دافع مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم ناصر الجوهر عن نفسه بعد الخسارة الثقيلة التي مني بها "الأخضر" أمام ألمانيا صفر- 8 في أولى مبارياته في كأس العالم ال17. وقال: "أنا متأكد أنه لم تكن هناك أي أخطاء تكتيكية داخل الملعب، الطريقة التي لعبنا بها هي المثالية، لكن اللاعبين لم يطبّقوا ما اتفقنا عليه قبل المباراة وأثناء فترة الاستعداد، ما حدث داخل الملعب هو أن اللاعبين لم يراقبوا مفاتيح التحرك في المنتخب الالماني، والتغطية كانت ضعيفة، ولهذا كانت الخسارة ثقيلة، لم نكن نتوقع الخسارة بهذه النتيجة". وأضاف: "الخسارة لا تعني نهاية العالم، وهناك عدد من المنتخبات التي خسرت بنتائج ثقيلة كما هي حال ألمانيا في التصفيات لكنها نجحت في التأهل للمونديال". وتطرق الجوهر الى فترة الاستعداد ووصفها بأنها لم تكن كافية لتجهيز منتخب لخوض المونديال "الفترة المثالية هي 40 يومًا، لم نستطع الاستعداد مدة مماثلة بسبب المسابقات المحلية". واستغرب انتقاد وسائل الاعلام المحلية لبرنامج الإعداد، وأوضح "عندما كنا نطلب ضم اللاعبين للمنتخب، كانت وسائل الاعلام تنتقد طريقتنا وتتهمنا بأننا نفرّغ الاندية من لاعبيها قبل خوض استحقاقاتها المحلية والخارجية، وعندما رضخنا لمطالبها، بدأت تتحدث عن سوء فترة الاعداد، حقيقة لا أعلم سببًا يدعوها للحديث عن هذين المتناقضين". وفي كل مرة يحاول الجوهر تجنب الحديث عن نكسة المنتخب أمام ألمانيا إلا أن الاعلاميين السعوديين يرجعونه إليه، فتطرق الى أداء اللاعبين ميدانيًا موضحًا أن لاعبي الوسط لم يقوموا بمساعدة الظهيرين حسين عبدالغني وأحمد الدوخي "لهذا فقد تحمل الظهيران بمفردهما عبء الهجمات الالمانية ولم يستطيعا الوقوف في وجهها، لذا ركزت على تدعيم خط الوسط في الشوط الثاني بإشراك عبدالعزيز الخثران وابراهيم سويد لمساعدة الظهيرين". وعن سبب جلوسه بعد الهدف الثالث وعدم توجيهه للاعبين على غير عادته، أوضح الجوهر "اعتدت دائمًا توجيه اللاعبين لأنني أشعر أنني بينهم، لكنني تجاوزت المنطقة المحددة لي غير مرة فأنذرني الحكم الرابع بالطرد خارج الملعب إذا كررت ذلك". وأشار الجوهر الى أن غياب مساعده البرازيلي روبسون عن المباراة سببه توجهه لمراقبة مباراة الكاميرون وإيرلندا "بقاؤه الى جانبي داخل الملعب ليس ضروريًا فأنا المدير الفني". وأكد مدرب "الأخضر" أنه لا يوجد من يتدخل في عمله وأن أحدًا لا يفرض عليه أسماء معينة "منحني المسؤولون ثقة كبيرة، ومع هذا فإنني اجتمع بهم ونتناقش، لكنهم لا يتدخلون في عملي مطلقًا، ولا في الاسماء التي اختارها". وردّ الجوهر على من وصفه بالطيب وأنه يجامل أسماء على حساب أخرى "أتعامل مع اللاعبين بإنسانية، لان اللاعب يحتاج الى هذه المعاملة، لكنني لست طيبًا الى درجة تجعلني أتغاضى عن أمور مهمة، العمل لا مجاملة فيه، والدليل إبعادي أسماء تعتبر لدى الجماهير من الاسماء المهمة، ولو كنت طيبًا لاخترت 23 لاعبًا فقط واكتفيت بهم، الذي حصل أنني اخترت 33 لاعبًا وأبعدت وأبقيت واستدعيت من أرى وجوده مهمًا في صفوف المنتخب". الجابر والتمياط وأوضح الجوهر أن لا ازدواجية بين الادوار التي يقوم بها سامي الجابر ونواف التمياط "نجح اللاعبان في تطبيق المطلوب منهما في بطولات كثيرة، وهما يلعبان سويًا في فريقهما الهلال ويعتبران عاملي حسم مهمين، كل منهما يعرف دوره ولا تداخل في ذلك". وتحدث الجوهر عن عبدالغني وإصابته، فقال: "لست