غزة - أ ف ب - أعلن مسؤول فلسطيني امس ان قائد الشرطة المقال اللواء غازي الجبالي ابلغ الرئيس ياسر عرفات "احترامه الكامل والتزامه المطلق" قرار اقالته وتعيينه مستشاراً لشؤون الشرطة، كما اعلن أنه سيرشح نفسه لمنصب الرئاسة لاحقاً. في غضون ذلك، رأى الرئيس الجديد لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العميد زهير المناصرة ان مهمته ستكون صعبة بعدما دمرت اسرائيل البنى التحتية لأجهزة الامن الفلسطيني وأعادت احتلال الاراضي الفلسطينية. وأوضح مسؤول فلسطيني ان الجبالي أبلغ عرفات "في رسالة بعث بها إليه انه يحترم احتراماً كاملاً ويلتزم التزاماً مطلقاً تنفيذ قرار اعفائه من منصبه قائداً للشرطة الفلسطينية وتعيينه مستشاراً لشؤون الشرطة وانه سيواصل عطاءه ومساعدة خلفه". وأشار مسؤول أمني الى انه "سمع من اللواء الجبالي انه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة" من دون مزيد من الايضاحات. وكان اثير لغط كبير حول رفض الجبالي وعدد آخر من المسؤولين الموافقة على التشكيلات الأمنية الأخيرة التي اعلنها الرئيس الفلسطيني. وقال مسؤولون فلسطينيون ان عرفات اصدر اول من امس مرسومين رئاسيين يقضي الاول بتعيين اللواء الجبالي مستشاراً له لشؤون الشرطة، والثاني بتكليف مساعد مدير الشرطة العميد سليم البورديني "تسيير شؤون الشرطة". وكان عرفات اقال الاربعاء اضافة الى الجبالي، مدير الدفاع المدني في قطاع غزة اللواء محمود ابو مرزوق ورئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة العقيد جبريل رجوب. وقال مسؤولون ان هذه القرارات اتخذت "في اطار الاصلاحات التي بدأتها السلطة خصوصا في اجهزة الامن". وقاد الجبالي الشرطة منذ انشاء السلطة عام 1994 ويعتبر مؤسساً رئيسياً للجهاز بإداراته وفروعه. لكن الجيش الإسرائيلي دمر بالقصف الصاروخي أو بالجرف المقرات والمراكز الرئيسية للشرطة بما فيها المقر العام لقيادة الشرطة الذي يضم مكتب الجبالي في غزة خلال الانتفاضة. في غضون ذلك، رأى الرئيس الجديد لجهاز الامن الوقائي في الضفة العميد زهير المناصرة امس ان مهمته ستكون صعبة بعدما دمرت اسرائيل البنى التحتية لأجهزة الامن الفلسطيني، وأعادت احتلال الاراضي الفلسطينية. ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، قال المناصرة: "توجد عقبة في وجه كل عمل فلسطيني هي الاحتلال في تدميره للبنى التحتية وتدمير البنية التحتية للجهاز الامني"، موضحاً أن ذلك "اضافة الى اعادة الاحتلال ونظام حظر التجول سيجعل مهمات عملي أصعب". وعن الخطوط العريضة في بداية عمله في هذا المنصب، قال المناصرة: "سأتعرف على الجهاز وطبيعة العمل... وبعد ذلك سنعمل حسب توجيهات القيادة الفلسطينية". وعبر عن أمله بأن "يتكامل جهاز الامن الوقائي مع باقي الاجهزة الامنية الفلسطينية لتوفير حياة آمنة لكل مواطن فلسطيني، وان نكون قادرين على خدمة هذا الوطن وهذا الشعب الذي يقف بوجه التحديات". ورداً على سؤال عن مدى استعداده للتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه التي دربت عدداً من كوادر جهاز الامن الوقائي، قال المناصرة: "لا علم لي بذلك". لكنه اضاف: "لا نعمل كجهاز مستقل، بل نحن جزء من البنية التحتية الفلسطينية الشرعية ونتعامل في هذا الاطار". والعميد المناصرة كان محافظ مدينة جنين شمال الضفة، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح" وعمل في الماضي مساعداً ومديراً لمكتب ابو جهاد خليل الوزير. كما شغل منصبي أمين سر قيادة تنظيم حركة "فتح" في القطاع الغربي الضفة وقطاع غزة ومدير مكتب الرئيس عرفات لشؤون الارض المحتلة. وإلى جانب دقته ومتابعته الامور وتنظيمه وصراحته، على رغم انه مقل في الحديث، يقيم المناصرة علاقة جيدة مع دول الاتحاد الاوروبي.