ربطت الادارة الاميركية موعد عقد اجتماع قادة المعارضة العراقية بطبيعة الردود التي ستتلقاها وامكان حضور زعماء الحركات المعارضة الست. وفي هذه الاثناء برز اتجاه لتوسيع الدعوة لتشمل الأشوريين والتركمان والمستقلين الليبراليين بين الاحزاب التي وجهت اليها واشنطن دعوتها. وما لم تحصل تطورات غير متوقعة، فان الحزبان الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني يكونان قد انهيا سنوات من الاقتتال والمواجهة وانتقلا الى مرحلة جديدة تبدأ بعودتهما الى العمل من خلال برلمان واحد ولكن بادارتين منفصلتين حتى انتهاء المرحلة الانتقالية التي حدد لها سقف زمني لا يتجاوز 9 أشهر. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر ربط موعد عقد الاجتماعات الاميركية مع ممثلي التنظيمات الستة التي دعتها، وهي الحزب الديموقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني والحركة الملكية الدستورية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والاتحاد الوطني الكردستاني "على اساس الردود وتوافر المدعوين". وبرز خلال الايام القليلة الماضية اتجاهان في اوساط المجموعة المدعوة الى واشنطن اولها يدعو الى توسيع الدعوة الاميركية لتشمل ممثلين عن الاشوريين والتركمان والمستقلين الليبراليين والآخر يفضل التريث الى حين اجراء اللقاء مع الاميركيين وطرح فكرة التوسيع على اساس نتائج المحادثات وبمبادرة من الاطراف الستة وليس من واشنطن. وتبدي الاطراف المستقلة التي اتصلت بها واشنطن رغبة في الانتظار خلال المرحلة الراهنة وتفضل لعب دور المساعد على انجاح اجتماعات الاحزاب الكبرى وتطمين الاكراد والاسلاميين وتشجيعهم للعب دور فاعل ومباشر في المساعي المبذولة. وفي اربيل اقتربت الاجتماعات القيادية للحزبين الكرديين نحو نهايتها المرجوة حيث رشح عن مصادرهما ان الاطار السياسي للاتفاق على المصالحة والتطبيع "جرى التوافق عليه ولا ينتظر غير التوقيع". وابلغت المصادر "الحياة" ان ابرز ملامح الاتفاق هي برلمان موحد وادارتان حتى اجراء الانتخابات البرلمانية في موعد لا يتجاوز تسعة اشهر. ووفقاً لعدنان المفتي "نائب رئيس الحكومة الاقليمية" في السليمانية فان التسمية المتفق على اطلاقها على البرلمان خلال هذه المدة ستكون: "برلمان اقليم كردستان - الدورة الانتقالية"، وتحسم هذه الصيغة جدلاً دام سنوات حول طبيعة الدور الذي سيلعبه البرلمان الكردي. وسيترأس الدكتور روفر شاويس الرئيس الحالي لبرلمان الاقليم اجتماعاته لمدة ثلاثة اشهر وتعقد في اربيل على ان تنتقل الى مدينة السليمانية لمدة شهرين. ويتولى الرئاسة خلال هذه الفترة رئيس الكتلة النيابية الممثلة للاتحاد الوطني الكردستاني. لكن جوهر الاتفاق هو ان البرلمان لن يتخذ اي قرارات سياسية حاسمة وسيهتم بالتشريعات المسهلة لعملية اجراء الانتخابات. لكن جميع القرارات ستتخذ بالتوافق على رغم ان الحزب الديموقراطي سيتمثل ب51$ من الاعضاء. واعتبر المفتي في اتصال مع "الحياة" ان "الاتفاق ثمرة لسنوات من الاجتماعات ولكن الاشهر القليلة الماضية، بما انطوت عليه من احتمالات سياسية وتحولات اقليمية شجعت تقارب الحزبين". واضاف "ان الطرفين قطعا اشواطاً طويلة في عملية التطبيع كان آخرها عودة مئات العائلات الى مناطق سكنها بعد سنوات من الهجرة الداخلية، واعادة ممتلكاتها اليها".