يستعد المؤلف الموسيقي الشاب ياسر عبدالرحمن لوضع الموسيقى التصويرية لفيلم "السادات" الذي سيقوم ببطولته النجم أحمد زكي ويخرجه محمد خان. كان عبدالرحمن قد لفت الأنظار حين أبدع موسيقى "ناصر 56" التي نجح من خلالها في استرجاع اجواء قومية وحماسية، وكانت أحد عناصر نجاح الفيلم الذي تناول جانباً من حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. ولمع نجم ياسر عبدالرحمن مرة أخرى في رمضان الماضي حين عرض التلفزيون المصري مسلسل "لما التعلب فات" وكان وضع موسيقاه التصويرية. وقد حظي هذا المسلسل بدرجة عالية من المشاهدة لأنه يجمع بين "ملوك" الدراما المؤلف اسامة انور عكاشة والممثل الفذ محمود مرسي بالاضافة الى يحيى الفخراني والممثلة شيرين والمخرج محمد النجار. ووضع عبدالرحمن الموسيقى التصويرية لمسلسل آخر عرض في رمضان الماضي، وهو "الرجل الآخر" بطولة نور الشريف وميرفت امين وإخراج مجدي ابو عميرة. وعلى رغم سعادة عبدالرحمن باضافاته في مجال وضع الموسيقى التصويرية، ولأنه اصبح أحد أهم المبدعين في هذا المجال، وحصل على جوائز عن أفلام مثل "المواطن مصري" لصلاح ابو سيف، و"ليه يا بنفسج" لرضوان الكاشف، و"ناصر 56" لمحمد فاضل، فهو يعتبر ان تلك مرحلة انتهت، او يجب ان تنتهي. ويقول إنه يعتز بفيلم "الامبراطور" لأنه في هذا الفيلم انتبه الجمهور المصري، ربما للمرة الاولى إلا أنه يستطيع ان يستمتع بالموسيقى كعنصر مستقل. وترجم الجمهور هذا الاحساس بإقباله على شراء شرائط الكاسيت التي احتوت على موسيقى هذه الافلام. وحالياً يريد أن يذهب الجمهور لسماع هذه الموسيقى في القاعات الموسيقية أي أنه يستمع إليها وهي تؤدى على المسرح. ويضيف "ان الجمهور المصري أو العربي الذي اعتاد أن يذهب الى قاعات الموسيقى أو الاوبرا لسماع موسيقى خالصة غير مغنّاة، هذا الجمهور لم يعتد الاستماع في هذه القاعات إلى مؤلفات موسيقية عربية وشرقية، وإن استعانت بقوالب غربية مثل القالب السيمفوني فالقالب ليس له علاقة بجنسية الموسيقى". ويقول إنه درس الموسيقى الشرقية والغربية، وحاول ان يستوعب موسيقات وثقافات عدة، ومدارس واتجاهات متباينة، حتى أصبح له أسلوبه الخاص او هكذا يتمنى، ليس من أجل وضع موسيقى لحفنة من الأفلام والمسلسلات مهما كانت أهميتها، وكان في هدف تقديم موسيقى على أعلى مستوى من حيث الشكل العلمي. ويضيف عبدالرحمن ان هناك تجارب سبقته مثل تجربة عمر خيرت مع الاوبرا المصرية التي قدم خلالها عدداً من أعماله الموسيقية المؤلفة للأعمال الدرامية وغيرها. لكن ما زالت هذه التجارب محدودة. ثم انها تقدم دائماً مصحوبة بموسيقى أخرى كلاسيكية أو غربية، ما يشكك في مقدرة هذه الموسيقى، لأن تعزف وحدها، ومقدرتها على اجتذاب الجمهور لسماعها. ويقول إنه يدرس حالياً تجربة لتقديم موسيقاه على مسرح مجهز للعزف الاوركسترالي، وهو يعمل على إعادة توزيع أشهر أعماله اوركسترالياً، مثل موسيقى "الضوء الشارد" و"ناصر 56" بالاضافة الى مؤلفات موسيقية عدة لم تقدم من قبل، علاوة على اغنيات عدة تقدمها زوجته المطربة حنان ماضي بتوزيعات ذات طابع اوركسترالي. ويضيف "ان المشكلة تكمن في كلفتها المادية، لأنه لا يوجد منتجون لمثل هذه الحفلات، وعليك أن تدفع من جيبك لتقدم للجمهور فنّك، من دون أن تنتظر عائداً كبيراً غير العائد المعنوي، لأن تسويق مثل هذه الحفلات للفضائيات مثلاً مسألة صعبة على اعتبار ان هذه الحفلات التي تقدم الموسيقى الراقية لا تحظى بدرجة مشاهدة عالية، مثل الاغاني الشبابية مثلاً او أغاني "الفيديو كليب". ومع ذلك، فإن المناخ الموسيقي والفني مستعد حالياً أكثر من أي وقت مضى لتقبل هذه النوعية من الموسيقى، لأن السوق الموسيقية تعاني فراغاً بعد السقوط المدوي لمعظم الألبومات الغنائية التي صدرت في الصيف الماضي، لا سيما حفلات التلفزيون في مارينا وغيرها وهي جعلت الجمهور يشعر بتخمة تجاه هذه الألحان، ما انعكس سلباً على بيع هذه الألبومات". ويقول "إن المنطقة العربية تشهد حالياً بزوغ موسيقى جيدة، كما في فلسطين من خلال فرقة صابرين مثلاً، ثم ان الموسيقى الرحبانية لم تنته، فهناك زياد الرحباني ... كل ذلك يدل على أن فصلاً من ازدهار الموسيقى العربية مقبل". وعن الاتهام الموجه الى ألحانه من أنه يغلب عليها الاهتمام بالتوزيع الموسيقي على حساب التأليف، وخصوصاً استخدامه المُبالَغ فيه لآلة الكمان التي درسها على يد اساتذة كبار، قال "طبعاً أنا أوزّع أعمالي من باب دراستي للهارموني والتوزيع الموسيقي، ولكن هذا ليس على حساب الفكرة الموسيقية. فالتوزيع دوره إبراز الجملة الموسيقية أو اخفاؤها والأفضل في معظم الأحوال أن يوزع المؤلف أعماله، على اعتبار انه الأكثر فهماً لطبيعة هذه الأعمال. واستخدامي المتكرر لآلة الكمان ليس تهمة او عيباً أحاسب عليه". ويؤكد عبدالرحمن "أن أكثر ما يحرص عليه هو ان يكون لموسيقاه شخصية او أسلوب أو وجهة نظر، حتى أصبح هذا الأسلوب قابلاً للتقليد. وربما يكون ذلك السبب في أن أعمالي حققت بعض الانتشار والجماهيرية، على رغم أنها تسير ضد الاتجاه السائد في السوق، لأن التميز أحياناً يكون مطلوباً. ورداً على اتهام آخر بأن اعماله الملحنة لا تستقيم إلا على صوت زوجته حنان ماضي، قال "هذا غير صحيح، فأنا قدمت ألحاناً ناجحة جداً، وربما كانت علامات في المشوار الفني لكثير من المطربين المهمين على الساحة حالياً، وعموماً فإن ألحاني لها مذاق مختلف لأي مطرب ستلحظون انها من ألحاني، على سبيل المثال قدمت لعمرو دياب اغنيتين واحدة بعنوان "ورجعت من السفر"، والثانية بعنوان "ما يتحكيش عليها"، واعتقد أنهما مثلتا نقلة في مشوار عمرو دياب الفني، وهناك لمحمد فؤاد مثل اغنية "عارف" واغنيات عدة لعلي الحجار، ولكن كون ألحاني أكثر نجاحاً بصوت حنان ماضي، ربما لاضافات حنان نفسها، فهي تتمتع بصوت حساس ومدرب جيداً على الغناء الصحيح الجميل".