واشنطن - رويترز - نفى مسؤول في وزارة التجارة الاميركية أمس احتمال ان تواجه الولاياتالمتحدة رداً انتقامياً فورياً من جانب الاتحاد الاوروبي وغيره من شركائها التجاريين على الرسوم الجمركية "الوقائية" المؤقتة التي فرضتها واشنطن على وارداتها من الصلب. وقال المسؤول الذي طلب الا ينشر اسمه ل"رويترز" ان اي اجراء منفرد يتخذه الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات سيكون من شأنه تقويض قواعد منظمة التجارة الدولية المعنية بحل المنازعات. وزاد المسؤول التجاري ان ما يجادل به الاتحاد الاوروبي في شأن احقيته في الرد في غضون فترة قصيرة قد لا تتجاوز اربعة اشهر، اذا لم تقم الولاياتالمتحدة بتعويض شركائها التجاريين عن خسارتهم التجارية بسبب تلك الرسوم، "يمثل حجة من الصعب تقبلها تقبلاً كاملاً، اذ انها تطيح بصورة جوهرية بنظام تسوية المنازعات من العملية". وأثار قرار الرئيس الاميركي جورج بوش في الاسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية تراوح نسبتها بين ثمانية و30 في المئة على عشر فئات من منتجات الصلب احتجاجات من جانب دول منتجة للصلب في اوروبا وسائر ارجاء العالم. ويبحث الاتحاد الاوروبي في اتخاذ اجراءات قصيرة الاجل لحماية اسواقه من الواردات مع سريان الرسوم الاميركية. كما قدم شكاوى الى منظمة التجارة الدولية وأبدى رغبته في الحصول على تعويضات من الولاياتالمتحدة عن الرسوم الجديدة. الى ذلك قال روبرت زوليك الممثل التجاري الاميركي في مقال يدافع فيه عن التعرفات الاميركية على الصلب، نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" في عددها أمس، ان ارتفاع الدولار هو المسؤول جزئياً على الاقل عن تدفق طوفان الواردات على الولاياتالمتحدة. واضاف زوليك في مقاله: "انخفاض الطلب على الصلب في آسيا نتيجة للازمة المالية التي شهدتها الاقتصادات الاسيوية في اواخر التسعينات، واستمرار ارتفاع الدولار الذي أثار حالات نمو عن طريق التصدير على مستوى العالم، تضافرا لاحداث تدفقات لم يسبق لها مثيل من الواردات على الولاياتالمتحدة". وتابع زوليك ان فرض واشنطن تعرفات على الصلب يجب ان يوضع في سياقه، مشيراً الى ان واردات الصلب لا تمثل سوى واحد في المئة من اجمالي الواردات الاميركية التي يبلغ حجمها نحو الف بليون دولار سنوياً. وأضاف ان فرض التعرفات مفهوم نظراً لحجم العجز التجاري الاميركي الذي بلغ 427 بليون دولار في العام الماضي. وزاد: "من المنطقي في مثل هذه الظروف استخدام الادوات المحلية والدولية المتاحة لمساعدة الصناعة الاميركية".