على رغم استسلام قلعة الموسيقى العربية لتيار الموسيقى الغربية والموسيقى الحديثة ما زال الشباب المصري يفضل الموسيقى الشرقيةالاصيلة سواء كانت الموسيقى العربية أو التركية وذلك لا يمنعهم من الاستماع أيضاً الى التراث في الموسيقى الغربية. انهم يعترفون برياح التغيير التي هبت لتداعب أوتار اللحن الشرقي الاصيل وتمزج بين القديم والحديث لدرجة تبلور اللحن الشرقي والغربي في موسيقى واحدة تجمع بين الاصالة والمعاصرة ولكن الموسيقى الشرقية الكلاسيكية تظل هي المسيطرة على آذانهم. وعن ميول شباب مصر الموسيقية أجابت ليلى مندور العاملة في البرنامج الموسيقي بمحطة الاذاعة المصرية: "الشباب المصري يعشق الموسيقى، بخاصة الموسيقى الحديثة الغربية مثل موسيقى البوب، والقليل منهم يميل الى الموسيقى الكلاسيكية، وهذا يعود في الدرجة الاولى الى التنشئة منذ الطفولة، فهناك الكثير من أطفال مصر تدربوا على سماع سيمفونيات موزارت وفالسات شتراوس، الى عدد من الامهات اللاتي يصطحبن ابناءهن الى دار الاوبرا لسماع الموسيقى الاوبرالية، اننا نحتاج الى جيل يقدر معنى الموسيقى الكلاسيكية". لكن ما هو رأي الشباب المصري في هذا الكلام، هل يفضل الموسيقى الحديثة على الكلاسيكية التي هي صلب الموسيقى العربية؟ وهل وجد في الموسيقى الغربية ملامح اللحن العربي الاصيل ام وجد فيه وجهاً حقيقياً للحداثة والتكنولوجيا والايقاع السريع الذي يسابق الزمن؟ نقاط جمال هاني السيد 25 عاماً قال: "أنا احب كل انواع الموسيقى سواء كانت الحديثة او الكلاسيكية في الشرق والغرب، فلكل موسيقى نقاط جمال، وأنا أكثر ميلاً الى موسيقى الراي من الفولكلور الجزائري التي نجح في نشرها الشاب خالد والشاب مامي، كما أحب الموسيقى التركية لانها تحمل اصالة الموسيقى العربية، لكن الاتراك دائماً ما يطورونها ويجددونها وهذا معناه انني عاشق للموسيقى الشرقية التي تتطور بتطور الزمن، والتي جعلتني عازف ناي محترفاً لأن الاساس هو الاستماع الى اصول الموسيقى سواء الشرقية او الغربية". الموسيقى لغة واجاب علي خطاب على هذه التساؤلات: "الموسيقى لغة، حوار بين الآلة والوجدان، والاستماع الى الموسيقى موهبة لانه يعرف كيف يحاورها منذ الصغر، فأنا تربيت في بيت يعشق موسيقى الفلامنكو الاسبانية، كنت استمع اليها، وكانت تطربني بشدة، وهذه الموسيقى مشتقة من الكلاسيكية، فهي موسيقى اسبانية اصيلة جعلتني اتعلم فنونها وطريقة عزفها، وسافرت الى اسبانيا وتعلمتها من خلال دورات تدريبية، فالموسيقى الكلاسيكية هي اساس الموسيقى في مختلف لغات العالم الموسيقية. الموسيقى الجميلة اما مروة سامي 23 عاماً فتصف حبها للموسيقى العربية قائلة: "أنا مغرمة بالموسيقى الجميلة اياً كان نوع هذه الموسيقى، الموسيقى التي تطرب الوجدان. كنت في الصغر من هواة سماع الموسيقى العربية الاصيلة التي اطربتني بشدة وجعلتني اهوى الموسيقى الكلاسيكية، وعندما تخرجت من كلية الألسن والتحقت بمعهد كونسرفاتوار تعلمت دراسة الموسيقى الكلاسيكية وتعمقت فيها، وعزفت على آلة الكمنجة فأنا عاشقة للموسيقى الجميلة التي وجدتها في الكلاسيكية". الديبلوماسي الفنان ويرد عبد المنعم سعيد، الذي يعمل نهاراً في جامعة الدول العربية، وليلاً مع افراد فرقته الموسيقية "يوركا"، عن عشق الشباب المصري للموسيقى: "أنا جزائري الجنسية ووالدتي مصرية الاصل وعشت في مصر، وهويت الموسيقى الكلاسيكية لانني نشأت في جو كلاسيكي، فالموسيقى الكلاسيكية عميقة ومؤثرة وغنية ومنظمة، واستمعت الى الموسيقى الكلاسيكية في كل النغمات العالمية، واحببت آلة البيانو، وعندما فكرت في تأسيس فرقة موسيقية كان الهدف ابداع وابتكار توليفة موسيقية بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية بايقاع جديد، فعلى رغم أنني متمسك بعملي الديبلوماسي فأنا ايضاً متمسك بالموسيقى التي تسمح بالابداع والحرية في التطوير اكثر من العمل السياسي. ويقول سامح اسماعيل خريج كلية الفنون الجميلة قسم غرافيك: "أنا احببت الموسيقى منذ صغري، واعتبر نفسي هاوي موسيقى ولم ادرسها، ففي البداية كانت الموسيقى الكلاسيكية الذائبة في الموسيقى العربية لكن بعد فترة اكتشفت انها موسيقى تنطوي على التصوف، فتطلعت الى الموسيقى الغربية لانها توظف مجموعة غير متناهية من الآلات الموسيقية لعزف ايقاعات مختلفة، ولكن لم اكن اتذوق هذه الموسيقى لولا الاساس الذي كونته في داخلي الموسيقى الكلاسيكية". وعلى رغم أن امير موسى يعيب على جيل الشباب الذي يُفضل سماع الاغنية على سماع الموسيقى لكنه يؤكد ان الموسيقى الكلاسيكية الشرقيةالاصيلة ما زالت تطرب وجدان الشباب المصري.