توصلت "الشركة السعودية للصناعات الاساسية" سابك، اكبر منتج للبتروكيماويات في منطقة الشرق الاوسط، الى اتفاق تتملك بموجبه قطاع البتروكيماويات في شركة "دي اس ام" DSM الهولندية مقابل مبلغ 2.25 بليون يورو 1.98 بليون دولار. عُلم امس الاربعاء ان مجموعة "دي اس ام" الهولندية باعت أنشطتها في مجال البتروكيماويات ل"الشركة السعودية للصناعات الاساسية" في صفقة تبلغ قيمتها 2.25 بليون يورو، يُسدد نصفها عقب اتمام البيع والنصف الآخر بعد مرور اربع سنوات ونصف السنة من تاريخ اتمامها. وتشمل الصفقة كامل أسهم الشركات المملوكة لشركة "دي اس ام للبتروكيماويات" DPC، بالاضافة الى كل مساهمات ونشاطات شركة "دي بي سي" DPC داخل وخارج هولندا، والمراكز التقنية التابعة لها وبراءات الاختراع، والأسماء والعلامات التجارية، ومكاتب وأنشطة المبيعات في الدول المختلفة. وقال بيان مشترك أصدره الطرفان في الرياض امس انهما يتوقعان إنهاء الإجراءات المتعلقة بالبيع والشراء قبل نهاية شهر حزيران يونيو المقبل، على ان تؤول الى "سابك" بأثر رجعي كامل عائدات شركة "دي بي سي" ابتداءً من مطلع السنة الجارية. وستقوم شركة "دي اس ام" باستكمال الإجراءات النظامية لإتمام البيع عبر الجهات المختصة، بما في ذلك النقابات العمالية، وهيئات مكافحة الاحتكار في الدول المعنية. وهي استعانت لذلك بشركة "سويس فيرست بوسطن" كمستشار لدعمها في عملية البيع، فيما اختارت "سابك" شركة "جي بي مورغان تشيس" مستشاراً مالياً لها. وبهذه الصفقة، تخطو "سابك" خطوة اخرى في الطريق نحو تحقيق استراتيجيةتهدف الى ان تصبح من خلالها احدى الشركات البتروكيماوية الرائدة عالمياً، حيث ستتقدم الشركة بعد اتمام هذه الصفقة الى المرتبة الحادية عشرة بين اكبر الشركات البتروكيماوية العالمية، بعدما كانت في المرتبة الثانية والعشرين. كما ستصبح في المركز الثالث في العالم في انتاج مادة ل"البولي ايثيلين"، وفي المركز الرابع في انتاج ال"البولي بروبلين". وقال نائب رئيس مجلس ادارة "سابك" العضو المنتدب، السيد محمد الماضي، ان هذه الصفقة تشمل ضمن مكتسباتها العديدة مجموعة من العاملين ذوي الخبرات والمهارات العالية في الحقول الفنية والادارية. من جهته، قال رئيس مجلس ادارة شركة "دي اس ام" ورئيسها التنفيذي، بيتر الفردنغ، ان الاتفاق جاء مناسباً للاستراتيجية التي أقرتها الشركة في نهاية عام 2000 وتهدف الى تركيز عملياتها على الصناعات التقنية المتقدمة والمنتجات الكيماوية المتخصصة. يذكر ان مبيعات "دي بي سي" بلغت عام 2001 نحو 2.3 بليون يورو. وهي تسِّوق سنوياً نحو 2.6 مليون طن من البوليمرات في أسواق اوروبا. وبموجب صفقة البيع تحصل "سابك" على كل من شركة "دي اس ام للهيدروكربونات بي في"، وشركة "دي اس ام للبولي ايثيلين بي في" في هولندا، وشركة "دي اس ام للبولي اوليفينات جي ام بي اتش" في المانيا، وشركة "دي اس ام هايدروكربون اميركا"، وشركة "دي اس ام بولي بروبلين نورث اميركا". واستعداداً لعملية البيع، اندمجت هذه الشركات في ما بينها اعتباراً من مطلع عام 2001 لتشكل شركة "دي اس ام للبتروكيماويات" DPC. كما يشمل البيع أسهم "دي اس ام" في شركة "دي اس ام ترانسبورت ماتسشانج" المعنية بشبكة خطوط الانابيب في شمال غربي اوروبا، بالاضافة الى حصص شركة "دي بي سي" في شركات اخرى في الصين وماليزيا. ويصل عدد العاملين في شركة "دي اس ام" الذين سينتقلون للعمل مع "سابك" الى نحو 2300 موظف بينهم 2060 موظفاً يتبعون شركة "دي بي سي" يعمل 1530 منهم في مدينة خيلين في هولندا، والبقية في مدينة غيلسنكرش في المانيا. يشار الى ان "دي اس ام" تعد من الشركات العالمية الرائدة في صناعة المنتجات الكيماوية المستخدمة في الصناعات الطبية وغيرها من المواد الكيماوية الصناعية المتخصصة. وبلغت قيمة مبيعاتها في 2001 نحو 8 بلايين يورو. وستستثمر الشركة عوائد بيع قطاع البتروكيماويات وقطاع الطاقة لتملك شركات في مجال الكيماويات المتخصصة. وقالت انها ستعهد بقيمة بيع هذه القطاعات الى شركتها التابعة "دي اس ام فيجن 2005 بي في". أما "سابك"، فانها تأسست عام 1976 لتحقيق خطط الحكومة السعودية لاستثمار موارد البلاد الهيدروكربونية المصاحبة لعمليات انتاج النفط واستخدامها في صناعات الكيماويات والبوليمرات. وتملك الحكومة نسبة 70 في المئة من رأس مالها. ويعمل في "سابك" نحو 14500 موظف من مختلف الجنسيات. وتجاوز انتاجها الاجمالي عام 2001 نحو 35 مليون طن، فيما بلغت قيمة مبيعاتها في العام نفسه 29 بليون ريال 8.9 بليون يورو، وحققت الشركة ارباحاً صافية بلغت 1.8 بليون ريال 550 مليون يورو.