لم يكن اختيار برناديت حديب افضل ممثلة في مهرجان السينما العربية في باريس عن فيلم "لما حكيت مريم" مفاجئاً. إذ اجمع الكل على ادائها المتميز وموهبتها التمثيلية الكبيرة. اما المفاجأة فكانت في برناديت حديب نفسها خصوصاً ان الفيلم هو عملها السينمائي الأول ما دفع الكثيرين ممن لم يعرفوها سابقاً الى التساؤل عن هويتها: من هي وكيف ظهرت فجأة؟ الواقع ان حديب، وإن كانت جديدة في عالم السينما، إلا ان بتفوقها الأكاديمي نالت العلامة الأعلى في تاريخ معهد الفنون في الجامعة اللبنانية ورصيدها المسرحي والتلفزيوني يؤكدان قدراتها التمثيلية الهائلة. وفي هذا الإطار تقول حديب: "صحيح انني اؤدي الدور السينمائي الأول، إلا ان الجمهور العربي عرفني من قبل في المسرح وفي التلفزيون، إذ ركّزت على الأدوار الجيدة التي تعلق في اذهان المشاهدين وليس على الكمية والقبول بكل عمل يعرض عليّ. فمن لا يتذكر مثلاً نورا في مسلسل "عودة غوار" مع دريد لحام وصورة اغتصابها ووفاتها التي بقيت عالقة في اذهان الجمهور، وكذلك الدور الذي لعبته في مسلسل "مواسم خير"، إذ تفاعل الجمهور مع الفتاة التي ضحّت بكل شيء في سبيل حبّها". ولبرناديت حديب في المسرح مجموعة كبيرة من الأعمال ابرزها "العصافير" مع روجيه عسّاف، "عمّو فهمان" مع وسام الصباح، "العصفورة السعيدة" و"صانع المطر" مع دريد لحام، "التكوين" مع رئيف كرم، "الجدار" و"الجيب السري" مع سهام ناصر و"أرخبيل" الى جانب عصام بوخالد. وفي التلفزيون "حرّيف وظريف" لمروان نجار، "مواسم خير" مع كارن دفوني، "حوش المصاطب" للمخرج الكويتي عبدالعزيز المنصور، "سفينة الأحلام لعبد الرحيم مسلّم و"عودة غوار" لدريد لحام. سينمائياً شاركت برناديت بدور صغير في الفيلم اللبناني "لبنان عشق من؟" كما كانت لها اخيراً مشاركة في فيلم "زنار من نار" لبهيج حجيج الذي جسّدت فيه شخصية امرأة مهجرة حامل تتعرض لضغوط شتى من المجتمع الذكوري. وتقول حديب: "كذلك يعرفني الجمهور العربي من خلال مهرجانين: الأول مهرجان ايام قرطاج المسرحية إذ نلت جائزة افضل ممثلة عام 1997، والثاني مهرجان القاهرة التجريبي عام 2000 بنيلي الجائزة نفسها. من هنا اقول انني لم اكن غريبة على الجمهور. ربما تفاجأ البعض لكون "لما حكيت مريم" هو اول عمل سينمائي أمثله كدور اساسي، فلم يتوقعوا ان أتمكن من القيام بما فعلته نظراً لأن النقلة كبيرة جداً بين المسرح والسينما". جمال التجربة ولا تنفي حديب جمال التجربة السينمائية إلا انها تفضل المسرح فتقول: "السينما مغرية جداً وكان من الجميل بالنسبة إلي كممثلة مسرح أن أكتشف هذا الضوء وأن اضع يدي على أمر جديد لم اجرّبه من قبل. السينما مهنة واحتراف فيها الكثير من الخدع، هي عالم غريب جداً وجميل جداً لكنني أؤكد انها ليست اجمل من المسرح". وعن اسلوبها في التمثيل تجيب: "أنا ممثلة لا أتقمّص الشخصية ولا اعيشها، انا ممثلة اتسلى بالشخصية، ألعب بها فإذا لم أشعر بذلك وبأنني سعيدة بما اقوم به لا استطيع ان اجيد الدور. اهم شيء ان أكون صادقة مع نفسي ومع الشخصية فأجعلها قدر المستطاع شفافة وحساسة لأوصلها بصدق الى الجمهور". وعن وجودها في مهرجان السينما العربية في باريس والأجواء التي رافقتها تقول: "وصلت الى المهرجان ولم اكن اعرف احداً وبقيت وحيدة على هذه الحال حتى بعد عرض الفيلم، ولا يمكنك تصور رد فعل الناس ولجنة التحكيم حينها. وأول رد فعل جاء من رئيس لجنة التحكيم نور الشريف الذي قام وهنأني امام الجميع على رغم انه كان قد منع اي عضو في اللجنة من ان يظهر موقفه، فعلا التصفيق بحرارة في الصالة وهذه هي جائزتي الكبرى. كذلك أثّر فيّ رأي النقاد في المؤتمر الصحافي، حتى الأشخاص العاديين اظهروا لي اعجابهم بالدور فقال لي البعض انها قصة عالمية وليست محصورة فقط بالإسلام أو بمنطقة من جنوبلبنان وهذا امر يشرّفني كوني حصلت على جائزة للفيلم وللبنان معاً". وتختم قائلة: "لا يمكنني ان انسى دعم زوجي المخرج عصام بوخالد فله يعود الفضل في حصولي على الجوائز الماضية وبدعمه حصلت على جائزة اليوم. فهو يوجهني دوماً نحو الطريق الصحيح ويلهمني في كل ما اقوم به".