واصلت السلطات الباكستانية حملات الدهم واعتقلت 23 شخصاً تشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة". وأوضحت ان من بين الذين اعتقلتهم في فيصل آباد في مطلع هذا الاسبوع شخصين مهمين ومقربين من قيادة التنظيم. في غضون ذلك يخضع المسؤول العسكري في تنظيم "القاعدة"، "أبو زبيدة" الذي اصبح في عهدة القوات الاميركية الى تحقيق، ولكن المسؤولين يقولون انه لا يبدي تجاوباً كبيراً معهم. إسلام آباد، واشنطن - "الحياة". أ ب - قالت الشرطة الباكستانية انها اعتقلت مساء اول من امس 23 شخصاً متهمين بالانتماء الى تنظيم "القاعدة"، في حملات دهم شنتها في مدينتين باكستانيتين ضد ارهابيين فروا الى اراضيها. وقال الضابط في الشرطة المحلية لياس خان ان الحملات التي جرت في مقاطعة على الحدود الشماليةالشرقية، ادت الى اعتقال 21 شخصاً ينتمون الى حركة المجاهدين المحظورة. واضاف خان ان المعقتلين ارسلوا للتحقيق معهم الى مركز منسيرا الذي يبعد 300 كلم، شمال غربي بيشاور. وصادرت الشرطة اسلحة ووثائق تدريبات ارهابية من مخابئ المقاتلين. تونسيان وليبي واضاف مسؤول في الشرطة رفض الكشف عن اسمه ان الاثنين الآخرين اعتقلا قرب مخزن ذخيرة في مقاطعة بنجاب الشرقية عاصمة لاهور، وهما تونسيان يعتقد انهما ينتميان الى تنظيم "القاعدة". ولم يعط المسؤول تفاصيل اضافية بل اكتفى بالقول ان الرجلين يخضعان حالياً للتحقيق. وكانت السلطات الباكستانية اعتقلت في الاسابيع الماضية نحو 100 شخص لاعتقادها بانتمائهم الى تنظيم "القاعدة"، وأوضحت مصادر في الشرطة ان المعتقلين بدأوا يدلون بمعلومات تفضي الى اعتقال المزيد من الاشخاص. وقالت الشرطة واجهزة الاستخبارات ان احد المعتقلين ليبي اسمه عبدالهادي وعلى صلة وثيقة بقيادة "القاعدة"، ويخضع حالياً للتحقيق. واعتقل في الوقت نفسه سوريون ومصريون وخليجيون وافغان وباكستانيون. وقال ضباط استخباراتيون ان بين المعتقلين "ممون" تنظيم "القاعدة" رياض اسماعيل الذي كان يوفر للاعضاء الغذاء والدولارات الاميركية والمعدات والوثائق التي تسمح بتصنيع قنابل يدوية. وتعتقد السلطات الباكستانية ان بعض اعضاء حركة المجاهدين التي تطالب باستقلال كشمير يختبئون في باكستان حيث يسعون الى اعادة تنظيم صفوفهم وتجديد الهجمات على القوات المتحالفة العاملة في افغانستان. "أبو زبيدة" ومن جهة اخرى، قالت مصادر اميركية مطلعة ان مساعد بن لادن المعتقل "ابو زبيدة" يتجاوب مع المحققين بشكل محدود، ولا يعطي الكثير من المعلومات. ويرى بعض المسؤولين ان حملات الدهم الاخيرة في باكستان التي اعتقل "ابو زبيدة" خلالها ساعدت في اجهاض ضربة ارهابية محتملة. واضافت المصادر نفسها انها تلقت هذه المعلومات خلال الحملات ولكنها لم تعرف الهدف المحدد للضربة. ولا يفصح المسؤلون الاميركيون عن اي شيء متعلق ب"ابو زبيدة" او باقواله او مكان اعتقاله. وقال مدير مكتب التحيقات الفيديرالي اف بي آي روبرت ميولر ان اعتقال "ابو زبيدة" ادى الى "منع وقوع هجمات ارهابية اخرى" من دون اعطاء تفاصيل. وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان اعتقال اشخاص مهمين مثل "ابو زبيدة" من شأنه ان "يساعد في جمع المعلومات الاستخباراتية". واعتبر رامسفيلد ان لدى "ابو زبيدة" معلومات اضافية عن "الهجمات المقبلة". ونفى رامسفيلد التقارير التي تتهم الولاياتالمتحدة بالتخطيط لتسليم "ابو زبيدة" الى بلد آخر يلجأ فيه المحققون الى التعذيب خلال التحقيق، الامر الذي يمنعه القانون الاميركي، واصفاً التقارير بانها "خاطئة وغير مسؤولة". واضاف "نحن مسؤولون عن هذا الاعتقال وسنبقى مسؤولين عنه". ولم يكشف المسؤولون عن مكان اعتقال "ابو زبيدة" الا انهم اكدوا انه لن يرسل الى غوانتانامو، خوفاً من ان يتواصل مع بقية السجناء هناك. ولم يتخذ القرار النهائي بمحاكمة "ابو زبيدة" الا انه يرجح ان يمثل امام محكمة عسكرية اميركية. وأضاف رامسفيلد ان الحكومة الاميركية قررت عدم كشف مكان احتجاز "ابو زبيدة"، ولكنه اكد انه يلقى عناية صحية بعد اصابته بطلقة نارية خلال اعتقاله، لأن المحققين يريدونه ان يبقى قادراً على الكلام.