قال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري امس قبل توجهه الى فيينا لترؤس وفد بلاده في الجولة الثالثة من الحوار مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان العراق يأمل في التوصل الى تسوية شاملة، في حين لمحت صحيفة عراقية الى احتمال قبول بغداد بعودة المفتشين الدوليين. وقال صبري في تصريحات في مطار بغداد: "نأمل في ان تكون هذه الجولة خطوة باتجاه تحقيق التسوية الشاملة او الحل الشامل الذي يأتي في مقدمة عناصره الرفع الكامل والنهائي للحصار اللااخلاقي الاجرامي المفروض على شعبنا منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة". وأوضح ان "نقل مكان المباحثات من نيويورك الى فيينا جاء بسبب المضايقات والتصرفات غير اللائقة التي اقدمت عليها السلطات الاميركية مع وفدنا في المرة السابقة". وحول ما اذا كانت التهديدات الاميركية ضد العراق ستؤثر على جولة المباحثات المقبلة، قال صبري ان "الولاياتالمتحدة لا تريد للمنظمة الدولية ان تتصرف وفق ميثاقها ولا تريد للقانون الدولي ان يأخذ مجراه. الولاياتالمتحدة وخصوصا هذه الادارة الشريرة تريد لشريعة الغاب ان تحل محل العلاقات القائمة على اساس القانون الدولي". واكد ان "العراق يسعى الى تسوية شاملة ولا نقبل بالحلول الجزئية وباجتزاء عنصر واحد او جزء واحد صغير من ملف العلاقة بين العراقوالاممالمتحدة وترك العناصر الاخرى، لانه حتى اذا كانت المعالجة نزيهة لهذا الجزء الواحد من الملف فلن تفضي الى حل لمجمل قضية العلاقة بين العراق ومجلس الامن". واوضح المسؤول العراقي ان "هذا التأزم يتمثل بفرض التزامات سيئة وغير مشروعة تنتهك القانون الدولي على العراق تحت مظلة الاممالمتحدة، وفي مقدم هذه الاجراءات والقيود التي فرضت على العراق والتي تخالف القانون الدولي الحصار اللااخلاقي الاجرامي المفروض على شعبنا منذ 1990". واشار الى ان "العراق سيطالب خلال جولة الحوار الجديدة بتثبيت حقوق العراق من خلال احترام سيادته وامنه الوطني وحرمة اراضيه واستقلاله التي تنتهكها دولتان عضوان في مجلس الامن من دون ان يحرك مجلس الامن ساكنا لوقف هذا التجاوز". عودة المفتشين ولمحت صحيفة عراقية رسمية الى احتمال قبول العراق بعودة المفتشين معتبرة ان ذلك يسقط الذرائع الأميركية ويظهر حقيقة عدم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وعدم سعيه لامتلاكها. وأكدت صحيفة "الجمهورية" أمس على ما أسمته "منهج العراق في الحوار المرن في تعامله في السياسة الدولية والمحيط الدولي، وفي تعامله مع الأممالمتحدة، وقرارات مجلس الأمن". وزادت: "ان قبوله هذه القرارات على جورها وتعسفها وتأديته الالتزامات المطلوبة بموجبها قد مثل ذروة فهمه المرن للحوار بل الذهاب به الى أبعد مدياته". وأضافت الصحيفة "ان العراق الذي كان متفاعلاً في حواره مع الأمين العام للأمم المتحدة في الجولتين الأولى والثانية للحوار سيواصل منهجه في الحوار الشامل والجدي في جولته الثالثة، وعلى نحو متكامل غير مجزأ، وغير مجتزأ، وبما يؤمن ضمان استحقاق العراق القانوني في الرفع الشامل والكامل والنهائي للحصار، وإيقاف العدوان الذي يجري عبر ما يسمى بمناطق الحظر الجوي بقرار انفرادي من أميركا وبريطانيا، وخارج قرارات مجلس الأمن ذاتها". ولمحت الصحيفة في ختام مقالها الى احتمال قبول العراق بعودة المفتشين من دون أن تشير الى ذلك صراحة، وقالت: "ان العراق على استعداد لاسقاط الذرائع الأميركية... وتعرية أكاذيب إدارة الشر الأميركية ومزاعمها بما يظهر حقيقة عدم امتلاك أسلحة الدمار الشامل وعدم سعيه لامتلاكها". من ناحيتها، حملت صحيفة "بابل" التي يشرف على تحريرها عدي صدام حسين، على ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش وقالت: "ان تلك الادارة دخلت مرحلة التخبط في تعاملها مع الملف العراقي والقضايا الدولية الأخرى، حيث نلاحظ تصريحات متناقضة، وفشلاً مهيناً في إقناع الآخرين بموقفها من العراق... لكنها تصر على السير في نهجها العدواني تجاه العراق وباجراءات يرفضها المجتمع الدولي، وبشكل علني... فهي تعلن بوقاحة انها قررت وكلفت اجهزتها باغتيال رئيس منتخب لدولة مستقلة ذات سيادة، وتفرض طريقة لبيع نفط العراق تعتمد تثبيت السعر بأثر رجعي... وتجعل من نفسها ناطقاً بالنيابة عن الكيان الصهيوني وتطرح مشاريعه وتصوراته للقضية الفلسطينية".