واشنطن، موسكو، برلين - أ ف ب، رويترز - أكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اول من امس ان سياسة "احتواء" العراق بالعقوبات الاقتصادية ومناطق الحظر الجوي "لا تجدي"، وقال للصحافيين "لا يوجد عاقل يمكنه النظر الى ما انجز ويقول ان الأمر نجح. ان ذلك لم يجد ولا يجدي"، مؤكداً أن الرئيس العراقي صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل. وبذلك يرفض رامسفيلد مباشرة سياسة عزل العراق التي انتهجتها منذ 1991 الادارات الاميركية المتعاقبة ويدعم الخيار العسكري للاطاحة بصدام حسين. وقال ان سياسة العزل هذه "كانت بوضوح فعالة لبعض الوقت وقد أخرت الاشياء وبالتأكيد عقدت حياة صدام حسين ولكن هل فعلا اوقفت النشاطات العراقية في مجال اسلحة الدمار الشامل؟ لا". وردا على سؤال حول مخاطر الفوضى في العراق بعد اسقاط نظامه اجاب رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة ترغب في بلد موحد. وقال ان على النظام المستقبلي ان يتخلى عن الاسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية واجتياح جيرانه مع احترامه رأي مواطنيه وكذلك حقوق الاقليات. واشار الى ان هذه الاهتمامات مدرجة "بين اولويات" المعارضة العراقية. وقال رامسفيلد أيضاً ان سياسة العزل والردع التي كانت مطبقة مع الاتحاد السوفياتي لا يمكن ان تتماشى مع منظمة ارهابية او مع "دولة ارهابية" مثل العراق. وفي موسكو، اتفق وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اتصال هاتفي ليل الجمعة السبت على ضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة العراقية. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية ان المسؤولين اتفقا "على ضرورة مواصلة البحث في حل سياسي للمشكلة العراقية بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي"، وذلك في انتقاد غير مباشر لتهديدات واشنطن ضد بغداد. وفي برلين، انتقد رئيس جمعية القوات المسلحة الالمانية برنهارد غيرتز قرار المستشار غيرهارد شرودر الذي استبعد تماماً أي مشاركة للجيش الالماني في تدخل عسكري اميركي محتمل ضد العراق. وقال غيرتز رئيس هذه الجمعية التي تضم 230 ألف منتسب والتي تأسست عام 1956 لحماية مصالح العسكريين الالمان في مقابلة نشرتها امس صحيفة "بيلد ام تسونتاغ" ان الرفض القاطع قرار "سيء جدا". واضاف "ان قول لا من البداية يضعف الاممالمتحدة". وكان شرودر استبعد تماماً الجمعة أي مشاركة لالمانيا في تدخل عسكري اميركي محتمل ضد العراق واضعا بذلك حدا "للتضامن اللا محدود" الذي وعدت به الولاياتالمتحدة في غمرة اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. ورأى غيرتز ان "قوات وامكانات الجيش الالماني بوندسفير ستكون بالتأكيد كافية للقيام بعملية تهدف الى اعادة مفتشي نزع الاسلحة الدوليين الى العراق وازالة مصانع اسلحة الدمار الشامل". وفي جاكرتا، قالت صحيفة "جاكرتا بوست" امس ان احدى المنظمات الاسلامية البارزة في اندونيسيا حذرت الولاياتالمتحدة وطالبتها بعدم شن هجوم على العراق قائلة ان الولاياتالمتحدة ليس لديها الدافع لأن تفعل ذلك.