تعرض مقر القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن إيساف في كابول فجر امس، لهجوم بصواريخ صينية الصنع مماثلة لتلك التي استخدمها المجاهدون ابان الغزو السوفياتي، وعلى رغم ان الصواريخ اخطأت هدفها، فانها احدثت حالاً من الذعر في صفوف جنود القوة الدولية. ويأتي الحادث بعد ساعات من استكمال القوات الاميركية والبريطانية عملية تدمير عدد من كهوف "القاعدة" شرق افغانستان، بعدما تبين انها كانت مأهولة حديثاً. كابول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلن ناطق باسم القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن ايساف ان صاروخين على الاقل، اطلقا على مقر القوة في كابول في ساعة مبكرة من صباح امس، من دون ان يسفر الهجوم عن اصابات او خسائر مادية. وقال الناطق الليوتنانت كولونيل نيل بيكهام للصحافيين ان "الحراس المناوبين في ذلك الوقت، اشاروا الى ما يعتقدون انه هجوم بقذائف صاروخية على موقع مقر القوة المتعددة الجنسيات". وأضاف: "ظهر اثر سقوط صاروخ على بعد 200 متر فقط من سياج الفناء الخاص بمقر القوة ويبدو اننا كنا مستهدفين". وأكد ان "الانباء التي وردت الينا عن الحادث تدل على احتمال وقوع انفجارين، ونحن نبحث عما اذا كان هناك أي أثر لصاروخ ثانٍ". وقال بيكهام ان هناك اعتقاداً ان هذا الصاروخ اطلق من جنوب غربي المدينة. واكد ان القوة تأخذ هذا الحادث بجدية بالغة، وانها تراجع اجراءاتها الامنية. وأوضح ناطق آخر هو الليوتنانت توني مارشال ان الحراس امام السور المحيط بالقاعدة الواقعة على الطريق المؤدي الى جلال آباد شرق كابول، سمعوا الصاروخين يمران فوق القاعدة. ووقع الحادث بعد أيام من اعلان مسؤولين في الحكومة الافغانية عن احباط مؤامرة استهدفت زعزعة استقرار الحكومة الموقتة برئاسة حميد كارزاي، مشيرين الى ان القوة الدولية كانت هدفا أيضاً لحملة تفجيرات مزعومة. وكانت القوة الدولية في كابول تعرضت لحادثي اطلاق نار على الاقل، لكن هجوم امس، هو الاول الذي يستهدف مقر القوة. واشارت "ايساف" في الايام الاخيرة، الى ارتفاع في عدد اعمال العنف في القسم الغربي من العاصمة الافغانية. وقال بيكهام ان الصاروخ الذي عثر عليه، صيني الصنع من عيار 107 ملليمتر، سقط على بعد 200 متر من مقر القوة. ويراوح مدى هذا النوع من الصواريخ بين ثمانية وعشرة كيلومترات، وكان يطلقه المجاهدون على كابول في الثمانينات خلال معركتهم مع الجيش السوفياتي والحكومة المحلية الشيوعية. شرق افغانستان ويأتي الحادث بعد ساعات معدودة من عودة مئات الجنود الاميركيين والبريطانيين الى قاعدة بغرام شمال كابول، بعدما قاموا بعمليات بحث لمدة اسبوع في الكهوف التي لجأ اليها مقاتلو "طالبان" و"القاعدة" في شرق افغانستان، وعملوا على تدميرها. وقال صحافيون رافقوا القوات الاميركية في هذه العملية التي عرفت باسم "اسد الجبل"، ان الجنود عثروا على اسلحة ووثائق داخل محفظات، بما في ذلك وثائق عسكرية وملفات تحمل بصمات. وأوضحت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية ان العسكريين اقدموا بعد الانتهاء من عمليات البحث على تدمير بعض الكهوف بالصواريخ المضادة للدبابات والمتفجرات. ولكن عدداً كبيراً من الكهوف معزز بالاسمنت ولم ينقل الجنود معهم المزيد من الذخائر من اجل تدميرها جميعاً. وأضافت ان بعض هذه الكهوف كان مأهولاً في الفترة الاخيرة على ما يبدو اذ وجدت في احدها صحيفة "يو اس توداي" الاميركية تحمل تاريخ 17 ايار مايو 2001. وقالت الشبكة ان العملية تقررت بعد معلومات تلقتها اجهزة المخابرات ومفادها ان عناصر من "طالبان" و"القاعدة" حاولوا الفرار الى باكستان. وقال ناطق عسكري اميركي ان العمليات تتواصل، ولم يسقط اي جريح في صفوف الجنود. وقال جنود عادوا من المهمة التي استمرت ستة ايام اول من امس، انهم رأوا غرفاً مدعمة باسقف من الصلب او ارضيات من الخرسانة من بينها موقع من المحتمل انه استخدم كسجن في بعض الكهوف التي قاموا بتفتيشها وعددها 15 كهفاً. وقال بعض الجنود ان قرويين اخبروهم بان اسامة بن لادن ورجاله انسحبوا الى سلسلة جبال شاهقة حول وادي جوار كيلي الذي يبعد حوالى 35 كيلومتراً جنوب غربي مدينة خوست بعد القصف الاميركي الشديد والهجوم البري خلال عملية "اناكوندا" في اوائل آذار الماضي. وقال الميجر برايان هيلفرتي الناطق باسم الجيش الاميركي انه لا يعرف اذا كان جرى تحصين الكهوف على ايدي المجاهدين الذين حاربوا القوات السوفياتية في الثمانينات ام ان ذلك جرى حديثاً على ايدي مقاتلي "القاعدة". وأضاف ان "وادي جوار كيلي كان بالتأكيد مكاناً مهماً في وقت ما"، لكنه استدرك: "لا علم لي عن اي ادلة تشير الى ان قادة كبار كانوا هناك". ووصف الكابتن لو باور من الفرقة 101 المحمولة جواً اثنين من الكهوف بانهما "محكمان تماماً، هناك الكثير من الغرف، احداها سجن على ما يبدو". وقال جندي اميركي انه رأى "كهوفاً كبيرة وطويلة تتقاطع لمسافة ميل او ميلين". وكانت الطائرات الاميركية قصفت المنطقة المحيطة بجوار كيلي وفتشتها قوات خاصة بحثاً عن مقاتلين من "القاعدة" و"طالبان" فارين من معارك الشهر الماضي في وادي شاهي كوت القريب. ولا تزال القمم الصخرية وسفوح التلال في ولايتي بكتيا وخوست، شرق افغانستان، منطقة رئيسة للعمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة حيث يحذر ضباط استخبارات من ان المقاتلين يخططون لسلسلة من الهجمات من نمط حروب العصابات.