وحدي من يضع التشكيلة، لدي الجهاز الطبي واللياقي وهما اللذان يوقعان على ورقة لمشاركة لاعب من دون آخر، عبدالغني شارك وهو في كامل جهوزيته وبعد موافقة الطبيب". وعن اختياره للحارس محمد الخوجلي وهو المصاب في إصبعه ويضع فيه جبيرة طلب منه الاطباء الابقاء عليها لمدة خمسة أسابيع، أكد الجوهر أن اللاعب يخوض التدريبات وهو جاهز للمشاركة متى تدعو الحاجة. الكاميرون وعن المباراة المقبلة أمام الكاميرون أوضح الجوهر أنها مباراة صعبة للغاية "لكنني على ثقة بقدرات اللاعبين الفنية، حاولنا بعد المباراة السابقة إراحتهم وإبعادهم عن أجواء الخسارة، ونوقش كل بمفرده أو بشكل جماعي، ولا أخفيكم سعادتي باتصال ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووصفه لما حدث بالكبوة، كما أن اللاعبين حضروا الى غرفتي واعترفوا بتقصيرهم ووعدوني ببذل كل ما يستطيعون، وهم الآن وصلوا الى مرحلة ممتازة من الجهوزية، وكانت روحهم المعنوية مرتفعة في التدريب الأخير". وعن التعديلات التي ربما يجريها على التشكيلة أمام الكاميرون أوضح الجوهر "التغيير لن يكون واسعًا تفاديًا لإحداث أي خلل في صفوف المنتخب". من جهة أخرى، واصل الجابر غيابه عن التدريبات بسبب إصابته، لكن المقربين من "الأخضر" يؤكدون أن مشاركته واردة بشكل كبير، وينتظر أن يشرك الجوهر لاعب الوسط المتأخر فوزي الشهري للعب مدافعًا ثالثًا الى جانب عبدالله سليمان ورضا تكر. مشاهدات بعدما أحدث وصيف بطل القارة الافريقية منتخب السنغال مفاجأة من العيار الثقيل وتجاوزه لحامل اللقب المنتخب الفرنسي في المباراة الافتتاحية، ظلت الامور تسير وفق التوقعات غير أن مباراة البرازيل وتركيا كادت أن تحدث المفاجأة الثانية لولا خبرة "راقصي السامبا". وإذا كان البرازيليون كسبوا النقاط الثلاث فهم الى جانب ذلك كسبوا الاهم وهو عودة المهاجم رونالدو الى التهديف بعد غياب طويل، ويبدو أنه في طريقه الى تعويض الاخفاق الذي حالفه في المباراة الختامية لمونديال 1998، ثم تعرضه لإصابة كادت أن تقضي على مسيرته في الملاعب. وإذا أراد البعض أن يتحدث عن الطرق الدفاعية وكيفية إغلاق المناطق الخلفية، يجدر به ألا يتحدث بحضرة الايطاليين الذين يصنفون أنهم أساتذة الدفاع، وأنهم المنتخب الوحيد الذي فاز بكأس العالم وهو يدافع عندما أخرج البرازيل وقبله الارجنتين من مونديال إسبانيا 1982، بفضل مدافعيه كلاوديو شيريا و"الشرس" جنتيلي وكولفاتي وبيرغومي الذي كان صغيرًا آنذاك، عندما أطبق الايطاليون على مارادونا وزيكو ونجحوا في تحجيم نجوم المنتخبين ثم تقديم الفرص للقناص باولو روسي. منذ أن أدخل الارجنتيني هيلينوا هيريرا طريقة الكاتناتشيو الى الكرة الايطالية في الخمسينات. ونصب الإيطاليون أنفسهم ملوكًا للدفاع، واللافت أنهم لا يتنازلون عن نهجهم، وزاد الطين بلة أن مدربهم جيوفاني تراباتوني يعد من أنصار الطريقة الايطالية، ومن أبرز منظّريها، وأمام إكوادور واصل تراباتوني تفضيل اللعب بهذه الطريقة والاكتفاء بالمهاجم كريستيان فييري الذي نجح في التسجيل مرتين، وكان بمفرده خطًا هجوميًا، وحتى عندما أراد تراباتوني في الشوط الثاني تغيير بعض لاعبيه دفع باثنين عرف عنهما ميلهما الى الطريقة الدفاعية، هما جينارو غاتوز وأنجلو دي ليفيو، لكن الذي سرق الاضواء هو "جنتلمان" روما فرانشيسكو توتي الذي أسر قلوب الايطاليين وأبعد مهاجم "اليوفي" وابن تورينو المدلل أليساندرو ديل بييرو الى دكة الاحتياط.