اعلنت وزارة الخارجية البلجيكية إثر محادثات بين وزيري الخارجية العراقي ناجي صبري والبلجيكي لويس ميشيل في بروكسيل أمس، قبل بدء اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، انها تسعى الى "حل سياسي ودائم" لمشكلة عودة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق "في نطاق احترام سيادة" هذا البلد. ونقل بيان للوزارة عن ميشيل تأكيده ان "لا بديل من تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن بالكامل وبلا شروط كما يطالب المجتمع الدولي"، وان عملية التفتيش لا تستهدف أمن العراق. وتزامن البيان مع تصريح للسفير الأميركي في موسكو الكسندر فيرشبو اكد فيه ان على المجتمع الدولي "اتخاذ خطوات" لمنع بغداد من صنع اسلحة دمار شامل. لكنه أعلن أن واشنطن تسعى الى اقناع القيادة العراقية ب"التعاون على أساس سلمي" راجع ص2. وقال فيرشبو في ندوة نظمتها مدرسة البحوث السياسية الروسية ان العراق يعمل لتصنيع اسلحة كيماوية وجرثومية "وربما نووية". وتابع ان الولاياتالمتحدة "لا تريد إلحاق ضرر" بالشعب العراقي، مستدركاً انه في حال واصل الرئيس صدام حسين "أعماله التي تشكل خطراً"، على المجتمع الدولي ان يتخذ "ما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن". وزاد: "يجب ان يقتنع صدام بأن سياسته تؤدي الى كارثة، ونحن نقوم بخطوات ومحاولات لاقناعه بالتعاون على اساس سلمي". في الوقت ذاته، صرح وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر الأحمد الصباح لوكالة "رويترز" امس بأن معسكراً جديداً في جنوبالكويت اوشك على ان يكون جاهزاً لاستقبال جنود اميركيين. وقالت مصادر عسكرية غربية ان المعسكر سيكون جاهزاً في غضون اسابيع في الوقت الذي اقيمت أربع مدن خيم قرب الحدود العراقية في شمال الكويت. واضافت المصادر ان واشنطن عوضت ايضاً النقص في مخزوناتها العسكرية في المنطقة، بعدما سحبت منها للاستخدام في حربها في افغانستان. وقال الشيخ جابر ان الاميركيين يستخدمون الآن "معسكر الدوحة" المستأجر، في ضواحي مدينة الكويت، اما المعسكر الجديد فهو "تابع للجيش الكويتي وسيستخدم للقوات الاميركية". وكانت الكويت ضمت صوتها الى موقف جماعي للعرب يعارض حملة عسكرية لاطاحة الرئيس صدام حسين. لكن الشيخ جابر اوضح ان بلاده قد تؤيد تحركاً اميركياً اذا هددها العراق مرة اخرى او كانت هناك "مظلة دولية للضربة". في غضون ذلك، افادت مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان تركيا التي ما زالت ترفض المشاركة في ضربة عسكرية واسعة للعراق، اظهرت "مرونة" في موقفها بعد زيارة مساعد وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز انقرة الاسبوع الماضي. ونقلت المجلة عن رئيس الأركان التركي حسني كيفريكوغلو ان الجنود الأتراك "سيدعمون العمليات العسكرية الاميركية في شمال العراق، لكنهم لن يشاركوا في الزحف على بغداد". واضافت ان انقرة تربط موقفها بشروط، منها وجود خط أحمر مباشر مع البيت الابيض في حال قرر الرئيس جورج بوش توجيه ضربة الى النظام العراقي. ونقلت المجلة عن مصادر حكومية تركية ان وولفوفيتز "اظهر تفهماً لقلق الحكومة التركية من احتمال انشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق". والسبب في التفهم يعود الى "كون الولاياتالمتحدة لا تملك الاّ القليل من التصورات العسكرية الاستراتيجية"، فبينما جرى الهجوم العسكري في 1991 على العراق من جنوبه فان شمال البلاد سيكون هذه المرة نقطة الهجوم المتوقع، ومطاري انجرليك وديار بكر حجرا الأساس في الهجوم على بغداد، بحسب "دير شبيغل".