بعدما كانت ك"الجوكر" في معظم المسلسلات المحلية، تتوارى الفنانة اللبنانية ألفيرا يونس اليوم خلف صور الممثلين المكسيكيين لتغني حواراتهم المدبلجة بصوتها المميز واحساسها اللافت، مبتعدة او مبعدة عن الاعمال التلفزيونية التي تعرض حالياً، بسبب اختلاف معايير المنتجين في اختيار الممثلات - في شكل خاص - وتركيزهم على "القدرات الفنية" لعارضات الازياء، وقدرتهن على الاغراء وجذب المشاهدين... أما التمثيل بالنسبة إلى ألفيرا يونس، فهدف ورسالة تحرص على تقديمهما بكثير من القدسية، "مثل الصلاة التي تتطلب من مؤديها الخشوع والتركيز ومنح الذات". لذلك ابتعدت عن دائرة الضوء، في انتظار العمل الذي يحاكي عقول الناس ومشاعرهم، ويرتبط بواقعهم الاجتماعي والثقافي، لتطل مجدداً من خلال مسلسل "اسمها... لا" للكاتب شكري انيس فاخوري. غير ان توقف تلفزيون لبنان عن العمل والانتاج، أساء الى ألفيرا يونس و130 ممثلاً مشاركاً. وتحمّل ألفيرا يونس بعض المنتجين مسؤولية انحدار المستوى الفني الذي نراه في عدد من المسلسلات "الفارغة من المحتوى او المضمون". هؤلاء المنتجون، تقول، "يعتمد معظمهم على الشكل الخارجي للممثلة، ويفضّلون غالباً عارضات الازياء او ملكات الجمال، على رغم عدم تمتعهن بأي مواهب فنية حقيقية، او كاريزما معينة او احساس... مع أن هناك مواهب حقيقية، تجدها في صفوف خريجي المعاهد الفنية". وتعتبر ألفيرا يونس ان "الصورة الجميلة تصيب بالملل اذا لم تقدم شيئاً مقنعاً، وبالتالي لا يمكن لأي كان ان يتجاوز حكم الجمهور النهائي عليها بالنجاح او الفشل". وتضيف: "الجمال ليس معياراً، ونجاح انطوني كوين، اهم نجم في هوليوود وربما "أبشع رجل في العالم" خير دليل على ذلك، فقد كان اعتماد هذا الفنان على مواهبه وعطاءاته وليس شكله". وتفصل ألفيرا يونس في المقابل بين عملها في الدوبلاج الذي يحجب ظهورها على الشاشة، وبين تقدمها في العمر، "فالمشكلة تكمن في أدوار العمر المتوسط" وليس في الشكل الحسن الذي لا تزال تتمتع به. أما بالنسبة الى عمليات التجميل، فلا تراها ألفيرا يونس عيباً، واذا شعرت انها بحاجة الى اي منها فلن تتردد، غير انها مقتنعة بما هي عليه وكذلك الناس و"هذا هو المهم". وتعود يونس بالذاكرة الى بدايتها مع القصص المدبلجة و"السنافر" و"زينة ونحّول". اما دبلجة المسلسلات المكسيكية فقد كانت نتيجة توقف الانتاج المحلي اثناء الحرب، وقد "احبها الناس كثيراً لأنها بأصوات ألفيرا يونس وسمير شمص ومارسيل مارينا، وغيرهم. الدوبلاج فن جميل وغني بالاحساس ولا يخلو من الصعوبة". اعتادت ألفيرا يونس التمثيل باللغة الفصحى "لأنها صحيحة" فقد بدأت العمل بها في برامج الشركات الخاصة مثل BBC لندن والاتحاد الفني. وكانت تعاني صعوبة حفظ النص المكتوب باللهجة العامية، لأن الكتّاب اخضعوها للاقليميات التي انتموا اليها. اما النصوص العامية التي تكتب حالياً، فتعتبر بسيطة لابتعادها من الكسرات والفتحات الخاصة بالمناطق: "انها لهجة بيضاء". ويساعد استخدام اللهجة اللبنانية على انتشارها بواسطة الفضائيات. وأنهت أخيراً تصوير آخر أعمالها "الدخان والمطر" باللهجة العامية، للكاتب موسى مرعب والمخرج وعد علامة، ومن المنتظر ان يُعرض قريباً على شاشة "تلفزيون المستقبل".