استقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء امس السبت في رام الله ممثلين عن ضباط وعناصر في الامن الوقائي الفلسطيني جاءوا يعربون عن استيائهم بعد اقالة قائدهم العقيد جبريل الرجوب، وفق ما افاد احد هؤلاء الممثلين. وقال النقيب صبري الطميزي، احد ضباط وعناصر الأمن الوقائي ال600 تقريبا الذين يرفضون قرار اقالة الرجوب ان ستة من كوادر الامن الوقائي بدأوا مساء امس السبت محادثات بهذا الشأن مع الرئيس عرفات في المقاطعة في رام الله. ورأى ان الموفدين يعرضون على عرفات رغبتهم برؤية العقيد الرجوب في منصب ارفع مرتبة من الذي كان يشغله حتى الآن. وقد تم تعيين الرجوب محافظا لجنين وهو منصب اعتبره هؤلاء ادنى مرتبة. ويعترضون ايضا على تعيين زهير المناصرة الذي كان محافظا لمدينة جنين، خلفا للرجوب لانهم يعتبرون ان هناك ما يكفي من الاكفاء داخل جهاز الامن الوقائي لتولي منصب الرجوب. ويؤكدون انه ليس من الحكمة ان تجري مثل هذه التغييرات لان الامن الوقائي، برأيهم، هو احد اكثر الاجهزة نفوذا في الضفة الغربية واكثرها تنظيما وليس مشوبا بالفساد. وقال النقيب الطميزي ان عرفات بابعاده الرجوب انصاع للضغوط الدولية لاستبدال ابرز المسؤولين قبل ان يتم ابعاد عرفات شخصيا. واعلن الطميزي ايضا ان الرجوب لم يكن رجل الاميركيين لانه طبق دائما الاجراءات التي قررتها السلطة الفلسطينية. واشار الى ان اسرائيل دمرت مكاتبه في بيتونيا في اذار/مارس وقلل من اهمية الخلافات الطبيعية بين الرجوب وعرفات واصفا اياها بانها خلافات عمل. واخيرا، قال هذا الضابط ان رجال الامن الوقائي الذين ناضلوا ضد الاحتلال طيلة كل هذه السنوات سجنوا معا في اسرائيل وبنوا الأمن الوقائي معا (...) الرجوب هو واحد منا ولن ندعه يذهب. وكان 600 عنصر من اصل الاربعة آلاف في الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية اعلنوا في وقت سابق امس السبت انهم قرروا عدم التعاون مع خلف الرجوب الذي اقيل من منصبه الخميس بموجب مرسوم وقعه الرئيس الفلسطيني. وسعى مسؤول فلسطيني رفيع المستوى امس السبت الى التقليل من اهمية هذه المبادرة مؤكدا ان اوامر الرئيس عرفات ستنفذ في النهاية. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته الامر ليس مهما. انه ليس تمردا او شيئا من هذا القبيل. انهم (عناصر الامن الوقائي) جزء من السلطة الفلسطينية وسيتقيدون في النهاية بالنظام وبأوامر عرفات. وبعد انتهاء اجتماع بيتونيا، توجه المشاركون الى ساحة المنارة في وسط رام الله حيث تظاهروا من دون سلاح دعما لقائدهم الرجوب. ويعد جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية الذي يبلغ عدد عناصره اربعة الاف رجل القوة الفلسطينية الرئيسية للشرطة ومكافحة التجسس في هذه الاراضي. وتقول وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذه القوة تجنبت بشكل عام الاشتراك في اعمال المقاومة المناهضة لاسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000. واستنادا الى المصادر نفسها فان العقيد الرجوب هو وطني يتمتع بجاذبية وقد امضى سنوات طويلة في السجون الاسرائيلية حيث تعلم العبرية وقدم غالبا على انه خليفة محتمل للرئيس عرفات وهو مقبول في نظر اسرائيل والولايات المتحدة. لكن نجم الرجوب افل كثيرا بعد هجوم الجيش الاسرائيلي على مقر قيادته في بيتونيا في نيسان/ابريل الماضي لاتهامه بعدم منع العديد من الهجمات التي انطلقت من الضفة الغربية في الوقت الذي لام عليه الراي العام الفلسطيني ترك اسرائيل تعتقل الناشطين الفلسطينيين الذين كانوا محتجزين في المبنى. وفي الخليل، جنوبالضفة الغربية، اعرب ايضا حوالى 200 من عناصر جهاز الامن الوقائي عن دعمهم لقائدهم لكن الامر انتهى بهم الى الاجتماع فقط وتاجيل التظاهرة التي كان من المقرر ان يقوموا بها الى الاحد. ودلالة على الارتباك الحاصل وزع بيان في هذه المناسبة يدعو في وقت واحد الى دعم نظام الرئيس ياسر عرفات الشرعي والى بقاء العقيد الرجوب في منصبه. وكتب على لافتة رفعها احد المشاركين اعزلوا الفاسدين وليس الوطنيين.