أقر مؤتمر الدولية الاشتراكية الذي بدأ أعماله امس في الدار البيضاء، بحضور اكثر من مئة حزب من مختلف دول العالم، وثيقة سياسية دعت الى اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية في الشرق الأوسط على ان تكون القدس عاصمة مشتركة لهما. وأفادت مصادر سياسية ان اقرار الوثيقة سبقته اجتماعات فلسطينية - اسرائيلية عقدت على هامش المؤتمر بحضور مندوبين عن الطرفين. ووصف رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي اقرار الوثيقة بأنه "نصر للقضية الفلسطينية". من جهته اعتبر رئيس الوفد الاسرائيلي الى المؤتمر يوسي ساريد تظاهرة حاشدة أمام مقر المؤتمر بأنها "لا تساعد في تكريس خطاب السلام". وكان مئات الاسلاميين المغاربة تظاهروا امس امام مقر المؤتمر مرددين هتافات تندد بمشاركة الوفد الاسرائيلي ورافعين شعارات تدين الاجتياح الاسرائيلي لأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. واعتبر متظاهرون المشاركة الاسرائيلية في المؤتمر "إهانة لمشاعر الشعب المغربي الملتزم دعم القضية الفلسطينية". وقال النائب محمد العثماني من "حزب العدالة والتنمية": "لسنا ضد مؤتمر الاشتراكية الدولية، لكننا نرفض حضور مندوبين اسرائيليين الى المغرب في وقت لم تجف دماء الشهداء الفلسطينيين". وقال ناشطون في تنظيمات المجتمع المدني انه منذ قرار المغرب اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط قبل حوالى عامين لم يعد وارداً قبول أي صيغة للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي. الى ذلك اتهم رئيس الوزراء المغربي حكومة ارييل شارون برفض الإذعان للقرارات الدولية، وقال ان جوهر المشكلة في أزمة الشرق الأوسط يكمن في استمرار الاحتلال الاسرائيلي ومحاولة فرض حلول عسكرية للأزمة ثبت انها تقوض جهود احلال السلام العادل، في حين اعلن رئيس الاشتراكية الدولية انطونيو غوتريس ان "ارساء السلام يتطلب تعايش دولتين فلسطينية واسرائيلية معترف بهما جنباً الى جنب". وقال ان جهود الاشتراكية الدولية ستتبلور بمزيد من المبادرات السياسية لحض المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل. وذكرت مصادر في المؤتمر ان اسرائيل رفضت اعطاء هاني الحسن مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تصريحاً للمشاركة في المؤتمر.