فيلادلفيا - رويترز - رفعت مؤسسة "وورلدكوم" ليل أول من امس الاحد اكبر دعوى افلاس اميركية، بعدما تداعت شركة الاتصالات الهاتفية الخارجية وخدمات البيانات تحت وطأة فضيحة محاسبية حجمها 85.3 بليون دولار وجبل من الديون عالية المخاطر. وفاقمت أزمة المحاسبة في "وورلدكوم" من قلق المستثمرين ازاء وول ستريت في الاسابيع الاخيرة، ما أدى الى هبوط الاسواق الى ادنى مستوياتها منذ عام 1998، ودفع الرئيس جورج بوش الى الدعوة الى شن حملة حكومية صارمة على الممارسات غير المنضبطة في الشركات. وقال جون سيدجمور الرئيس التنفيذي ل"وورلدكوم" في حديث هاتفي أمس: "نظراً لأننا سنعيد هيكلة موازنتنا العامة ونخفض ديوننا، فاننا نعتقد اننا سنخرج من عملية الفصل ال11 تسجيل الافلاس شركة اقوى واكثر عافية". وقالت "وورلدكوم"، التي يبلغ عدد موظفيها 60 الف موظف وتشمل عملياتها 65 دولة، انها تتوقع الاستعانة بخبير إعادة هيكلة لمساعدة فريق الادارة الحالي، وانها تهدف الى الخروج من الوضع الخاص بموجب الفصل الحادي عشر خلال ما يراوح بين تسعة شهور و12 شهراً. ولا تشمل حالة الافلاس العمليات الدولية للشركة. ولدى الشركة اكثر من 20 مليون عميل وتتولى نصف عمليات نقل بيانات شبكة الانترنت على مستوى العالم. وذكرت الشركة أيضاً انها ستتمكن من السحب من تمويل خاص حجمه بليوني دولار لمواصلة التشغيل والمحافظة على شبكة عملياتها ودفع رواتب الموظفين بموجب عملية اعادة التنظيم. وجاءت متاعب "وورلدكوم" التي تبلغ اصولها 107 بلايين دولار وديونها 41 بليون دولار عقب سلسلة ازمات مدمرة في شركات كبرى مثل "انرون" و"غلوبال كروسينغ" اللتين انهارتا تحت وطأة فضائح محاسبية. وكشفت "وورلدكوم" الشهر الماضي انها سجلت في شكل غير سليم 85.3 بليون دولار في صورة نفقات. وفصلت الشركة كبير المديرين الماليين سكوت سوليفان بحجة انه المسؤول عن فضيحة المحاسبة. وفي مواجهة الضغوط العنيفة استقال الرئيس التنفيذي السابق بيرني ايبرز في نيسان ابريل الماضي. واتهمت لجنة أوراق المال والبورصة الاميركية SEC "وورلدكوم" بالاحتيال. كما تواجه الشركة دعاوى قضائية من صناديق معاشات حكومية عدة تزعم ان "وورلدكوم" قدمت معلومات مضللة خلال اصدار للسندات في 2001. وقال سيدجمور ان الشركة تتوقع خفض ديونها من خلال مبادلة ديون بالاسهم، ما سيعطي حملة السندات حصة ملكية في الشركة بعد اعادة تنظيمها. وأعلن كبار اصحاب السندات في "وورلدكوم" والشركات التابعة لها في بيان انهم سيتعاونون مع الشركة. ومن جهة اخرى، فإن المساهمين الحاليين في "وورلدكوم" لن يستردوا شيئاً يذكر من قيمة استثماراتهم. وقد أغلقت اسهم "وورلدكوم" الجمعة الماضي على تسعة سنتات في بورصة "ناسداك" بعدما قفزت الى 64 دولارا في 1999. ويجسد انهيار السهم سقوط صناعة الاتصالات وسط وفرة من الطاقة وديون هائلة وفضائح محاسبية. وأشار سيدجمور الى ان اتفاق التمويل الخاص والبالغ بليوني دولار بالاضافة الى توفير اقساط الفائدة على الديون سيغطيان حاجات "وورلدكوم" من التمويل خلال العام المقبل.