سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العاهل المغربي يشدد على لقاء باول مع عرفات الملك عبد الله : علاقاتنا مع اسرائيل تتأثر اذا لم تنسحب واشنطن تطالب العرب ب "ادانة الأرهاب". حرب شارون شارفت على الانتهاء وبوش يلحّ على الأنسحاب الفوري
تقدمت القوات الإسرائيلية في آخر معقلين للمقاومة الفلسطينية، جنين ونابلس، وبدت العملية العسكرية تقترب من نهايتها، مع بدء وزير الخارجية الأميركي كولن باول جولته في المغرب حيث التقى الملك محمد السادس في أغادير، ثم انتقل مساء إلى الدار البيضاء ليجري محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وجدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس دعوته إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من المناطق الفلسطينية، وأوضح أنه "يعني ما يقول". وأضاف انه "يعني ما يقوله ايضاً بدعوته العالم العربي إلى إدانة الإرهاب". والتقى الموفد الاميركي انتوني زيني مساء امس شارون بعدما دعوة الرئيس الاميركي مجدداً الى انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية التي اعاد احتلالها. راجع ص 2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 وحذر العاهل الاردني عبد الله الثاني امس من ان العلاقات بين بلاده واسرائيل ستتأثر "اذا لم تسحب قواتها على الفور" من الاراضي الفلسطينية التي اعادت احتلالها. وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الاردني: "على الاسرائيليين ان يستمعوا الينا اذا كان لديهم اي حس بالتعاون بين الاردن واسرائيل. يجب ان يستمعوا الينا وينسحبوا فوراً". وفيما قدر عدد الشهداء في مخيم جنين بالمئات، خرج عدد من المقاومين من نابلس القديمة مصطحبين معهم عدداً من الجرحى. وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها اجراءات اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإقامة "مناطق أمنية عازلة" وابقاء الاحتلال و"التعاون مع قيادة فلسطينية مسؤولة". وقال مصدر مغربي رسمي إن الملك محمد السادس تمنى على باول أن يجتمع الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يمثل الشرعية الفلسطينية. وأوضح المصدر ان المحادثات عرضت للحصار المضروب على الرئيس الفلسطيني، ومعاودة احتلال أراضي السلطة الفلسطينية وآفاق السلام في الشرق الأوسط من منظور دعم مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت. ووصف باول المبادرة العربية بأنها "ايجابية وتعكس تطوراً"، موضحاً ان التصور الاميركي لمستقبل السلام يكمن في "قيام دولتين لشعبين يعيشان في أمن ووئام"، وعبر عن أمله في لقاء عرفات مؤكداً أهمية الاتصالات المستمرة بين العاهل المغربي والرئيس عرفات، وكرر الدعوة إلى الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من أراضي السلطة الفلسطينية. الى ذلك، أوضح بيان رسمي ان العاهل المغربي رهن نجاح المساعي الاميركية الجديدة بحدوث اللقاء بين عرفات وباول. ونقل عن الملك محمد السادس قوله: "من خلال هذا اللقاء سيتحدد مآل المهمة التي بدأها" باول في المنطقة. وجدد استعداد بلاده العضو في لجنة المتابعة العربية لتفعيل مبادرة السلام العربية للاسهام في الدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط و"تسهيل العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين من دون شروط بعد تحقيق الانسحاب الاسرائيلي ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية". واعلن وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في تصريح اذاعي ا ف ب ان مهمة باول "تهدف الى اطاحة السلطة الفلسطينية وايجاد محاور آخر ... لذلك فضل زيارة القادة العرب قبل التوجه الى اسرائيل". ورأى عبد ربه انه ليس لدى باول "اي نية للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. انه يبحث اعتباراً من الان عن الذرائع التي تبطل هذا اللقاء وذلك في اطار منطق العزل الذي يفرضه" شارون. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أكد أنه عاقد العزم على المضي قدما في مخططه العسكري، موضحاً أن السلام مع الفلسطينيين مرتبط ببروز "قيادة فلسطينية مسؤولة" بعد انسحاب قواته. ووصف وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات اقتراحات شارون ل"المناطق العازلة"، بأنها "إعادة رسمية للاحتلال"، و"القيادات المحلية" بانها "تصفية للقيادة الفلسطينية" وتقويض لسلطتها. في غضون ذلك، وضعت اسرائيل ثقلها العسكري لحسم المعركة في مخيم جنين ونابلس القديمة خلال ساعات. ففي مخيم جنين، تواصل القصف الجوي والمدفعي لليوم السابع على التوالي مدمراً معظم منازل المخيم على رؤوس المواطنين. أما الوضع في القصبة فكان مأسوياً أيضاً، إذ زج الجيش الاسرائيلي بالآلاف من جنوده في المدينة التي سيطروا على 70 في المئة من مساحتها وسط مقاومة ضارية وصمود باسل من المقاومين الذين باتوا محاصرين في منطقة صغيرة وقد تعاهدوا على الصمود، معلنين انهم ينتظرون المحتل ب"أحزمة ناسفة". وكانت كثافة القصف الاسرائيلي هدمت معظم المباني في المدينة القديمة حيث انتشرت الجثث في الشوارع وتواصل النزيف البشري. وكانت كنيسة المهد في بيت لحم لا تزال محاصرة مساء أمس بعد تأكيد شارون ان الحصار سيستمر الى ان يستسلم الفلسطينيون في الداخل. وفي الأممالمتحدة اعتمدت المجموعة العربية مشروع قرار تنوي طرحه في مجلس الأمن يدعو إلى "وجود طرف ثالث" على الساحة الفلسطينية - الإسرائيلية ويطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، إلى "الاحترام الكامل والفاعل لاتفاقات جنيف الرابعة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويشدد مشروع القرار على "الأزمة الإنسانية" للمدنيين الفلسطينيين، وعرقلة إسرائيل أعمال المنظمات الإنسانية، ومنها "الأنروا" واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤكداً على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي. ويذكّر ب"التزامات" الدول لتنفيذ قرارات مجلس الأمن. ووجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس نداء رسمياً الى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، للانسحاب من المناطق الفلسطينية وتطبيق قرارات مجلس الأمن ووقف العنف والارهاب بصورة نهائية.