يضع الهلاليون ايديهم على قلوبهم وهم ينتظرون ما سيسفر عنه المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس النادي الأمير سعود بن تركي ويعلن فيه اسم المدرب الجديد الذي سيشرف على الفريق الازرق. وتشير التقارير الواردة من مقر الهلال الى ان النية تتجه صوب القارة الاوروبية وتحديداً الى ايطاليا، واكدت المصادر ذاتها ان الهلال انهى كل الترتيبات للتعاقد مع مدرب منتخب ايطاليا السابق تشيزاري مالديني، والد لاعب فريق ميلان والمنتخب الفذ باولو مالديني. ويعود سبب خوف الهلاليين، خصوصاً العارفين ببواطن الكرة العالمية، الى ان هذا المدرب لا يملك سجلاً ناصعاً في حياته التدريبية الا على صعيد المنتخب الاولمبي الايطالي ، وعلى رغم براعته يوم ان كان لاعباً في نادي اي سي ميلان، الا ان التوفيق لم يحالفه عندما اشرف على تدريب المنتخب الايطالي الاول، وفشل معه في بلوغ ادوار متقدمة في كأس العالم الاخيرة 1998 عندما خرج على يد المنتخب المضيف فرنسا في الدور ربع النهائي. ويعدّ مالديني الاب 64 عاماً من جملة المدربين الايطاليين الذين لا يمكنهم النجاح خارج ايطاليا وإن شذ عن هذه القاعدة فابيو كابيللو مدرب روما الحالي الذي اعاد ريال مدريد الاسباني الى الواجهة في موسم 1996 عندما حقق معه بطولة الدوري، والمدرب الآخر الذي شذ عنها ايضاً بدرجة اقل هو جيوفاني تراباتوني الذي درب بايرن ميوينخ، ثم عاد الى فيورنتينا ويشرف حالياً على المنتخب الايطالي، فضلاً عن جانليوكا فياللي الذي درب تشيلسي لكنه تجرّع الطريقة الانكليزية، تاركاً الايطالية جانباً. ويعتمد المدربون الايطاليون على الطريقة الدفاعية البحتة ويهمهم بالدرجة الاولى عدم ولوج اي هدف مرماهم، وهم مخلصون جداً لطريقة "الكاتاناتشيو" التي ابتدعها الارجنتيني الاصل المدرب هيلينوا هيريرا الذي قدم بها الى ايطاليا في خمسينات القرن الماضي. وترتكز هذه الطريقة على تحصين النواحي الدفاعية، وذكر البولندي زبغينيو بونييك الذي لعب لليوفنتوس اوائل الثمانينيات الى جانب الفرنسي ميشال بلاتيني وجملة نجوم منتخب ايطاليا الفائز بكأس العالم 1982 روسي وشيريا وزوف وجنتيلي وتارديللي وكابريني "كان مدربنا تراباتوني يمنعنا من التقدم خلف خط وسط الميدان في حال لعبنا خارج مدينة تورينو، وكنا نشعر وكأنه يشدنا من ثيابنا عند التقدم ويعيدنا الى الخلف للدفاع عن مرمانا. ينظر المدربون الايطاليون الى ان التعادل هو الانسب للفريق عندما يلعب بعيداً من ارضه ولا يلعبون للفوز ابداً". ومالديني هو احد المطبقين لهذه الطريقة والمنادين بها، وهذا ما لا يعجب الهلاليين بحكم ان فريقهم يعد من الفرق التي تحبذ الاساليب الهجومية، وتبحث دائماً عن التسجيل. ويخشى الهلاليون من ان يطبّق المدرب الجديد طريقته وبالتالي يحرم فريقهم من التسجيل المتواصل. وللهلاليين تجربة سابقة مع اللعب بطريقة 5-3-2، خصوصاً في تطبيق الشق الدفاعي منها ابان اشراف المدرب البرازيلي باتستيتا على فريقهم في موسم 1993 - 1994، وفشلوا يومها في انتزاع اي لقب محلي، ويتمنون ألا يتكرر المشهد مع مالديني، إلا ان البوادر تشير الى حصول ذلك. وكان الهلاليون ودّعوا موسماً سيئاً بعدما اخفقوا بطريقة تدعو للاستغراب في الحصول على اي بطولة محلية على رغم نجاحهم في مساعيهم الخارجية، وفوزهم بكأس النخبة العربية وكأس الكؤوس العربية، وقبل ذلك بالكأس السوبر الآسيوية. وينتظر الهلال صيفاً ساخناً ان على صعيد اللاعبين الاجانب وتجديد عقود المحليين التي تنتهي الشهر المقبل، وابرزهم نواف التمياط افضل لاعبي آسيا لعام 2000 الذي يتعافى حالياً من الاصابة في فرنسا، والظهير الايمن احمد الدوخي الذي يتعرض لسلسلة من المغريات من طرف النصراويين، وهم المنافسون التقليديون للهلاليين. وتنتظر الفريق ايضاً معضلة ايقاف يوسف الثنيان والكاتو والاستئناف الذي قدمه الهلال الى الاتحاد الآسيوي... وفي الوقت ذاته ينظر الجميع الى قائمة الكشوفات الهلالية وما ستحمله من اسماء جديدة. ويخوض الهلال في الموسم المقبل بطولتين خارجيتين هما بطولة الاندية العربية لحاملي الكؤوس التي ستقام في تونس، وكأس الكؤوس الآسيوية، اضافة الى ثلاث بطولات محلية. ولم تتضح الصورة بعد حول مشاركة الفريق في بطولة الصداقة الدولية الخامسة التي ينظمها الاهلي كل عام في منطقة عسير على كأس الامير عبدالله الفيصل. وتنتظر المدرب الجديد، مشكلة التحاق نحو ثمانية لاعبين بصفوف المنتخب الذي سيخوض غمار التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة الى مونديال 2002، وعلى المدرب الجديد ايجاد بدلاء لهم، والمشكلة ان الجماهير الهلالية لا يمكن ان تقتنع باللاعبين الجدد بسرعة لانهم سيشغلون مكان الجابر والدعيع والتمياط والدوخي والشلهوب.