أعلن محققون أميركيون أنهم توصلوا إلى اكتشاف "العقل المدبر" وراء هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي، وقالوا إنه عضو بارز في تنظيم "القاعدة" ويدعى خالد شيخ محمد وهو باكستاني من مواليد الكويت. وبدأ المسؤولون الاميركيون على الفور يخططون "لتحديد مكانه والقبض عليه"، وهم يرجحون أن يكون في أفغانستان أو باكستان. وعرضت الادارة الاميركية مكافأة تصل الى 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه. وظهر أيضاً اسم ممول الهجمات الشيخ سعيد الشريف ويعرف أيضًا باسم مصطفى أحمد الحيساوي وهو المدير المالي لأسامة بن لادن. كما كشف المحققون ان منفذي الهجمات لم يكونوا بالضرورة على علم بانهم سيلقون حتفهم. واشنطن - رويترز، أ ب - قال مسؤول أميركي إن المحققين توصلوا الى اكتشاف أن خالد شيخ محمد هو على الارجح "المخطط الاساسي لمؤامرة" 11 أيلول، كما أنه "عضو رئيسي في تنظيم القاعدة". وأضاف "هو الذي خطط هذه العملية كلها"، مشيرًا الى أن الاجهزة الاميركية تسعى الى تحديد مكانه والقبض عليه وتقديمه للعدالة. وقال مسؤول أميركي آخر إن محمد وهو من مواليد الكويت، يعتقد أنه قام بدور رئيسي في هجمات 11 أيلول، ومن المعتقد أنه موجود حاليًا إما في أفغانستان أو باكستان. ووصفه بأنه معاون بارز لاسامة بن لادن زعيم "القاعدة". ووضع اسم محمد على لائحة لمكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي تشمل 23 إرهابيًا مطلوب القبض عليهم. وقال المسؤول الاميركي: "في ما يتعلق بالاشخاص الاشرار في القاعدة فإنه ضمن الستة الاوائل". ووجهت الى محمد تهم في الولاياتالمتحدة عام 1996 عن دوره المزعوم في مؤامرة لنسف طائرات مدنية أميركية فوق المحيط الهادىء. مكافأة وعرضت الادارة الاميركية مكافأة تصل الى 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه وإدانته. وقال أحد المسؤولين الاميركيين إن محمد يمت بصلة قرابة لرمزي أحمد يوسف الذي يعتقد أنه كان العقل المدبر للتفجير الذي وقع في مركز التجارة العالمي في عام 1993 وأودى بحياة ستة أشخاص. ويقضي يوسف عقوبة السجن مدى الحياة في كولورادو. ومحمد البالغ من العمر 36 عامًا، هو أحد كبار قادة "القاعدة" ولا يزال يخطط لهجمات جديدة ضد الولاياتالمتحدة، بحسب ما قال المسؤولون. وعلى رغم أنه مولود في الكويت إلا أن المسؤولين الكويتيين نفوا أن يكون يحمل جنسيتها لان ليس كل من يولد في هذا البلد ينال الجنسية بشكل تلقائي، واعتبروه مواطنًا باكستانيًا. ومن أسمائه المستعارة: أشرف رفعت ونبيه حنين وخالد عبد الودود وسالم علي وفهد بن عبدالله بن خالد. وقال مسؤولون في مكافحة الارهاب أن في غضون ثلاثة أشهر بعد هجمات 11 أيلول، علم عملاء ال "أف بي آي" أن محمد قام بتحويلات مالية لتمويل الهجمات، ومنذ ذلك الحين والولاياتالمتحدة تجمع معلومات عنه، تشير الى أنه المخطط الرئيس. المنفذون... آخر من يعلم وتابع أحد المسؤولين أن مساعدي بن لادن يحددون أهدافهم وموعد تنفيذ الهجمات ويحتفظون لنفسهم بسرية التفاصيل، ويختارون الشباب فيدربونهم ويمولونهم للتنفيذ من دون علمهم المسبق أنهم قد يدفعون حياتهم ثمنًا. وبالتالي فمن المرجح أن تكون غالبية الخاطفين ال 19 الذين نفذوا 11 أيلول، على جهل تام بأنهم سيلاقون حتفهم، ولكن محمد علم بذلك. وهو كان مقربًا من "أبو زبيدة" المسؤول العسكري لل"القاعدة" المعتقل في أميركا. وأضاف المسؤول أن الخاطفين تلقوا تدريباتهم في معسكرات تابعة ل"أبو زبيدة" في أفغانستان ولكنهم وضعوا بعيدًا عن بقية المتدربين. وقال "أبو زبيدة" الذي اعتقل في باكستان في آذار مارس الماضي، إن الطائرة التي سقطت في بنسيلفانيا كانت متوجهة الى البيت الابيض، ما أكد للمحققين أنه على علم مسبق بوقوع الهجمات. ممول الهجمات ويعتقد المحققون أن شخصًا يدعى الشيخ سعيد الشريف ويعرف أيضًا باسم مصطفى أحمد الحيساوي هو الذي مول هجمات 11 أيلول، وهو المدير المالي لاسامة بن لادن. ورصد المحققون عددًا من التحويلات المالية بينه وبين عدد من الخاطفين، إلا أنهم لا يميلون الى اعتبار الشيخ سعيد قادرًا على تنفيذ هجمات بهذه الضخامة. والمساعد الرابع لاسامة بن لادن هو توفيق عطاش خلاد وهو أيضًا متهم في التخطيط، لانه التقى الخاطفين خالد المحضار ونواف الحازمي في كوالالمبورماليزيا قبل توجههما الى الولاياتالمتحدة. وقال المسؤولون في مكافحة الارهاب إن نواف غطى تكاليف سفرهما. وأضاف المسؤولون أنه لا تزال هناك بعض الخيوط التي يجب كشفها مثل معرفة من الذي اختار الخاطفين لتنفيذ 11 أيلول. ويعتقد أن بن لادن ومساعديه أيمن الظواهري ومحمد عاطف كانوا على علم بالهجمات نظرًا الى مراكزهم في تنظيم "القاعدة". ولا يزال مكان بن لادن والظواهري مجهولاً. أما عاطف فقتل في القصف الاميركي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وترك وراءه شريط فيديو يتضمن تلميحات الى خاطفين جدد. واعتبر شريط الفيديو الذي صوره بن لادن في 9 تشرين الثاني نوفمبر الماضي دليلاً على معرفته المسبقة بهجمات 11 أيلول.