أعلن الرئيس جورج بوش امس انه سيصدر بياناً يتضمن استراتيجيته لاطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط، ودعا الرئيس ياسر عرفات الى "القضاء على الارهاب"، معرباً من جديد عن خيبة امله من قيادته، فيما أُعلن في اسرائيل ان رئيس الوزراء آرييل شارون اتخذ قراراً بطرد عرفات وينتظر اشارة اميركية، وانه سيعرض قراره على بوش خلال لقائهما الاثنين، كما افادت اذاعة الجيش ان شارون سيبلغ الادارة الاميركية نيته توجيه ضربة مؤلمة لسورية "اذا لم تلجم حزب الله" وسيقدم "اثباتات" تؤكد ضلوع دمشق في هجوم مجدو الاربعاء الماضي. في غضون ذلك، قال مصدر فرنسي مطلع ان دعوة شارون لزيارة الولاياتالمتحدة هي "استدعاء" له لأن الادارة الاميركية ناشطة في الاعداد للمؤتمر الدولي، الا ان شارون نفى ذلك عندما شدد امام الصحافيين امس على انه "لم يتم استدعاؤه الى واشنطن بل دعوته". ولم يقرر بوش هل سيكون البيان الرئاسي الذي سيصدره بعد لقائه الرئيس حسني مبارك وشارون خطاباً ام مكتوباً، لكنه قال بعد اجتماع مع زعماء الكونغرس في البيت الابيض: "سأتحدث الى بلدنا في ما اعتقد انه السبيل للمضي قدماً" في عملية السلام. ولم يكشف تفاصيل اخرى عن خطته، الا ان مستشاريه قالوا انهم يعدون مجموعة من الاقتراحات، من ضمنها وجود دولتين وجدول زمني للمفاوضات، وبعض الحلول للقضايا السياسية الشائكة. ويقول المستشارون ان بوش يأمل في ان تكون المبادرة جاهزة بحلول موعد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط، مؤكدين انه سيعقد في تركيا منتصف الشهر المقبل. وكان مقرراً ان يلتقي بوش مساء امس في كامب ديفيد الرئيس المصري الذي سيعرض عليه خطة للسلام تنص على قيام دولة فلسطينية عام 2003 في مناطق الحكم الذاتي، اي في 42 في المئة من الاراضي الفلسطينية، اضافة الى اطلاق مفاوضات تمتد على اعوام لانسحاب اسرائيل من كل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. ودافع مبارك عن فكرته قيام دولة فلسطينية عندما صرح لشبكة "سي ان ان" الاميركية امس ان الدولة "هي افضل ضمانة لوقف العمليات الانتحارية"، داعياً الى ضرورة معالجة السبب "الذي يدفع هؤلاء الناس الى ان يصبحوا قنابل بشرية". كما دافع عن عرفات قائلاً انه "لا يسيطر على الوضع" في الاراضي الفلسطينية لأنه "ليست لديه شرطة او اجهزة استخبارات او ادوات او اي شيء يستطيع استعماله ضد منفذي الهجمات". اما شارون الذي كان رفض اقتراحاً مشابهاً لاعلان الدولة الفلسطينية قدمه وزير خارجيته شمعون بيريز، معتبراً ان الدولة يمكن ان تقوم فقط في ختام عملية سلام طويلة جداً، فيتوجه اليوم الى واشنطن وفي جعبته اساساً محاولة اقناع بوش بعدم اعلان اي خطة سلام، واقصاء عرفات "لأنه لا يمكن احراز تقدم في العملية السلمية بوجوده"، اضافة الى المطالبة بوقف العنف واصلاح السلطة الفلسطينية، وتحميل سورية مسؤولية العمليات الاستشهادية بسبب وجود قادة بعض التنظيمات الفلسطينية فيها. وسربت وسائل اعلام اسرائيلية ان شارون سيبلغ بوش هذه المرة بان ايام عرفات في الاراضي الفلسطينية "باتت معدودة" وانه على وشك ان يطرده الى الخارج. وعشية توجه شارون الى واشنطن، كثف الجيش الاسرائيلي عملياته في الضفة الغربية ودخل بدباباته مدينة جنين وفرض حظر تجول على ثلاث قرى مجاورة، كما توغل في طولكرم حيث اعتقل ثلاثة فلسطينيين، فيما توفي زياد يمين 43 عاماً متأثراً بجروح اصيب بها الشهر الماضي برصاص الجيش في قلقيليا. وكان الجيش دخل ليل الخميس منطقة بيت لحم والخليل حيث اعتقل خمسة فلسطينيين قبل ان ينسحب. وعن الاعداد للمؤتمر الدولي، قال مصدر فرنسي مطلع ان المؤشرات التي رصدتها باريس تفيد بان الولاياتالمتحدة جادة في العمل لعقده وما لم يحدث اي طارئ فان واشنطن ستوجه الدعوات اليه في غضون اسبوع او اسبوعين. ولم يستبعد موافقة واشنطن على دعوة سورية ولبنان لحضوره. وتعتبر فرنسا ان الهدف من هذا المؤتمر ينبغي ان يكون اعادة اطلاق المفاوضات على مسارات التفاوض كافة، ما يستدعي حضور لبنان وسورية، علماً ان الرئيس جاك شيراك كان طلب من بوش دعوة البلدين. واشار المصدر الى احتمال ان تتخذ سورية ولبنان قراراً بعدم المشاركة اذا لم يوافقا على جدول اعمال المؤتمر وهدفه او لعدم وجود ضمانات كافية لتحقيق الاهداف. وقال ان هناك احتمالاً آخر كأن تقرر الولاياتالمتحدة حصر المؤتمر بالمسار الفلسطيني، مع امكان تنظيم محورين للمسارين الاخرين. واعتبر أنه رغم تصريح بوش مراراً بأنه لا يثق بعرفات، إلا انه مقتنع بصعوبة تجاوزه، وهو ما ابلغه الى شارون قبل نحو شهر.