سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كأس العالم 2002 ... أول مونديالات القرن - نتخبات شرق آسيا تشمر عن سواعدها في اليوم الخامس من المنافسات . الأحلام التركية تتبخر بركلة جزاء برازيلية ... وبداية إيطالية مقنعة ... وأول المطرودين كرواتي
لو لم أكن أعرف منذ سنوات كثيرة جدًا أن البرازيل ترتدي الزي الأصفر، وأن زيها البديل هو الأزرق لاعتقدت أنها تركيا في مباراة الأمس، خصوصًا في الشوط الأول الذي انتهى في مصلحة الأتراك 1-صفر. بيد أن البرازيل نجحت في الشوط الثاني في تصحيح الأوضاع، وحققت فوزًا صعبًا للغاية لأنه لم يأت إلا قبل النهاية بأربع دقائق فقط ومن ركلة جزاء! والأكيد أن عشاق فنون السامبا لم يرضوا لا عن هذا الفوز الهزيل ولا عن العرض المتواضع قياسًا الى قدرات الكرة البرازيلية وتاريخها العريق... لكن ماذا يهم، فلقد حافظت على تراثها وفازت بنقاط مباراتها الأولى بالكامل كعادتها منذ عام 1930. أما الأتراك، فلقد أكدوا أنهم يشكلون منتخبًا واعدًا يستحق كل تحية وتقدير... وأنهم سيكون لهم شأن كبير ليس في المستقبل القريب أو البعيد، وإنما في هذا المونديال بالتحديد. أما إيطاليا، فقد حققت فوزًا مقنعًا على إكوادور ، في حين خسرت كرواتيا أمام المكسيك صفر- 1 . واليوم، سيكون يوم كرة شرق آسيا، إذ تظهر منتخباتها الثلاثة للمرة الأولى في هذا المونديال... فتلتقي كوريا الجنوبية مع بولندا، واليابان مع بلجيكا، والصين مع كوستاريكا. "سقوط الشجعان"... هذا هو أنسب عنوان لمباراة البرازيلوتركيا التي جرت أمس في اولسان وأنتهت لمصلحة الأولى 2-1. والشجعان هم طبعاً الأتراك الذين كانوا أكثر من ندٍ للمنتخب الذهبي العريق وحامل الرقم القياسي لجهة عدد مرات الفوز باللقب العالمي وهو أربع مرات، بل وتفوقوا عليه في الشوط الأول الذي أنهوه متقدمين بهدف ولا أروع للنجم الواعد حسن ساس سجله في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. ولم ينقذ البرازيليين الذين تعادلوا في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني بواسطة رونالدو، إلا ركلة جزاء أحرز منها ريفالدو هدف الفوز قبل النهاية بأربع دقائق فقط. ولو قسنا الأمور على الأسماء والتاريخ وقلنا البرازيل وبيليه وغارينشيا وديدي مروراً بريفيلينو وزيكو وروماريو ووصولاً إلى رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس ورونالدينيو... ثم قلنا تركيا وهاكان سوكور وحسن ساس وروستو ريكبير ويلديراي باستورك ولا أحد قبلهم لأن تركيا غابت عن كأس العالم منذ 52 عاماً... لتأكدنا أن الأتراك كانوا الأفضل على مختلف الأصعدة على رغم الخسارة. البرازيليون أصحاب الشهرة والعز والجاه حققوا فوزاً صعباً للغاية، وكان يمكن أن يفلت من أيديهم أيضاً لو نجح ساس مرة أخرى في تسجيل الفرصة الذهب التي لاحت له في الثواني الأخيرة. طبعاً، لا أحد يمكنه أن ينكر أن البرازيليين قدموا شوطاً ثانياً جيداً... لكن هل هذه هي البرازيل التي ينتظرها عشاق السامبا... لا أعتقد. لقد أضطر البرازيليون إلى بذل جهود مضاعفة حتى الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، كي لا تنكسر سلسلتهم الذهب التي تتضمن الفوز في أول مباراة خاضوها في كل المونديالات السابقة. على أي حال، البداية كانت برازيلية وكان يمكن لرونالدينيو أن يفتتح التسجيل باكراً لكن روستو أبعد الخطر عن مرماه ببراعة. وتحمل الأتراك الضغط البرازيلي حتى الدقيقة 19 حين انقلبت الأمور رأساً على عقب، وتملك المنتخب التركي زمام الأمور وبدأ يبادل منافسه الهجمات. وبدأت الانتفاضة بتسديدة صاروخية من توغاي كريموغلو لمست مدافعاً برازيلياً ثم حفت بالعارضة قبل أن تتحول إلى ركلة ركنية، وتلاه سوكور بكرة أخرى مرت بجوار القائم... ثم رد عليهما جونينيو 30. وفي الوقت الذي طلب المدرب البرازيلي "القلق" لويز فيليبي سكولاري من لاعبيه التقدم لتسجيل هدف السبق قبل انتهاء الشوط الأول، تفاجأ بشبكة حارسه ماركوس روبرتو تهتز بفعل الكرة التي سددها ساس اثر تلقيه تمريرة متقنة من باستورك في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني. وكما كان متوقعاً نزل المنتخب البرازيلي بكل ثقله على المرمى التركي مع بداية