دانت القيادة الفلسطينية أمس عملية هرتزليا الانتحارية التي أدت إلى مقتل منفذها وجرح عشرة إسرائيليين على الأقل، فيما أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" حماس أنها "رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية"، لكنها لم تتبناها. وواصل الجيش الإسرائيلي محاصرة مقر الرئيس ياسر عرفات لليوم الثاني على التوالي واعتقلت العشرات بينهم نائب الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عبدالرحيم ملوح. وفيما تلقى نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً مع الرئيس جورج بوش أمس، أكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي غادر القاهرة أمس إلى واشنطن، سيلتقيه الجمعة وسيلتقي بوش في نهاية الأسبوع. وأعلن رعنان غيسين، الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ارييل شارون أبلغ بوش خلال لقائهما ان "عرفات لا يتمتع بحصانة أبدية". واضاف ان النقاش تركز على "الدعم السوري ل"حزب الله" والمنظمات الارهابية الفلسطينية في دمشق التي تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط"، مؤكداً ان شارون حصل على "كل ما يريده" من واشنطن. وانفجرت قنبلة قرب حافلة اسرائيلية مصفحة في الضفة الغربية، مما أسفر عن اصابة ثلاثة طلاب من مدرسة دينية في مستوطنة يهودية قريبة. وجاء الهجوم عقب غارات اسرائيلية جديدة بعدما أيد بوش ما سماه "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" خلال محادثاته مع شارون الذي تابع لقاءاته في واشنطن حيث اجتمع أمس مع زعماء الكونغرس ليشكرهم على دعمهم اللامحدود للدولة العبرية ولسياسته في "محاربة الارهاب". ولليوم الثاني على التوالي حاصرت دبابات الجيش الاسرائيلي أمس مقر الرئيس ياسر عرفات وفرضت حظر تجول مشدد على مدينتي رام الله والبيرة وبلدة بيتونيا بحجة البحث عن ناشطين فلسطينيين تطاردهم. واعاق الاحتلال انعقاد الجلسة الأولى لحكومة عرفات الجديدة التي شكلها تلبية لضغوط مكثفة مقرونة بدعوات للاصلاح والتغيير قادتها الادارة الاميركية وساهم فيها المجتمع الدولي. لكن التشكيل الأخير لمجلس الوزراء الفلسطيني لم يجلب للقيادة الفلسطينية سوى المزيد من الانتقادات الاميركية والاسرائيلية، وأعرب بوش اثر لقاء مع ارييل شارون في البيت الأبيض عن تحفظات شديدة عن التعديل الجديد معتبراً ايضاً ان الظروف "لم تنضج" بعد لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط. في القاهرة، أجرى الأمير سعود الفيصل أمس محادثات مطولة مع نظيره المصري أحمد ماهر قبل زيارة يقوم بها للولايات المتحدة. وقال قبيل مغادرته العاصمة المصرية: "سأنقل ما سمعته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز". وسئل هل ان الموقف الأميركي يتجه نحو التوازن، اجاب: "اعتقد بأنه لا بد أن يكون هناك تأثير كبير للطرح الذي عرضه الرئيس حسني مبارك على المسؤولين في الولاياتالمتحدة". وقال ماهر إنه كان يعتزم زيارة السعودية "اليوم أمس، إلا أن الأمير سعود الفيصل فضّل أن يأتي شخصياً إلى القاهرة في طريقه إلى الولاياتالمتحدة". وتابع انه اطلع الفيصل على "نتائج" زيارة مبارك التي "تدخل في إطار الجهود العربية لدفع عملية السلام وضمان أن تتفاعل إسرائيل مع الرغبة الحقيقية التي أبدتها الدول العربية كلها لتحقيق السلام". وأعتبر أن الجانب الأميركي "يدرك، بعدما استمع إلى الموقف المصري، أن الاسلوب الذي طرحه الرئيس مبارك هو الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار في المنطقة". وزاد: "وجدنا تجاوباً معقولاً من الولاياتالمتحدة، ونتوقع، على رغم محاولات ارييل شارون للترويج لمفاهيم خاطئة وسياسات فاشلة لن تحقق أي نتيجة، أن ينعكس ذلك في الإعلان الذي تعتزم الولاياتالمتحدة اصداره في وقت قريب حول موقفها من التسوية ليزيد ايضاح رؤية بوش".