هل يجوز التضامن مع انتفاضة فلسطين واضطهاد الانسان الفلسطيني خارج فلسطين؟ هل يُعقل تأييد القضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه التضييق على الشعب العربي الفلسطيني - شعب هذه القضية؟ أوَليس إكراماً للقضية يُكرّم أهلها؟ بمعايير العروبة والانسانية، حمل الفلسطيني حلماً بسيطاً هو ان تحترم الدول العربية إنسانيته وكرامته الوطنية. وقد تبين ان هذا الحلم باهظ وثقيل. وهو لا يزال حلماً، ولم يتحوّل الى واقع سياسي ومعاملة عروبية انسانية في كثير من الدول العربية التي يقيم فيها الفلسطينيون على رغم ان العرب رفعوا طوال الوقت شعار "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية"، على رغم معاناة وتضحيات وانتفاضات الشعب العربي الفلسطيني وآخرها انتفاضة الأقصى - الاستقلال الحالية، التي لا يظهر الشعب الفلسطيني من خلالها أنه شعب حيّ ومتجدد ومتمسك بقضيته وحسب، بل يتوضح من خلالها واستمراريتها وتفاعلاتها مدى التأييد العربي الفعلي الرسمي والشعبي للشعب الفلسطيني ولاهدافه واحتياجاته الوطنية .... كيف نجيب عن سؤال: هل يوجد خطر من التوطين؟ هنالك إجابة واحدة صحيحة هي: نعم هنالك خطر من التوطين يأتي من جهة الاعداء. فشارون وغيره من الزعماء الصهاينة، والسياسة الاسرائىلية أياً كانت الحكومة القائمة، والايديولوجيا الصهيونية في شكل عام معنية بابقاء اللاجئىن الفلسطينيين خارج فلسطين، حيث هم، أو ان يتم تشريدهم وتشتيتهم من جديد الى بقاع الأرض. المهم الا يكتسبوا حق العودة ويعودوا الى فلسطين. وثمة هدف صهيوني ثابت هو السعي الى تفريغ فلسطين من أهلها العرب الفلسطينيين باستمرار وجلب المزيد من المهاجرين اليهود الجدد. أما الاجابة عن سؤال: كيف نواجه خطر التوطين؟ فلا نعتقد بوجود إجابة صحيحة غير هذه الإجابة: مواجهة خطر التوطين تتم بمحاربة الصهيونية، وتجسيدها اسرائيل، وبمحاربة السياسة والاطماع الاسرائىلية بكل أشكال المواجهة الممكنة. مواجهة التوطين تكون بعملية تنسيق وتعاون ومشاركة فلسطينية - عربية شاملة تتألف من أربعة أنشطة: 1 - نشاط متعدد يتوجه الى محاربة أو معاكسة العدو الصهيوني وأهدافه. 2 - نشاط متعدد يتوجه الى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين. 3 - تجسيد رؤية عروبية انسانية إزاء الفلسطينيين الموجودين في الدول العربية تراعي خصوصيتهم الوطنية وكرامتهم الانسانية. 4 - نشاط فلسطيني - عربي مشترك لابراز القضية الفلسطينية وضرورة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحق العودة على الصعيد العالمي. ان الشعب الفلسطيني لا يقبل التوطين لا في لبنان، ولا في الاردن، ولا في أي مكان من الدول العربية أو في العالم. إنه يرفض التوطين قبل ايّ كان، ويقاوم الاحتلال الاسرائىلي ويتمسك بحق العودة، ويحتفظ بمفتاح البيت القديم، ويحافظ على أمل يتجدد في تحقيق أهدافه الوطنية. دمشق - عدنان جابر كاتب فلسطيني مقيم