باريس - رويترز - قال باسكال لامي المفوض التجاري للاتحاد الاوروبي أمس ان فرض الولاياتالمتحدة تعرفات جمركية عالية على واردات الصلب وترت علاقاتها مع اوروبا لكن ليس الى درجة حرجة. وأضاف: "لا اتحدث عن نقطة تحول ... لكننا دخلنا فترة من العلاقات الاكثر توتراً". وتابع لامي ان واشنطن اقرت بانه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة الاضرار بالعلاقات التجارية بسبب هذا الامر أو أمور أخرى شائكة ومنها احتمال زيادة الدعم الزراعي الاميركي أو خلاف على اعفاءات ضريبية للمصدرين الاميركيين. وقال: "ليس من مصلحة واشنطن الدخول في صراع مع شركائها نظراً الى ضخامة الواردات الاميركية". وهدد الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على واردات اميركية تبلغ قيمتها نحو 2.4 بليون دولار بعد الخطوة الاميركية بفرض تعرفات على واردات الصلب الشهر الماضي في محاولة لدعم صناعة الصلب الاميركية المتداعية. وقال لامي ان الدافع للخطوة الاميركية يتعلق بالانتخابات المرتقبة هناك. واضاف: "الصلب قضية سياسية عبر الاطلسي". غير انه رفض افتراضات بعض المعلقين بان فرض تعرفات الصلب يثبت ان الولاياتالمتحدة عازمة على انتهاج سياسة احادية فيما يتعلق بالتجارة وقضايا ديبلوماسية اوسع نطاقاً. وزاد: "انها بادرة سيئة لكن لا يتعين القفز لخلاصة ان هجمات 11 أيلول سبتمبر دفعت الولاياتالمتحدة للتخلي عن النظام المشترك". واثار قرار الرئيس الاميركي جورج بوش في الشهر الماضي فرض رسوم جمركية تراوح نسبتها بين ثمانية و30 في المئة على عشر فئات من منتجات الصلب احتجاجات من جانب دول منتجة للصلب في اوروبا وسائر ارجاء العالم. ولم تتوقع الولاياتالمتحدة رداً انتقامياً من جانب الاتحاد الاوروبي وغيره من شركائها التجاريين على الرسوم الجمركية الوقائية الموقتة التي فرضتها واشنطن على وارداتها من الصلب في الشهر الماضي. وبرر روبرت زوليك الممثل التجاري الاميركي فرض التعرفات الاميركية على الصلب بقوله: "ان ارتفاع الدولار هو المسؤول جزئياً على الاقل عن تدفق طوفان الواردات على الولاياتالمتحدة، مشيراً الى انخفاض الطلب على الصلب في آسيا نتيجة للازمة المالية التي شهدتها الاقتصادات الاسيوية في أواخر التسعينات، بالاضافة الى استمرار ارتفاع الدولار الذي اثار حالات نمو عن طريق التصدير على مستوى العالم، تضافراً لاحداث تدفقات لم يسبق لها مثيل من الواردات على الولاياتالمتحدة". وزاد ان فرض واشنطن لتعرفات على الصلب يجب ان يوضع في سياقه، مشيراً الى ان واردات الصلب لا تمثل سوى واحد في المئة من اجمالي الواردات الاميركية التي يبلغ حجمها نحو الف بليون دولار سنوياً.