لندن - "الحياة" - قالت صحيفة "معاريف" العبرية أمس ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيقدم الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم التفاهمات التي توصل اليها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. واضاف ان أداء تينيت لم يكن سيئاً وان أحد أعضاء الوفد الاسرائيلي الموجود في واشنطن حصل على الوثيقة الخاصة التي تتضمن التفاهمات. وقالت الصحيفة ان الوثيقة تقول ان "الولاياتالمتحدة قدمت الى عرفات رسالة بسيطة واضحة تقول: هذا هو الطلب الاميركي: على ياسر عرفات ان يوافق على تأسيس وزارة داخلية فلسطينية ترأسها قيادة قوية غيره هو. وضمن وزارة الداخلية هذه ستكون كل اجهزة الأمن الداخلي والأمن الوطني والشرطة موحدة. وكل الفصائل الأخرى- فتح والتنظيم وحماس والجهاد الاسلامي سينزع سلاحها". وقد أعلنت السلطة الفلسطينية الأحد تأسيس وزارة داخلية. وأضافت الصحيفة ان السلطة الفلسطينية ستكون لها قوة مسلحة واحدة فقط، تخضع لمجلس اشراف ورقابة مكون من ممثلين عن الولاياتالمتحدة ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية، وسيرصد المجلس اعادة تنظيم هذه الاجهزة وتنفيذ الاصلاح برمته. وسيرأس المجلس مستشار رفيع المستوى يجلس في وزارة الداخلية الفلسطينية. وقد رد عرفات، بعد مماطلة ل48 ساعة، بالإيجاب على وثيقة تينيت. وسأل الاميركيون الاشخاص القريبين من عرفات بعد أيام عدة على رده، وكان الرأي السائد هو ان موافقة عرفات صادقة. وذكرت مصادر اسرائيلية ان اعتقال الناطق الرسمي باسم "حركة الجهاد الاسلامي" في قطاع غزة محمد الشامي وأحد المسؤولين في الحركة محمد حجازي من جانب الشرطة الفلسطينية أول من امس جاء في اطار الاصلاحات الأمنية. وزادت الصحيفة ان شارون سيوافق على مضض، على الاصلاحات، لكنه سيرفض بعناد فكرة اقامة دولة فلسطينية. وقالت ان السناتور الاميركي الجمهوري الواسع النفوذ سام براونباك يرافقه السفير الاميركي دان كيرتزر زارا شارون الاسبوع الماضي في القدس. و"تقدم شارون، الذي كان مطلعاً في ذلك الحين على رؤية بوش للسلام التي كان العمل جارياً على بلورتها في وزارة الخارجية الاميركية، نحو كيرتزر وقال له بلهجة غير ديبلوماسية: قل لي ما الذي تعتقدون انكم تفعلونه هناك في وزارة الخارجية؟ هل تعتقدون فعلاً انكم تقررون القضايا المتعلقة بمصير دولة اسرائيل؟". وختمت الصحيفة بالقول ان شارون شخّص "خط التماس" بين وزارة الخارجية الاميركية والقوى الحكومية الاخرى في واشنطن نائب الرئيس، والرئيس، والبنتاغون ومجلس الأمن القومي و"هو يريد اقتحام تلك الفتحة". ويفترض، في نهاية الأمر، ان تتضمن خطة الرئيس بوش بياناً عن دولتين لشعبين "خلال ولايتي"، أي في حلول نهاية عام 2003. وبهذه الطريقة يتمكن الاميركيون من تحديد جدول زمني من دون اعلانه صراحة.