سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيان "متوازن" للخارجية الروسية بعد تأكيد بوتين تعاطفه مع "الضحايا" الاسرائيليين . ايفانوف : عرفات يبقى الزعيم الشرعي للفلسطينيين خرازي : النفط لن يكون سلاحاً إلا بقرار جماعي
طالبت روسيا بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن وسحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان الرئيس ياسر عرفات "يظل الزعيم الشرعي" للشعب الفلسطيني و"عنصراً مهماً" في سياق البحث عن حل سياسي، فيما اعتبر وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي يزور موسكو ان سلاح النفط لن يكون فاعلاً إلا اذا استخدم بقرار جماعي. ويرى مراقبون ان الموقف الروسي من الأزمة في الشرق الأوسط محكوم الى حد كبير بالعلاقات مع الولاياتالمتحدة، وحرص موسكو على ابقاء الجسور مع واشنطن. ولوحظ ان الرئيس فلاديمير بوتين أدلى اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني بتصريحات اعتبرها ديبلوماسي عربي رفيع المستوى "غريبة وليست مفهومة". اذ شدد بوتين على ان بلاده تدين الارهاب وترى انه لن يحقق نتائج سياسية، معرباً عن تعاطفه مع "ضحايا الارهاب من مواطني اسرائيل". واشار الى ان "الرد على الارهاب يجب ان يكون متناسباً مع الخطر"، من دون ان يتحدث عن القرار الأخير لمجلس الأمن أو مسؤولية الدولة العبرية، كما فعل بيرلوسكوني الذي دعا صراحة الى الانسحاب من المدن الفلسطينية ورفع الحصار عن عرفات. لكن الرئيس الروسي لم يتمكن من تجاهل موجة الغضب التي عمت بلاده بسبب احتلال القوات الاسرائيلية مباني تملكها الكنيسة الارثوذكسية الروسية في بيت لحم. واشار بوتين الى ان "على الطرفين الامتناع عن إلحاق الأذى بالقيم الحضارية والروحية"، لكنه لم يتحدث عن قتل البشر. وكان راعي الكنيسة الارثوذكسية اليكسي الثاني طلب من المسؤولين الاسرائيليين الإيعاز فوراً بسحب القوات من المواقع التي تحتلها في ممتلكات الكنيسة. واستدعت الخارجية الروسية السفير الاسرائيلي ناتان يرون لإبلاغه انزعاج موسكو لأن الدولة العبرية "وعدت ولم تنسحب" من ممتلكات الكنيسة. وفيما بدا محاولة ل"تصحيح الانطباع" الذي أثاره تصريح رئيس الدولة، أصدر الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو بياناً اكد فيه ان بلاده "تطالب بإلحاح بالتنفيذ الفوري للقرار 1402". وحض اسرائيل على سحب قواتها من المدن الفلسطينية ورفع الحصار عن مقر عرفات وسائر مواقع السلطة والاماكن المقدسة، مطالباً القيادة الفلسطينية بإصدار "أوامر واضحة" تقضي بالوقف الكامل ل"أعمال العنف". وذكر ايفانوف الذي يقوم بجولة على المغرب وتونس ان عرفات هو "الزعيم الشرعي الذي يعترف به الجميع"، لافتاً الى ان محاولة عزله وتدمير هياكل السلطة الفلسطينية "لن تؤدي سوى الى خلق صعوبات اضافية" أمام الجهود المبذولة للبحث عن حل سياسي. ووصف عرفات بأنه "عنصر مهم" في مثل هذه الجهود، فيما بثت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان المبعوث الروسي الى المنطقة اندريه فدوفين تحدث هاتفياً الى الرئيس الفلسطيني المحاصر، وبحثا في سبل الخروج من المأزق الحالي. وأعلن ديبلوماسي رفيع المستوى ان فدوفين استدعي الى موسكو لاجراء مشاورات عاجلة، وسيعود الى المنطقة ربما كي يجدد محاولته لقاء عرفات. وتوقع الديبلوماسي ان يكون هذا الموضوع ضمن النقاط التي ناقشها نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف في اجتماعين مع السفير الاسرائيلي ناتان ميروف والسفير الفلسطيني خيري العريدي. واكد سلطانوف ان روسيا تطالب ب"العودة الى مبادئ مدريد مع مراعاة المبادرة السعودية". واعرب عن قلقه من التفاقم الخطير في الأوضاع "بسبب العمليات العسكرية الاسرائيلية الواسعة". وهذه هي المرة الأولى يحمّل فيها مسؤول روسي الدولة العبرية المسؤولية بعبارة صريحة. وسيكون ملف الشرق الأوسط من القضايا الأساسية التي يناقشها الوزير الايراني خرازي في موسكو. واثر لقائه أمس رئيس البرلمان سئل هل ستوافق طهران على اقتراح عراقي بوقف ضخ النفط الى الولاياتالمتحدة فأجاب: "مثل هذا الاجراء لن يكون فاعلاً الا إذا تم بقرار جماعي" للدول الاسلامية المنتجة للنفط. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الخارجية الايراني تنديده بدعم واشنطن "الحملة العسكرية الاسرائيلية" ورئيس الوزراء ارييل شارون. واضاف خرازي: "لا يمكن أحداً ان يكون مع احتلال أراضي الفلسطينيين أو مع توقيف رئيسهم، ومن حق الفلسطينيين الذين خسروا وطنهم ان يدافعوا عن أرضهم". وفي تونس اكد ايفانوف ل"الحياة" ضرورة "وقف المأساة في الاراضي الفلسطينية"، واعتبر ان "الشعب الفلسطيني غير مسؤول عن اعمال الارهاب". وعاد ايفانوف امس الى موسكو بعدما اجتمع مع الرئيس زين العابدين بن علي ووزير خارجيته الحبيب بن يحيى. وقال قبل مغادرته: "لا يمكن المساواة بين الاسلام والارهاب ولا بين الارهاب واي شعب، ومن هذا المنطلق لا يجوز تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية نشاط اي من المنظمات الارهابية". وشدد على انه "لا يمكن اعتبار مكافحة الارهاب اساساً لتصفية هياكل السلطة الفلسطينية". واوضح الوزير ان روسيا والدول العربية والاتحاد الاوروبي "يبذلون كل الجهود الممكنة لوقف المأساة في الاراضي الفلسطينية، وسنسعى الى استخدام الوسائل التي يتيحها القانون الدولي لوقف تدهور الوضع". وحدد رداً على سؤال ل"الحياة" المهمة الاساسية في "منع تحول المأساة الى مشكلة اقليمية اوسع".