مضيفاً انه لا يرى اي مرونة في موقف واشنطن، وان هناك "حماقة متزايدة وتصميماً على اجبار المجلس على تبني قرار جديد في شأن مفتشي الاممالمتحدة". الى ذلك أشاد عزة ابراهيم الدوري بتطور العلاقات بين بلاده والسعودية. ووصف، لدى زيارته أمس جناح المملكة العربية السعودية في معرض بغداد الدولي الذي تشارك فيه 42 شركة سعودية "المشاركة الكبيرة" السعودية في المعرض بأنها "تجسد روح المحبة والاخوة والتاريخ والجغرافيا التي يحيا عليها شعبا العراق والمملكة". وتمنى ان يكون المعرض "فاتحة خير ونصر وعز لشعبي العراق والسعودية". واشاد وزير الثقافة حامد يوسف حمادي بالمملكة لاعلانها انها لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام اراضيها في شن اي هجوم على العراق. وشدد على ان موقف السعودية يتماشى مع التضامن العربي. وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أكد لشبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية أول من أمس ان بلاده لن تسمح لواشنطن باستخدام منشآتها في شن اي هجوم على العراق، ولو اجازته الاممالمتحدة. وطالب وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالتدخل لوقف الغارات الاميركية - والبريطانية في منطقتي الحظر الجوي شمال العراق وجنوبه، مؤكداً حق بلاده "الدفاع عن النفس استناداً إلى ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي".