عشية استئناف الحوار بين العراقوالأممالمتحدة، ردت بغداد على الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان الذي قال إنه لا يستطيع الاستمرار في المحادثات الى الأبد، واتهمته بالتقصير ازاء الحقوق العراقية. وأكدت أنها تنتظر ردوداً على أسئلتها "المشروعة" عن التهديدات الأميركية للنظام العراقي وموعد رفع العقوبات ومنطقتي الحظر الجوي. وكتبت صحيفة "الثورة" ان الأمانة العامة للأمم المتحدة "ما زالت قاصرة وغير مجدية في ما يتعلق بحالة العراق وحقوقه المشروعة التي يكفلها القانون الدولي، إذ لم تول جهداً ينسجم ومسؤولياتها القانونية لرفع الظلم عن العراق وإنهاء العدوان المستمر ضده، وما زالت تتعامل ببرود مع سلوك مجلس الأمن المجحف إزاء العراق، وإخفاق هذا المجلس في أن يكون حكماً نزيهاً وعادلاً، لا خصماً تحركه الولاياتالمتحدة وفق حساباتها العدوانية، ورغبتها في إبقاء العراق تحت الحصار والعدوان". وكان العراقيون قدموا لائحة من 19 سؤالاً تتعلق بتهديدات واشنطن باطاحة النظام العراقي، وتحديد موعد محتمل لانهاء العقوبات وإلغاء منطقتي الحظر الجوي اللتين فرضتهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا في شمال العراق وجنوبه. وتابعت الصحيفة ان "الأمانة العامة تتفهم جيداً الكراهية الأميركية للعراق، وتعرف كم تآمرت واشنطن لتمنع أي تخفيف للحصار ولكتم أي صوت يطالب بذلك أو يفضح الخرق الأميركي للقانون الدولي بهذه العدوانات المستمرة على شمال العراق وجنوبه". واعتبرت ان الحوار بين العراقوالأممالمتحدة الذي يستأنف في فيينا الشهر المقبل "فرصة طيبة يمكن أن يغتنمها الأمين العام لاثبات حسن نية المنظمة الدولية وحرصها على تطبيق القانون الدولي في شكل عادل ومتوازن، وإن ذلك يتطلب اقتران الأقوال بالأفعال وسعي الأمين العام إلى البرهنة على أنه حريص على إنجاح الحوار في جولته المقبلة، من خلال القيام بدوره القانوني والأخلاقي للحصول على إجابات عن أسئلة العراق من مجلس الأمن. فمثل هذا الدور سيؤكد أن الأمور باتت تسير في الاتجاه الصحيح وفق مبادئ الشرعية الدولية، وسيعطي لجولة الحوار المقبلة فرصاً أكبر للنجاح". وبعدما أشارت الصحيفة الى "صعوبة مثل هذه المهمة التي تقتضي مواجهة من نوع ما مع الولاياتالمتحدة"، رأت ان "الوقت الآن هو الأنسب أمام الأمانة العامة لرفع صوتها من اجل الاممالمتحدة والشرعية وأجل سلامة المجتمع الدولي". وشددت على أن "من دون موقف واضح للأمين العام يستجيب مطالب العراق وتساؤلاته المشروعة، سنكون ازاء فرصة مهدورة ستلحق إصابة أخرى بميثاق الأممالمتحدة وبالشرعية وبالقانون، وبسمعة المنظمة والأمانة العامة". تحذير أنان وكان أنان حذر من ان المحادثات مع العراق في شأن عودة مفتشي الأسلحة "لا يمكن ان تستمر الى الابد". وقال إنه يأمل بأن تكون الجولة المقبلة من المحادثات "حاسمة". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الأمين العام قوله في تصريحات صحافية ليل أول من امس انه يأمل بأن يكون اللقاء الذي سيعقده في فيينا مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري "حاسماً". واضاف: "عندما اقول حاسماً، أعني اننا نريد التوصل الى تطورات ايجابية. وكما سبق ان قلت، لا نستطيع الاستمرار في الحديث الى الأبد". وتابع: "أملي الكبير هو ان نتوصل الى احراز بعض التقدم ليعود المفتشون الى العراق. أنا مقتنع بأن العراقيين يريدون ان يعرفوا ما اذا كانت هناك عناصر جديدة"، رداً على الاسئلة التي طرحوها لدى استئناف الاتصالات مع الاممالمتحدة بعد توقفها نحو سنة. وسيكون اجتماع صبري وأنان في الرابع والخامس من تموز يوليو في العاصمة النمسوية ثالث لقاء هذه السنة، ويتزامن مع تكثيف الادارة الأميركية تهديداتها للنظام العراقي، متهمة اياه بدعم الارهاب وتطوير اسلحة دمار شامل. وقال أنان: "تمكنا من الرد على بعض الأسئلة التقنية ولكن ليس بإمكاني أن اعطي اجوبة عن اسئلة اخرى كتلك المتعلقة بمنطقتي الحظر الجوي او المناقشات الاميركية حول تغيير النظام في بغداد. ولم اتلق بعد اجوبة من مجلس الأمن".