جلال آباد، كابول - رويترز، أ ف ب - تابع المحققون بحثهم بدقة امس في انقاض المستودع الذي دمره انفجار وقع اول من امس في ضواحي جلال آباد شرق افغانستان واسفر عن مقتل ثلاثين شخصاً بحسب حصيلة جديدة. ولم يحسم بعد ما اذا كان الانفجار عملية انتحارية كما تردد، او مجرد حادث. واعلن القائد المحلي الحاج موسى ان الحصيلة الاخيرة تشير الى سقوط ثلاثين قتيلاً وتسعين جريحاً من بينهم 54 ما زالوا يعالجون في المستشفيات. واستبعد الجنرال موسى تماماً فرضية الحادث، وقال: "ان حادثاً كهذا لا يمكن ان يقع" لأن "السيارات الخاصة غير مرخص لها بالدخول الى الوحدة، ونعتقد بالتالي ان متفجرات زرعت داخل سيارة" كانت في المكان. الا ان مسؤولاً في الشرطة اوضح في المقابل ان منظمة "الوحدة الافغانية للبناء والامدادات" غير الحكومية التي تملك المستودع الواقع في احدى ضواحي جلال اباد افادت بأن كمية كبيرة من المتفجرات مخزنة في المستودع. وقال الجنرال عبد الصفا محمد مساعد مدير الامن في ولاية نانغرهار التي تعتبر جلال اباد كبرى مدنها، ان مسؤولاً في الوحدة اوقف مساء الجمعة الماضي لاستجوابه، فأكد ان متفجرات تستخدم لتدمير الصخور اودعت في المبنى. واعلن المسؤول "من السابق لأوانه القول اذا كان هناك خطأ في الاجراءات او اذا كان احد الموظفين متورطاً". وتستخدم هذه الوحدة الافغانية 16 موظفاً في جلال اباد في مشروع لبناء جسر على طريق عام، كما اوضح محمد معروف الذي يدير مكتب المنظمة في كابول. وكان قائد الفرقة الاولى في الجيش المنتشر في ولاية نانغرهار حضرت علي اعلن على الفور "انها بالتأكيد عملية انتحارية بالسيارة المفخخة استهدفت سد دارونتا لتوليد الكهرباء"، مضيفاً "ان هذا العمل من فعل ارهابيين اعداء لأفغانستان". ويقع المستودع على بعد 400 متر من السد وعلى بعد نحو خمسة كيلومترات من المدينة. الا ان نائب حاكم نانغرهار محمد آصف قائم زاده استبعد تماما اي عمل تخريبي وصرح لوكالة الانباء الافغانية ومقرها باكستان "ان سبب الانفجار المتفجرات التي كانت مخزنة في المستودع والمستخدمة في مشاريع لبناء الطرقات". وكان الدخان لا يزال يتصاعد من الانقاض صباح امس لليوم الثاني من الانفجار الذي اتى ايضاً على المنازل المجاورة. الى ذلك، وصل وزير الخارجية الهندي يشوانت سينها صباح امس الى كابول في طائرة من طراز ايرباص اهداها الى السلطات الافغانية. وكان مسؤول في الحكومة الهندية اعلن الخميس الماضي ان الوزير سيجري محادثات مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي امس تتناول خصوصاً موضوع الامن واعادة الاعمار. كذلك سيلتقي الوزير الهندي وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله والملك السابق ظاهر شاه ومسؤولين اخرين من الحكومة الافغانية. وصرح سينها للصحافيين لدى وصوله الى مطار كابول: "جئت بهدف بحث مجالات جديدة كما حددت اولوياتها حكومة افغانستان". واضاف "تؤيد الهند وجود افغانستان قوية موحدة مستقلة وذات سيادة. لذا فهناك تقارب كامل بين مصالح البلدين". وكانت نيودلهي دعمت مع ايران وروسيا تحالف الشمال ضد نظام "طالبان" الذي كان يحظى من جهته بدعم باكستان، خصمها الكبير، حتى اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر الماضي. وتعهدت الهند بعد تولي حميد كارزاي السلطة الانتقالية في كانون الاول ديسمبر بمساعدة افغانستان في مجالات الصحة والتعليم والطيران المدني والنقل والصناعة والزراعة. وكان مسؤولون هنود اعربوا خلال الاشهر القليلة الماضية عن قلقهم من ان يتسلل مقاتلو "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن الذين فروا من افغانستان الى كشمير الهندية عبر باكستان للانضمام الى الانفصاليين الاسلاميين. وتعتبر طائرة ايرباص اي-300 بي-4 التي وصل فيها سينها الاولى من ثلاث طائرات اهدتها الشركة الجوية الهندية "اير انديا" الى زميلتها الافغانية "اريانا". وستسلم الطائرتان الاخريان في تشرين الاول اكتوبر المقبل. وتقدر تكاليفها بنحو عشرة ملايين دولار. واتخذ قرار اهداء هذه الطائرات في ايار مايو الماضي خلال زيارة وزير الطيران الافغاني زلماي رسول الى نيودلهي. وتوقفت شركة "اريانا" عن العمل عام 1999 عندما فرضت الاممالمتحدة عقوبات تقضي باغلاق المجال الجوي الدولي امام نظام "طالبان". ودمر معظم طائرات الشركة خلال الغارات الاميركية على مطار كابول في اطار الحرب على الارهاب.