برلين - "الحياة"، أ ف ب - انتقدت وزيرة التعاون الالمانية هايهديماري فيكتسوريك زويل امس، "تهرب" الولاياتالمتحدة حيث ينبعث الجزء الاكبر من الغازات الدفيئة في العالم، من "مسؤولياتها"، برفضها المصادقة على بروتوكول "كيوتو". وقالت الوزيرة الالمانية ان الفيضانات العنيفة التي تضرب آسيا وأوروبا يجب ان "تفتح اعين" الذين يحاولون داخل الحكومة الاميركية التقليل من اهمية بروتوكول "كيوتو"، او عرقلة تطبيق بنوده التي تهدف الى خفض انبعاثات الغازات المسؤولة عن ارتفاع حرارة الارض. وأضافت ان ارتفاع حرارة الارض: "ليس احتمالاً علمياً بعيداً بل انه بات الحقيقة المروعة". وأكدت ضرورة "ابلاغ واشنطن خلال القمة الدولية حول التنمية المستدامة في جوهانسبرغ، بوضوح، ان مقاطعتها بروتوكول كيوتو امر ليس مقبولاً". وهددت الفيضانات مجموعة من البلدات التاريخية في اوروبا، فيما التقى زعماء اوروبيون للبحث في الخسائر التي سببتها الفيضانات في كل انحاء المنطقة. وتجتاح مياه الفيضانات اجزاء شاسعة من وسط اوروبا منذ اسبوع، ما اسفر عن سقوط 91 قتيلاً على الاقل في المانيا وروسيا والنمسا وجمهورية التشيك. كذلك عانت دول آسيوية عدة الفيضانات التي طاولت الصين وفيتنام وتايلاند والفيليبين وغيرها من الدول. وأفادت وكالات الأنباء الصينية ان الفيضانات وحوادث انزلاق التربة اوقعت نحو 250 قتيلاً في الصين خلال 15 يوماً، وقد ترتفع حصيلة القتلى مع تواصل سقوط الأمطار الغزيرة. وفي ايار مايو 2001، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان بلاده لن تصادق على بروتوكول كيوتو الذي وقع في 1996، وينص على خفض الغازات الدفيئة في البلدان الصناعية بمعدل 2،5 في المئة وسطياً، بحلول 2008-2012 بالمقارنة مع 1997. اجتماع أوروبي وبحث رؤساء حكومات ووزراء خارجية ألمانيا والنمسا وتشيخيا وسلوفاكيا ورئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في برلين مساء أمس، الأضرار المادية الفادحة لما أصبح يُعرف ب"فيضان القرن". وعقد الاجتماع في مقر المستشارية الألمانية بمبادرة من المستشار غيرهارد شرودر، للبحث في كيفية مواجهة نتائج كارثة الفيضان في الدول الأربع التي يقدرها الخبراء بعشرات بلايين اليورو وتبلغ حصة ألمانيا وحدها منها، 15 بليون يورو، بحسب تقديرات شركة التأمينات الألمانية الضخمة "أليانس". وكان برودي استبق الاجتماع بالاعلان عن ان الاتحاد الأوروبي سوف يقدّم مبلغ بليوني يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات في الدول الأربع. وأكد المستشار الألماني قبل الاجتماع ان حكومته ستؤمّن المساعدات المالية المطلوبة للتعويض لضحايا الفيضان في البلاد. وواصلت مياه نهر الألب ورافده الرئيسي نهر مولده اختراق السدود المقامة على النهرين أو تجاوزها في سيرها السريع نسبياً في اتجاه شمال ألمانيا حيث يصبّ نهر الألب في بحر الشرق عند مدينة هامبورغ.