انتقل المنتخب السعودي لكرة القدم الى مدينة يوكوهامااليابانية حيث سيلتقي اليوم نظيره الايرلندي في آخر مبارياته ضمن الدور الأول من نهائيات كأس العالم، علماً ان خسارته أمام الكاميرون صفر-1 الخميس الماضي بعد انهياره المفاجئ أمام ألمانيا صفر-8 حتّما عليه الخروج من المونديال خالي الوفاض. وكان لاعبو "الاخضر" أدوا تدريبهم الاخير على ملعب ضاحية شوفو، ولم يوضح المدرب ناصرالجوهر الطريقة الميدانية التي سيعتمدها لكنه أكد عزمه اجراء تعديلات على تشكيلة المنتخب "سيكون هناك تغيير في ضوء دراستنا للمنتخب الايرلندي". ورأى ان المباراة تهمّ الطرفين على حد سواء، "هم يريدون الفوز في اطار سعيهم للتأهل الى الدور الثاني، ولاعبونا عازمون على متابعة الاداء الجيد الذي قدموه أمام الكاميرون". وفي ظل غياب قائد المنتخب سامي الجابر الذي يقضي فترة نقاهة في المستشفى الجامعي في طوكيو بعد ازالته للزائدة الدودية، واصابة عبيد الدوسري، ينتطر ان يدفع الجوهر بالحارس مبروك زايد بعد التركيز عليه في التدريبات الاخيرة، وقد يتيح الفرصة ايضاً للمدافع محسن الحارثي والظهير منصور الثقفي ولاعب الوسط محمد الشلهوب. مسؤولية الاعلام! من جهته، ألقى الأمير نواف بن فيصل رئيس البعثة السعودية الى المونديال اللوم على وسائل الاعلام المحلية وحمّلها مسؤولية اخفاق "الاخضر" أمام ألمانيا، وقال: "بذل الاتحاد السعودي جهداً كبيراً لاعداد المنتخب، وكان الدعم يأتي من الجهات الرسمية العليا، لكن وسائل الاعلام ساهمت في انتقاد اللاعبين بشكل غير علمي". ونفى الأمير نواف بن فيصل ان يكون عدم مكافأة اللاعبين بمبالغ مالية اثر احرازهم لقب كأس الخليج والتأهل لنهائيات المونديال هو السبب "نحن نعرف ولاء لاعبينا، ونعرف ايضاً ان الهم الأول للاعب السعودي الدفاع عن ألوان بلده". وأوضح انه سيتم تشكيل لجنة تكلف بدراسة مشاركات المنتخب الخارجية، وأشار الى ان جهود الاتحاد ستنصب في المرحلة المقبلة على التحضير للمشاركة في بطولة كأس العرب، والتصفيات الآسيوية. الجابر من جهة اخرى، أوضح طبيب المنتخب سالم الزهراني ان الجابر لن يتمكن من العودة الى الملاعب قبل ستة أسابيع "خشية تعرّضه لمضاعفات وخوفاً من عدم إلتئام جرحه". وأشار الزهراني الى ان راحة الجابر الاجبارية ستساعده على اراحة ركبته ايضاً التي أبعدته الاصابة فيها عن مباراة الكاميرون "حاول الجابر اللعب امام الكاميرون لكن اصابته لم تساعده، وطلب المشاركة امام ايرلندا، واجتهد في التدريبات خصوصاً تمارين اللياقة، لكن القدر وقف له بالمرصاد". مدينة أشباح بدت طوكيو مدينة للاشباح اول من امس وخلت الشوارع من المارة ومن سيارات الاجرة التي تشتهر بها وغابت طوابير الانتظار في كل مكان، وتفرغ اليابانيون لمتابعة مباراة منتخبهم امام روسيا، واكتظت ساحات طوكيو العامة بالمناصرين الذين آزروا لاعبيهم بصورة جنونية خصوصاً بعد تسجيل الهدف. وتبدلت الحال بعد المباراة رأساً على عقب، وخرج اليابانيون الى الشوارع، وقلبوا هدوء المدينة الى صخب عارم، لكن الطوق الذي فرضه رجال الأمن حال دون خروج البعض عن القانون. وشهد الجميع بمقدرة الأمن الياباني في كأس العالم، خصوصاً انه نجح في "تحجيم" الجمهورين الانكليزي والألماني، ولم تسجل حتى الآن حوادث شغب على غرار ما حدث في مونديال فرنسا 1998. ويبدو ان أمنيات رجال الفيفا بتأهل اليابان للدور الثاني باتت قريبة، واذا كان فرح اليابانيين بتجاوز المنتخب الاقوى في مجموعتهم بدا واضحاً فإن سعادة الفيفا تماثل الفرحة اليابانية حرصاً منه على ضمان ارتياد المشجعين للملاعب. والحق يقال ان اليابانيين ملأوا مدرجات ملاعبهم كلها. وفي البرامج التلفزيونية التي بثّت بعد الفوز على روسيا، واستمرّت ساعات طويلة، بدا مدرب المنتخب الياباني الفرنسي فيليب تروسييه بطلاً قومياً في أعين كثيرين.