الشوط الثاني، ولم يمر طويلاً حتى رقصت المدرجات الصفراء السامبا والرومبا وكل رقصات أميركا اللاتينية "الساخنة" من اللامبادا إلى الصلصة... أما السبب فهو أن رونالدو العائد من الإصابة ومن عقد نفسية كثيرة سجل هدف التعادل بطريقة ولا أحلى 50. وكثّف البرازيليون هجماتهم سعياً وراء الفوز، واعتقدنا جميعاً أن الدقائق المتبقية ستشهد انهياراً تركياً أو على الأقل تكتلاً دفاعياً من أجل المحافظة على التعادل... لكن لا هذا حصل ولا ذاك، فالبرازيليون لم يكتسحوا الأتراك ولا الأتراك تراجعوا عن مبادراتهم الهجومية، لكن بقيت السيطرة الميدانية للبرازيليين حكماً. ومع مرور الوقت، زاد القلق البرازيلي بفعل إفساد هجماتهم المتتالية من قبل الدفاع التركي... بيد أن الباي أوجلان ارتكب غلطة عمره عندما جذب لوسيو المندفع تجاه المرمى من قميصه، فأطلق الحكم صفارته وأشهر بسرعة بطاقته الحمراء في وجه اللاعب التركي من دون أن نفهم إذا ما كان سيحتسب الخطأ خارج المنطقة المحرمة أم خارجها. لكنه في النهاية حزم أمره وأشار إلى نقطة الجزاء. وسدد ريفالدو الكرة على يسار روستو الذي أتجه إليها فعلاً، بيد أنها كانت أسرع منه... فتبخر الحلم التركي قبل أربع دقائق فقط من أن يصبح واقعاً. وأثبت ريفالدو أنه أكثر ذكاء من الجميع حتى الحكم نفسه، حين ادّعى أن الكرة التي سددها هاكان اونسال بهدف أعادتها إليه لتسديد ركلة ركنية وأرتطمت بساقه، أنها ارتطمت بوجهه وسقط على الأرض في تمثيلية واضحة أنخدع فيها الحكم وأخرج بطاقته الحمراء للمرة الثانية وطرد اللاعب التركي! ومع هذا كله، كاد الحلم الضائع يعود في الثواني الأخيرة على رغم أن الأتراك كانوا يلعبون بتسعة أفراد، لولا أن ساس أضاع الفرصة التي لاحت أمامه تماماً في الوقت الذي كان يستعد الحكم لإطلاق صافرته الأخيرة! أدار اللقاء الحكم الكوري يونغ جو كيم، وعاونه السنغافوري فيزاز كريشنان والسلفادوري فلاديمير فرنانديز. أما إيطاليا، فلم تجد أي صعوبة في الفوز على اكوادور بهدفين لرامبو الكرة الإيطالية كريستيان فييري في الدقيقتين 7 و20. وعلى رغم أن العرض الإيطالي بدا مقنعاً، فأن هذا لا يمنع القول من ان مرماه تعرض في الدقائق الأخيرة للتهديد الجاد من قبل منافسيهم. لكن يبقى أن المنتخب "الأزرق" كان صاحب اليد الطولى، وشكلت هجماته الكثيفة تهديداً حقيقياً وكان في إمكانه مضاعفة غلته التهديفية على الأقل لولا التسرع الذي شاب أداء اللاعبين أمام منطقة المرمى الاكوادورية خصوصاً بعد أن سجل فييري الهدفين على أمل تحقيق نتيجة قياسية جديدة. وعموماً استمرت عادة الإيطاليين على حالها وهبط مستوى الأداء بوضوح خلال الشوط الثاني، ما سمح للاكوادوريين بتسلم زمام المبادرة وتهديد مرمى جانلويجي بوفون. وأدار اللقاء الحكم الأميركي بريان هول، وعاونه الكندي هيكتور فرغارا والإنكليزي فيليب شارب. وانتهت مباراة المكسيكوكرواتيا التي شهدت أول حالة طرد في البطولة وكانت من نصيب بوريس زيكوفيتش، بفوز بهدف لكواوتيموك بلانكو 60. وارجع مدرب المكسيك الفوز إلى لاعبيه "لم أقل لهم شيئاً خلال المباراة، وهم عرفوا متطلباتها بأنفسهم. لقد تدربوا 45 يوماً استعداداً لهذا اللقاء، ولذا لم يكن لدي ما أقوله لهم". في حين أعتبر مدرب كرواتيا ميركو يوزيتش "أن خسارة المباراة الأولى لا تعني نهاية المطاف، لأن المعركة لا تزال مستمرة". وقاد اللقاء الصيني جون لو، وعاونه الاندونيسي كوماليسوارن سانكار والتونسي توفيق العجنقي. وتحتفل الدولتان المنظمتان إلى جانب جارتهما الصين اليوم بأول ظهور لمنتخباتهم الثلاثة في هذا المونديال، فتلعب كوريا الجنوبية مع بولندا، واليابان مع بلجيكا، والصين مع كوستاريكا. الجميع هنا ينتظر مرور الساعات القليلة التي تسبق المباريات بفارغ الصبر، فهم يعيشون أجواء المونديال منذ أشهر عدة من دون أن يكونوا في قلب الحدث. والواقع أن المباريات الثلاث متكافئة، ويمكن أن تنتهي بأي نتيجة... لكن الأكيد أن منتخبات شرق آسيا ستقع تحت ضغط كبير بفعل ضرورة تحقيق نتائج إيجابية في أول ظهور لها على أرضها، وحتى وأن كانت الصين تلعب بعيداً عن موطنها فأنها لن تشعر بذلك حتماً لأنه تردد هنا أن نحو ثلاثين ألف صيني قد وصلوا فعلاً الى كوريا الجنوبية.