زار الرئيس الايراني محمد خاتمي كابول امس. وقال ان بلاده لن تتدخل في الشؤون الافغانية الداخلية، ولكنها ستلاحق عناصر "القاعدة" الفارين اليها ولن تسمح بأن تتحول اراضيها ملاذاً للارهابيين. وتبنى خاتمي موقفاً معتدلاً لجهة انتشار القوات الاجنبية في افغانستان من دون الاشارة صراحة الى الوجود الاميركي. وعرض كارزاي تهدئة العلاقات بين واشنطنوطهران، معتبراً ان البلدين صديقان لافغانستان ولا مانع في ان يصبحا صديقين في ما بينهما. كابول - أ ف ب - قام الرئيس الايراني محمد خاتمي امس، بزيارة رسمية لكابول استغرقت يوماً واحداً، تلبية لدعوة من الرئيس الافغاني حميد كارزاي. وادت التحية للرئيس الايراني في اول زيارة له لافغانستان منذ سقوط نظام "طالبان"، ثلة من حرس الشرف في القصر الرئاسي في كابول، فيما عزف النشيد الوطني الايراني. واعرب خاتمي في كلمة مقتضبة القاها لدى وصوله، عن سروره لتلبية دعوة الرئيس الافغاني. وقال: "اشكر كارزاي الذي فتح المجال لزيارتي". واستقبل خاتمي في القصر الرئاسي الى جانب كارزاي كل من وزير الدفاع محمد قاسم فهيم وحاكم ولاية هيرات المحاذية للحدود مع ايران اسماعيل خان. وكان خاتمي اعلن قبيل مغادرته ان زيارته تهدف الى "التعبير عن مساندة ايران لاعادة اعمار افغانستان وامنها واستقرارها". وكانت ايران المعادية ل"طالبان" والتي وقفت مع تحالف الشمال بزعامة احمد شاه مسعود، عبرت مراراً عن مساندتها لكارزاي على رغم اختلاف وجهات النظر في شأن وجود قوات اجنبية في افغانستان. محاربة "القاعدة" وأكد خاتمي امس خلال زيارته انه لن يكون متساهلاً مع تنظيم "القاعدة" الارهابي، واعتمد في الوقت ذاته موقفاً اكثر اعتدالاً من انتشار القوات الاجنبية في افغانستان وذلك باسم استقرار بلاده. واكد انه لن يسمح ابداً بأن تصبح ايران مأوى للجماعات الارهابية، مضيفاً ان طهران سلمت عناصر "القاعدة" الذين ضبطتهم على اراضيها، لبلادهم. وكانت الولاياتالمتحدة اتهمت ايران بايواء عناصر من جماعة اسامة بن لادن، ولكن ايران كانت دائماً تساند تحالف الشمال الذي باتت عناصره اليوم تتولى ابرز المناصب في حكومة كارزاي. وأعلن خاتمي للصحافيين في ختام لقائه مع نظيره الافغاني: "لقد اعلنا ان ايران لن تستخدم، بأي شكل من الاشكال، من قبل مجموعات ارهابية كانت في افغانستان". وأضاف: "فور علمنا بوجود اشخاص يشتبه في ارتباطهم بهذه المجموعات نتخذ اجراءات. وفور عثورنا على اشخاص كانوا اعضاء في القاعدة، اعتقلناهم واعدناهم الى بلادهم". وتعهد الرئيس الايراني بأن طهران لن تتدخل في الشؤون الداخلية الافغانية، وابدى اعتدالاً كبيراً لجهة انتشار القوات الاجنبية في هذا البلد، اذ لم يتطرق صراحة الى سبعة آلاف جندي اميركي مرابطين هناك والقاعدتين الاميركيتين اللتين تستخدمان لعمليات التحالف الدولي العسكرية لمكافحة الارهاب في افغانستان. وأعلن خاتمي: "لا نعتزم التدخل في عمل هذا البلد وعلى كل البلدان ان ترفض تدخل دول اخرى في شؤون افغانستان". وقال: "الاستقرار والسلام مهمان في هذا البلد، لأن استقرار افغانستان يعني استقرار بلادنا". وشدد خاتمي على ان "تواجد قوات حكومات اخرى لا يمكن ان يكون لها مبرر الا اذا تعاونت مع الحكومة الافغانية لاعادة الاعمار، والا فليس هناك اي مبرر لتواجدها هنا". الا انه اتهم في المقابل ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بانها تعتمد "موقفاً عدوانياً في سياستها الخارجية"، فقال: "اعتقد في الواقع ان الادارات والسياسيين الاميركيين كانوا في السابق اكثر التزاماً بمساعدة الناس في العالم لكن هذه الادارة اعتمدت، وبخاصة منذ 11 ايلول سبتمبر، موقفاً عدوانياً جداً". كارزاي واعلن كارزاي من جهته ان حكومته تسعى الى تهدئة العلاقات بين واشنطنوطهران، وقال "ان البلدين: ايران واميركا، صديقان لافغانستان. انهما ساعدا الشعب الافغاني على تحرير ايدينا من الارهابيين". وأضاف: "يمكننا ان نساعدهما على ان يكونا صديقين وفتح المجال امام علاقات افضل بينهما. لن نتردد في المساعدة".