أكد خبراء ماليون عالميون أن الحكومات اتجهت لاستبدال احتياطاتها النقدية بالذهب بديلاً عن العملات الصعبة، وسط مخاوف من حصول كساد للاقتصاد العالمي، ما ضغط على عمليات التداول في السوق، وأوصل أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.وأجمع هؤلاء في حديثهم ل«الحياة» على تصدر الذهب للاستثمارات الآمنة في ظل التقلبات الحادة التي تعيشها بقية الأسواق حالياً، ووسط ترقب لتباطؤ قد يحدث للاقتصاد العالمي في الفترة المقبلة. وأوضح مساعد المدير العام في شركة رويال فوركس ترايدينغ للوساطة المالية فيكتور أندريا، أن المستثمرين حول العالم يتجهون حالياً لاقتناء الذهب دون غيره، لأنه الاستثمار المربح والملاذ الآمن لهم، وسط مخاوف كبيرة من انهيار للاقتصاد العالمي. وقال: «أزمة الثقة التي يعيشها الجميع جعلتهم يبحثون عن ملاذ آمن لأموالهم، وهذا ما وجدوه في الذهب، فانقضوا على اقتنائه غالبية المستثمرين، ما أسهم في ارتفاع أسعاره بشكل جنوني، ودخوله في أسلوب المضاربات اليومية، فمعظم الارتفاعات كانت غير واقعية». وذكر أندريا أن «تبعات أزمات الديون في الدول الأوروبية والأنباء عن مشكلات في الاقتصاد الأميركي إلى جانب توقعات صندوق النقد الدولي بحدوث ركود اقتصادي، جعلت الجميع يتخوّف من انعكاساتها على الأسواق وعلى اقتصادات الدول، ما أحدث موجات تذبذب حادة في الأسواق أخيراً، وتحديداً أسواق الأسهم والعملات»، ناصحاً المستثمرين العرب بالحذر في تعاملاتهم بالنظر إلى تنبؤات بتقلبات حادة للأسواق المالية في الفترة المقبلة. من جهته، قال مدير المبيعات في شركة «نور كابيتال ماركتس» رازي حمودة، إنه توجد علاقة مباشرة للدول العربية بالتجارة الخارجية ولكون معظمها منتجة ومصدرة للنفط الذي ترتبط تجارته بالدولار الأميركي، ولذلك فإن أي أزمة اقتصادية تحدث في أميركا للأسهم أو السندات (حتى الأزمات في الاقتصاد العالمي) ستؤثر بصورة مباشرة في اقتصادات العرب. ولفت حمودة إلى أن الحكومات العربية رفعت اهتمامها بالذهب من بعد الأزمة الاقتصادية في 2008، لمعرفتها أنه الاستثمار الآمن والملاذ لها من تقلبات الاقتصاد العالمي وأزماته المتكررة، مبيناً أن كثيراً من هذه الدول حوّلت احتياطاتها المالية إلى الذهب في مقابل العملات الصعبة، مع وجود دول تضررت لتأخرها في اتخاذ هذه الخطوة المهمة. وتابع: «هذه الخطوات المتلاحقة زادت من أسعار الذهب، وبداية الأمر كانت أسباب الزيادة صحية وناتجة عن تبديل الدول احتياطاتها بالذهب، لكن بعد ارتفاع سعره ووصوله إلى 1700 دولار للأونصة، حدثت مضاربات في السوق بعد انتشار شائعة تؤكد أن الأسعار ستفوق 2000 دولار، ما زاد من نشاط المضاربة اليومية في السوق، وسط اهتمام كبير من الحكومات والشركات والأفراد بهذا المعدن، فهو حالياً استثمارهم الآمن». على الصعيد ذاته، أشار الرئيس التنفيذي لشركة المضارب العربي علاء فياض، إلى اتجاه المستثمرين مع هذه الأزمات وتوقع الأسوأ إلى شراء الذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً لهم من أية انهيارات اقتصادية قد تحدث أو تقلبات في الأسواق تنجم عنها ولذا نجد الأسعار المرتفعة حالياً. وزاد: «الآن معظم البنوك في الوطن العربي وحول العالم أصبحت تستبدل احتياطاتها من العملات بسبائك ذهب لأنها أقل مخاطر من أي استثمار آخر، وهي من تتمسك بأسعارها في ظل تقلبات أسعار بقية السلع، خصوصاً إذا ما قسنا هذا الأمر على أزمات اقتصادية متوقعة وكساد سيشهده العالم، وهو بلا شك سيطال دولاً عربية، إلى جانب الثورات السياسية التي تعيشها المنطقة والتي بعضها يحدث في دولٍ نفطية مثل ليبيا، ما سيؤثر على سوق النفط أيضاً». ووافقهم الرأي، المدير الإقليمي في الشرق الأوسط لشركة «جاين كابيتال» أحمد صالح، الذي أكد أن الذهب هو الاستثمار الأمثل حالياً، وهو الملاذ الآمن من تقلبات الأسواق. مستدركاً بقوله: «وهنا سبب الإقبال على هذا المعدن وارتفاع أسعاره، فالذهب آمن في مقابل الأسهم والعملات».