كابول - أ ف ب، رويترز، أ ب - قلل وزير الدفاع الافغاني محمد قاسم فهيم أمس من شأن تكهنات تحدثت عن وجود انشقاق بينه وبين الرئيس حميد كارزاي تخشى الولاياتالمتحدة من أن يضعف الحكومة الافغانية التي تتولى السلطة بعد الاطاحة بحركة "طالبان". وقال فهيم: "يمكنني أن أقول بوضوح... إن هذه القضية بعيدة تمامًا من الحقيقة". وأضاف: "ويمكنني أن أؤكد أن في الحكومة وبخاصة بيني وبين كارزاي لا توجد خلافات وتجمعنا علاقات عمل وثيقة ومخلصة". وكان مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص زالماي خليل زاد التقى الإثنين مطلع هذا الاسبوع ما يعكس مدى قلق واشنطن إزاء تقارير وسائل الاعلام الاجنبية عن وجود خلاف بينهما. وقال خليل زاد في وقت لاحق: "إذا كانت العلاقات سيئة في الماضي فقد تحسنت الآن". ويعتقد أن فهيم غضب بشدة عندما طلب كارزاي أن يوفر له أفراد القوات الاميركية الخاصة الحراسة له بدلاً من فريق شكل من التحالف الشمالي الذي يتزعمه وزير الدفاع. وذكر أن حرس كارزاي الشخصيين "جاءوا لمجرد...تحسين الترتيبات الامنية...وهذه خطوة موقتة". وينتمي الرجلان إلى جماعتين عرقيتين مختلفتين. ففهيم من الطاجيك وكارزاي من البشتون وهو الامر الذي يثير شكوكًا عميقة وانعدامًا للثقة بين العشائر في أفغانستان. وصرح فهيم للصحافيين بأن الإشاعات التي ظهرت عن وجود خلاف بينه وبين كارزاي روجتها مصادر من تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" إلى جانب "أعداء محددين" في إشارة على ما يبدو إلى باكستان التي كانت تدعم "طالبان". وأعلن فهيم أمام حشد صحافي أنه يؤيد وجود القوات الاميركية في البلاد إلى حين "القضاء تمامًا" على تهديدات مقاتلي "القاعدة" وغيرهم من المتشددين. وكان قائد القوات الاميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس ذكر الخميس الماضي أنه من المحتمل أن تبقى القوات الاميركية في أفغانستان لسنوات. وأردف فهيم قائلاً: "في ما يتعلق بتصريحات الجنرال فرانكس فإنني أعلق بأن تنظيم القاعدة وقواعده ما زالت موجودة في أفغانستان...وبخاصة حول الحدود الجنوبية لافغانستان. في كل لحظة هناك احتمال لزعزعة استقرار الموقف ووقوع هجمات". وتابع فهيم قائلاً: "عندما نتوصل إلى نتيجة مشتركة مع القوات الاميركية بأن خطر الارهاب انتهى تمامًا فإنني واثق من أنه لن تكون هناك حاجة لوجود جنود أميركيين، فهم سيسلمون قواعدهم تلقائيًا إلى الجيش الافغاني الوطني بعد أن يتمكن من الوقوف بمفرده...وسيعودون هم إلى بلادهم". وأعلن فهيم أنه يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" والملا عمر زعيم حركة "طالبان" ما زالا على قيد الحياة. ولم يذكر إن كان يعلم بمكان وجودهما أو لماذا يعتقد أنهما لا يزالان على قيد الحياة. ووصف زعيم المجاهدين السابق باشا خان زادران الذي كان حتى وقت قريب حليفًا للقوات الاميركية في عملية تعقب القاعدة بأنه "مجرم وهارب...يطمع في السلطة". وكان أطيح بزادران المتمركز في منطقة خوست بجنوب البلاد من منصب حاكم إقليم بكتيا في وقت سابق من هذا العام. وأضاف فهيم في مؤتمره الصحافي أمس أن وفدًا عسكريًا روسيًا رفيع المستوى يزور كابول حاليًا لتقويم احتياجات الجيش الافغاني من المعدات. وقال الوزير إن "60 تقنيًا روسيًا موجودون في كابول لتقويم التصليحات أو الاستبدال اللازم" للمعدات العسكرية. وأضاف أن "شركاءنا الاميركيين وافقوا على تمويل عملية شراء قطع غيار لاصلاح المعدات من روسيا". ويشار إلى أن التجهيزات العسكرية التي تملكها القوات الافغانية روسية الصنع. ويجرى حاليًا تشكيل الجيش الوطني الافغاني ويفترض أن يتجاوز عديده 50 ألف رجل في غضون أربعة أعوام. وفي نهاية المؤتمر الصحافي، ناشد فهيم المجتمع الدولي تقديم الاموال التي تعهد بها للمساعدة على إعادة إعمار البلاد التي دمرت بسبب أكثر من 20 عامًا من الحروب. وقال إنه يتمنى أن "يساعدنا المجتمع الدولي في عملية إعادة الاعمار كما فعل أثناء الحرب ضد الارهاب". تدريبات امنية من جهة أخرى، أفادت وكالة أنباء أفغانية مستقلة أمس أن الانفجار الذي وقع خارج وزارة الاتصالات في كابول مطلع الاسبوع الجاري ولم يسفر عن أضرار تذكر، كان بسبب تدريبات تقوم بها الشرطة الافغانية. وقال قائد الشرطة الجنرال بصير سالانغي إنه نظم هذه التدريبات ليلقن قوات الامن درسًا وهو عدم الهرع إلى مكان الحادث كلما سمعوا صوت انفجار صغير. وأضاف سالانغي: "يقوم العدو بإطلاق قذيفة صغيرة ليتجمع الجنود في الموقع ويتمكن من قصفهم بشدة". وتابع: "لذلك، ومن أجل تفادي هذه الحوادث والتشجيع على مزيد من التنسيق مع القوات الافغانية أقمنا التدريب السابق".