"أنا مدرب محترف أستمد ثقتي من تلك التي محضني اياها الاتحاد السعودي لكرة القدم". هذا ما ردده المدرب ناصر الجوهر في أروقة المونديال، وحين تقدم صحافي أجنبي منه وسأله عن حظوظه في البقاء على رأس الجهاز الفني ل"الأخضر"، بعد الخسارة الثانية أمام الكاميرون، ردّ بابتسامة عريضة: "هذا السؤال يجيب عليه المسؤولون في الاتحاد السعودي...". ومنذ أن بدأ "الأخضر" تحضيراته قبل المباراة مع ألمانيا، والسؤال ذاته يطارد الجوهر ومسؤولي المنتخب، وعندما عقد الأمير نواف بن فيصل رئيس البعثة السعودية الى كأس العالم، مؤتمره الصحافي الأول في مدينة سابورو اليابانية، حاول المراسلون إثارة هذا الموضوع، لكن الأمير ردّ بإعلانه تجديد ثقة الاتحاد بالجهاز الفني بقيادة الجوهر، والجهاز الإداري بقيادة الأمير تركي بن خالد. ويرى بعض النقاد السعوديين أن هذه التأكيدات لا تعطي جوابًا حقيقيًا للسؤال حول استمرار الجوهر في منصبه بعد المونديال أم لا، وفسّر آخرون ردّ الأمير نواف بن فيصل بأن التغيير لن يتم خلال مباريات المونديال، وأنه لم يجزم عكس ذلك حتى انتهاء المنافسات. ويحاول السعوديون أن يتركوا ذكرى حسنة عندما ينهون مباراتهم أمام جمهورية ايرلندا الثلثاء المقبل. وكان "الأخضر" أول المنتخبات التي غادرت المونديال من الدور الأول إثر خسارتيه امام ألمانيا صفر-8 والكاميرون صفر-1. وفي المباراة الثانية تحديدًا، قدّم لاعبوه عرضًا مقنعًا للغاية رمم صورتهم، وأرضى على الأقل الجوهر بعد السقوط المذل في المباراة الأولى. وينتظر أن يعود قائد "الأخضر" سامي الجابر الى الميدان أمام إيرلندا بعدما شفي من إصابته، بينما تعرّض عبيد الدوسري لإصابة في قدمه حرمته من إكمال المباراة أمام الكاميرون، وكشفت الفحوصات النهائية عن قطع في الرباط الصليبي. ويتمنّى كثر من السعوديين المرافقين لمنتخبهم أن يسجل فوزًا واحدًا على الأقل يكون بمثابة تعويض لإخفاقهم في بلوغ الدور الثاني. ولا يزال "الأخضر" بعيدًا من طعم الانتصارات في نهائيات المونديال منذ فوزه على بلجيكا في مونديال الولاياتالمتحدة 1994. وهو اكتفى بتعادل واحد أمام جنوب أفريقيا 2-2، في مقابل خسارتين أمام الدنمارك صفر-1 وفرنسا صفر-4 في المونديال السابق 1998. ويؤكد النقاد السعوديون أنه يجب أن يؤدي هذا الإخفاق الى تغيير كبير في الجهاز الفني، وهم لا يظهرون تذمرًا كبيرًا من طريقة الجوهر ويعتبرونه صديقًا للاعبين لا سيما أن غالبيتهم مقتنعة به ومتفاهمة معه، لكنهم يطالبون بتعزيز الجهازالمساعد، والتعاقد مع مدرب عالمي على أن يبقى الجوهر مديرًا فنيًا، كما يطالبون بتغيير مدرب اللياقة البدنية، وهم بذلك ينتقصون من قدرات البرازيلي لويس الذي دافع عن نفسه مؤكدًا أن فترة الإعداد لم تكن كافية "وعلى رغم إنجازنا المطلوب بقدر ما يمكننا". ارتياح على صعيد آخر، أعرب الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي عن ارتياحه لأداء المنتخب في المباراة أمام الكاميرون، وأبلغ تحياته الى اللاعبين وتقديره للجهاز الفني في اتصال أجراه مع الأمير نواف بن فيصل.