اعتبر محمد عبدالملك المدير الإقليمي لمنطقة المشرق في شركة "سيسكو سيستمز"، أنّ ثلاثة أمور مطلوبة من الحكومة اللبنانية لتشجيع الاستثمارات في مجال الاتصالات هي: رؤية مستقبلية، فريق عمل وقوانين حرّة. وفي حديث الى "الحياة" على هامش معرض "سيسكو إكسبو" الذي أقيم أخيراً في بيروت، اوضح أنّ غاية المعرض تتمثّل في عرض آخر التطوّرات في عالم الاتصالات، وكذلك التشديد على أهمية استعمال التكنولوجيا والإنترنت في تحسين أداء الشركات الخاصّة، خصوصاً المصارف. وأشار الى أنّ شركته حققت أرقاماً متقدّمة في العالم العربي، على رغم الاوضاع في السوق العالمي. واوضح أن فرص التعاون مع لبنان يعيقها عدم وجود سياسة واضحة للمعلوماتيّة لدى الحكومة اللبنانية. واستشهد بالتجربة في الاردن، حيث قدمت "سيسكو" الرؤية الواضحة الى الحكومة من اجل تخطّي مشكلات النمو المعلوماتي. ومن معوقات التعاون مع الحكومة في لبنان امور مثل حظر استيراد التكنولوجيا الحديثة، كما لا يوجد تفريق بين التكنولوجيا التي تستعملها الشركات، وبين الأمور الممنوعة مثل التخابر غير الشرعي عبر الإنترنت. وأثار عبد الملك مشكلة التباطؤ في انجاز البنية التحتية للمعلوماتية "ما يصعّب عملياً بناء الشبكات". وتساءل عن موانع انشاء حكومة إلكترونية في بلد مثل لبنان، خصوصاً مع استعداد كثير من البلدان الأوروبية لتقديم مساعدات وهبات. ولفت عبدالملك الى أنّ البلدان العربية انطلقت في قوة في مجال الاتصالات وتأتي الإمارات العربية في الطليعة تليها الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية، والمؤلم أنّ لبنان يصدّر اختصاصيين وخبراء الى هذه البلدان كلّها فيما هو محروم حتى من بنية تحتية صالحة لشبكة متطوّرة، والحكومة اللبنانية تبدو غير مهتمة بهذا القطاع إطلاقاً. وكشف عبدالملك الى أنّ شركة "سيسكو" في صدد الانتهاء من مشروع مهم في سورية يضعها في المرتبة الأولى بين الدول العربية، والمشروع هو بناء بنية تحتية رقمية وشبكة إنترنت تغطي القطر السوري بأكمله بمراكزه ال55. ويشكّل هذا المشروع قفزة نوعيّة بالنسبة الى سورية تهيّئها للدخول في العولمة والاقتصاد الحديث، والمشروع هو من تمويل الحكومة السورية".