لندن - "الحياة" - حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس من ان المواد المشعة التي تحتاجها "القنبلة القذرة" موجودة في كل دولة من دول العالم تقريباً، وان أكثر من مئة دولة تفتقر الى برامج مراقبة كافية لمنع حصول سرقات لهذه المواد المشعة او حتى لمعرفة ما إذا كانت سُرقت حقاً. وأوضحت الوكالة في بيان أُرسل الى "الحياة" ان المواد المشعة تُعدّ بالملايين، لكن نسبة صغيرة منها فقط لديها القوة الكافية لإحداث ضرر إشعاعي. وقال المدير العام للوكالة السيد محمد البرادعي: "نحتاج الى سيطرة من المهد الى اللحد للمصادر الإشعاعية القوية بهدف حمايتها من الإرهاب او السرقة". وأوضح انه في حين تقوم دول بتعزيز نُظم الحماية لمصادر الطاقة الإشعاعية، لا تزال دول عديدة تفتقد الإمكانات او البنى الوطنية التي تسمح بالسيطرة الفاعلة على المصادر الإشعاعية. وأوضح بيان الوكالة انها وجدت ان أكثر من مئة دولة ليس لديها أدنى حد من البُنى التحتية التي تضمن السيطرة بفاعلية على المصادر الإشعاعية. وأضاف ان دولاً عدة من الأعضاء في وكالة الطاقة الذرية "تُحقق تقدماً" في إطار تعزيز قدراتها على التحكم بمصادر الطاقة الإشعاعية. لكنه أعرب عن قلق الوكالة من وضع خمسين دولة من غير الاعضاء في الوكالة من أصل 134 دولة لا تملك قدرات على فرض رقابة صارمة على المواد المشعة في منشآتها. وأوضح الناطق باسم الوكالة مارك يوزادكي في تصريح الى "الحياة" ان دولاً عربية عدة طلبت من وكالة الطاقة الذرية مساعدتها في تقويم قدرتها على التحكم بالمصادر الإشعاعية لديها، وان الوكالة أرسلت خبراء لمساعدة الدول التي طلبت المساعدة. وقال ان الأردن ولبنان وقطر والسعودية وسورية والإمارات واليمن كانت من بين الدول التي طلبت مساعدة الوكالة. وأشار الى ان الطاقة الإشعاعية لا تتطلب وجود مفاعلات نووية في هذه الدول، بل يمكن ان تكون موجودة مثلاً في المستشفيات التي تُعالج مرضى السرطان او في منشآت نفطية معينة. وشدد على ضرورة حماية المصادر الإشعاعية من السرقة، قائلاً: "ان من غير الجائز تجاهل إمكان سرقة هذه المواد واستعمالها في عمليات ارهابية بعد ما حصل في 11 ايلول سبتمبر 2001"، في إشارة الى الاعتداءات في نيويوركوواشنطن. وفي واشنطن أ ف ب، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى ارتفاع مبيعات كبسولات اليود ايودور البوتاسيوم، الدواء الذي يحمي من الاشعاعات المسببة لسرطان الغدة الدرقية في الولاياتالمتحدة حيث يزداد خوف الاميركيين من هجوم ارهابي ب"قنبلة قذرة". ونقلت عن مسؤولين في مؤسسة "انبيكس انكوربوريشن" التي تنتج حبوب اليود منذ الثمانينات ان مبيعات هذا الدواء ارتفعت من "بضع مئات" قبل 11 ايلول الى "عشرات الآلاف". الى ذلك، حذر علماء من ان الولاياتالمتحدة في حاجة الى التحرك لحماية المفاعلات النووية وشبكات توليد الطاقة من اي هجمات في المستقبل، مشيرين الى الحاجة لاعادة تنظيم اسلوب التعاون بين الهيئات الحكومية. واعتبر تقرير للأكاديمية القومية للعلوم اول من امس، ان في البلاد "مواقع عديدة يمكن ان تكون عرضة" لهجمات بأسلحة كيماوية او بيولوجية. وذكر من بين الاولويات، العمل مع روسيا لاقتفاء اثر الاسلحة النووية والمواد المشعة التي يمكن استخدامها سواء في هجوم نووي او في صناعة "قنبلة قذرة" تنشر مواد سامة مشعة باستخدام انفجار تقليدي. واضاف: "يجب اتخاذ اجراءات فورية لتحديث الخطة الفيديرالية للرد على اي هجوم اشعاعي، او تطوير خطة منفصلة لمواجهة اي هجوم بسلاح نووي على مدينة أميركية".