تصدّر الزمالك المصري والترجي التونسي المجموعة الثانية لدوري ابطال أفريقيا في كرة القدم بعد نهاية الجولة الثانية بتعادلهما 1-1 في المباراة التي اقيمت بينهما على الملعب الأولمبي في المنزه. وسجل حسام حسن هدف الزمالك 21 والسنغالي عمر صاني هدف الترجي 69. 40 ألف متفرّج ومحبّ للترجي التونسي، غادروا مدرّجات الملعب غاضبين على الحكم المغربي عبدالحكيم العربون الذي لم يحتسب هدفاً للترجي في نهاية المباراة، ومنح الزمالك ركلة جزاء مشكوك في صحتها. واتفق احباء باب سويقة على اهمية هذه التفاصيل المهمة، ولكن العقلاء تساءلوا عن غياب الروح الخلاقة لناديهم وبالتالي عن قدرته على قطع اشواط بعيدة في البطولة، "فقبل موسمين غادرنا في الدور النهائي، والعام الماضي كانت ضربة النهاية في نصف النهائي أمام الأهلي المصري فهل نستسلم هذا العام قبل ذلك... ونحن الحالمين ابداً بالعرش الافريقي؟". وقال مراقب أجنبي يتابع الترجي منذ اعوام عدة: "ان نادي الدم والذهب وعميد الأندية التونسية لن يتقدم كثيراً في غياب دوري محلي يتقد بالمنافسة القوية". واضاف مهاجم الزمالك المصري حسام حسن: "ان شكري الواعد هو القلب النابض الذي سكت وقوته الضاربة على الميدان التي تخيف أعتى المهاجمين وتزرع نار المقاومة والبطولة في صدور زملائه". وعموماً، شهدت المباراة سيطرة شبه مطلقة للترجي، الذي فرض لاعبوه ضغطاً كبيراً على الحارس عبدالواحد السيد وزملائه في خط الدفاع، وجهد الايفواري كانديا تراوري والهداف علي الزيتوني والشاب معين الشعباني، ما اثمر حصول الترجي على سبع ركنيات في فترة 30 دقيقة الأولى، ولكن ضغطه وسيطرته كانت عقيمة فانقلبت الآية والضغوطات عليه، واحرز حسام حسن الهدف الأول في الدقيقة 21. وهنا ظهر جلياً ان المدرب البرازيلي كارلوس كابرال نجح في اكساب خط دفاعه صلابة فاجأت الجميع وأفقدت الجهازين الاداري والفني للترجي أعصابه، علماً ان المدرب السويسري دي كستال ورئيس النادي سليم شيبوب لازما حافة العشب في ظل خوف شديد من الهزيمة. وأثمر الجهد الكبير بعد طول انتظار عن احراز السنغالي عمر صاني هدف التعادل، لكنه عجز عن خلق قوة دافعة مماثلة في مركز صانع الالعاب في ظل الغياب المؤثر الواضح للمهندس اسكندر السويح، على غرار ماهر الكنزاري. من جهتهم، أكد لاعبو الزمالك قدرتهم الفائقة على التأقلم مع اللحظات الصعبة للمرحلة الانتقالية التدريبية بين المدرستين الألمانية والبرازيلية الحالية. وبرز الشقيقان حسام وابراهيم حسن بأنهما خيرة من أنجبت كرة القدم العربية في العقد الأخير. ولا بد من الاشارة الى ان المباراة كادت تتحوّل الى نزاع مغاربي في اللحظات الاخيرة بعدما فقد أحد محبي الترجي اعصابه وحاول الاعتداء على الحكم المغربي العربون، وهي مشاهد تسيء للترجي، فالعيب فيه ولا في أحد سواه. وفي القاهرة، امتزج شعور الفرح والسخط والدهشة جمهور الزمالك في الوقت ذاته بالتعادل مع الترجي. وتمثلت الفرحة في الحصول على نقطة ثمينة كفلت للزمالك صدارة المجموعة الثانية، وازدادت الفرحة لأن نتائج الزمالك الأخيرة مع الأندية التونسية كانت سيئة باستمرار، بعدما خسر مبارياته كلها في تونس، واكتملت بالأداء الراقي للفريق في الشوط الأول وارتقاء مستوى وليد عبد اللطيف نجم المباراة ومساندة الحظ للزمالك في الشوط الثاني في شكل لم يعتده أنصار الفريق. اما السخط فانصب على الحكم الدولي المغربي العرجون الذي تغاضى عن طرد المدافع التونسي خالد بدرة بعدما تعمد الحاق الضرر بحسام حسن والذي عجز عن إكمال المباراة واستبدل في الدقيقة 44. وتغاضى العرجون عن إنذار أكثر من لاعب تونسي تعمدوا الخشونة في شكل متكرر، خصوصاً عمر سانيه وراضي الجعايدي. وانصب سخط أنصار الزمالك ايضاً على قائد فريقهم مدحت عبدالهادي الذي أهدر ركلة الجزاء في الدقيقة 35، ثم أكمل مسلسل أخطائه في الدفاع ما دفع بالبرازيلي كارلوس كابرال المدير الفني للفريق إلى استبداله في بداية الشوط الثاني. اما الدهشة فتمثلت في حالة الغضب التونسية ضد الحكم المغربي العرجون، على رغم شعور الزملكاوية أن العرجون جامل الترجي في مواقف كثيرة، أبرزها عدم طرد خالد بدرة وعدم انذار اكثر من لاعب تونسي سواء للعنف أو للتمثيل داخل منطقة الجزاء، كما تعمد العرجون، كما يقول أنصار الزمالك، احتساب كل كبيرة وصغيرة للترجي في نهاية المباراة ليقربهم من المرمى، وحول قرار مساعده باحتساب ركلة ركنية واضحة للزمالك إلى ركلة مرمى للترجي. وفي منافسات المجموعة الاولى، خسر جان دارك السنغالي امام مازيمبي من الكونغو الديموقراطية صفر-1.