واشنطن، فيينا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلن وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام امس دعمه طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير اصدرته في فيينا، تعزيز الاجراءات الامنية فوراً حول المنشآت النووية لتجنب هجوم ارهابي نووي.. وطلب ابراهام من الوكالة التابعة للامم المتحدة السهر على الأمن النووي في العالم وتعزيز الرقابة على المواد النووية بالتعاون مع البلدان الاعضاء ال 132. وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة النمسوية: "يجب ان تتنبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكثر من أي وقت مضى الى القضايا ذات الصلة بالارهاب النووي". وجاء كلام ابراهام تعليقاً على تقريرٍ قدمته الوكالة امس في فيينا يتمحور حول ثلاثة احتمالات لشن هجوم ارهابي نووي، عبر سرقة سلاح نووي او سرقة مواد اشعاعية او نووية، واخيراً شن هجوم على منشآت نووية. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي في بيان: "لدينا الوسائل الضرورية لتدارك مثل هذا الهجوم، ويعود للحكومات ان تجمع القروض لتمويلها". ويأتي خطر سرقة سلاح ذري في مقدم التهديدات المحتملة التي عددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واشار التقرير الى ان "الدول التي تملك السلاح النووي تترتب عليها مسؤولية تجنب سرقته". وتابع ان "الوكالة تطلب من هذه الدول ان تعاود النظر في شكل عاجل في اجراءاتها للتحقق من ان كل التدابير اتخذ لتدارك التهديدات المحتملة". وشددت الوكالة في المرتبة الثانية على سرقة المواد النووية او الاشعاعية، معددة 175 عملية تهريب لمثل هذه المواد خلال السنوات الأخيرة. وجاء في التقرير: "بضع حالات فقط تضمن تهريب كميات ذات شأن من المواد النووية، لكنه يثبت ان الاجراءات الأمنية لا تزال غير كافية في مواقع معينة وان هناك حاجة ملحة لتحسين الحماية والرقابة". وحذرت الوكالة من "تخريب" منشآت نووية، مشيرة الى احتمال شن هجوم بواسطة طائرة ركاب مثل اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في نيويوركوواشنطن. ولاحظ التقرير ان "صمود المحطات النووية في وجه اعمال التخريب والعنف يتفاوت بين دولة واخرى". وقال البرادعي "علينا ان نتعرف بشكل عاجل الى المنشآت النووية الاكثر تعرضاً وتعزيز الاجراءات الامنية فيها". وقدر كلفة تعزيز الاجراءات الامنية في مجمل المنشآت النووية في العالم ب "بضع مئات ملايين الدولارات". واضاف ان "هذه الاستثمارات ينبغي ان تعتبر بمثابة بوليصة تأمين تهدف الى حماية الارض برمتها من الارهاب النووي". وحدد تقرير الوكالة كلفة التطوير المقترح لبرنامجها بما يراوح بين 30 و 50 مليون دولار، اي بزيادة اولية تقدر ب 10-15 في المئة في اجمالي الموارد المتاحة للوكالة. وكانت الوكالة حذرت مراراً من عملية ارهابية نووية، بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. كذلك كان المؤتمر العام للوكالة، التي تضم 132 دولة، حذّر منذ منتصف ايلول سبتمبر الماضي من مخاطر استخدام الارهابيين مواد نووية، مشدداً على ضرورة حماية المنشآت النووية. وأكد خبراء في مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي ان شبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن حاولت الحصول على مواد نووية في الاتحاد السوفياتي بغية استخدامها لصنع قنبلة.