دفعت زيادة حدة التوتر في الشرق الاوسط اسعار النفط والذهب والمعادن الثمينة الى الاعلى والى حدود لم تعرفها منذ 7 شهور. واعربت دراسة اميركية عن القلق من ان يؤدي انقطاع واردات النفط الشرق اوسطية الى الولاياتالمتحدة "فترة طويلة" الى رفع اسعار الخام الى حدود 75 دولاراً للبرميل. وتؤمن دول الشرق الاوسط ومنظمة "اوبك" 21.2 مليون برميل من الاستهلاك الدولي المُقدر بنحو 76 مليون برميل يومياً. وشهدت دول "اوبك" ارتفاع اسعار نفوطها بنسبة 50 في المئة منذ كانون الثاني يناير الماضي. لندن، سنغافورة، واشنطن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - حقق خام القياس "برنت" اعلى مستوياته منذ ما يزيد على الستة شهور واقترب من 27 دولاراً للبرميل في عقود ايار مايو التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن وسط توتر الموقف في الشرق الاوسط وأنباء عن استعداد العراق لوقف امدادات النفط الى الولاياتالمتحدة "اذا اتخذت ايران خطوة مماثلة". وسجلت الاسعار مستوى 26.79 دولار للبرميل مع تزايد التوتر في الشرق الاوسط ما اثار القلق في شأن امدادات النفط. لكن "برنت" عاد الى التراجع قليلاً مع تحفظات كويتية وايرانية عن امكانات تنفيذ الدعوة العراقية. وعند الثانية من بعد ظهر امس سجل الخام مستوى 26.65 دولار للبرميل مرتفعاً نحو ثلاثة ارباع الدولار على مستوى الاغلاق الخميس الماضي اي في اليوم الاخير للتداول في بورصة لندن. وكان الخام الاميركي قفز نحو سبعة سنتات الى 26.95 دولار للبرميل في عقود مايو/ ايار في المعاملات الالكترونية على نظام اكسس الالكتروني. وارتفع سعر السولار في عقود نيسان ابريل 7.75 دولار الى 209.25 دولار للطن. وقال مايك روثام من بنك "ميريل لينش" الاستثماري: "ان المخاوف تدور في السوق حول تطور العنف في الشرق الاوسط الى صراع تشارك فيه دول عربية بما يؤثر في حركة النفط مثلما حدث عام 1973 عندما أوقفت الدول العربية تصدير النفط احتجاجا على التأييد الاميركي لاسرائيل". من جهة ثانية ذكرت وكالة "اوبكنا" نقلاً عن امانة منظمة "اوبك" ان سعر "سلة اوبك" قفز الاثنين الى 25.03 دولار للبرميل من 24.36 دولار الخميس. وكانت اسعار الخام استقرت في سنغافورة حول 27 دولاراً للبرميل صباح امس في انتظار معرفة ما اذا كانت الدول الرئيسية المنتجة للنفط في الشرق الاوسط ستُساند دعوة العراق لاستخدام النفط سلاحاً اقتصادياً ضد الدول التي تُساند اسرائيل. وبلغ سعر النفط الخام الاميركي الخفيف 27.05 دولار للبرميل اوائل التعامل في آسيا مرتفعاً 17 سنتاً على اقفاله في نيويورك ومنخفضا 35 سنتاً عن اعلى مستوى له في سبعة شهور الذي سجله الاثنين وكان 27.40 دولار. تحفظات ايرانية وكانت ايران اعلنت امس ان استخدام النفط سلاحاً لحمل الدول الغربية على اجبار اسرائيل على الانسحاب من الضفة الغربية قد يكون فعالاً جداً لكنه يتطلب مساندة كل الدول المعنية. في واشنطن شددت دراسة نشرتها مؤسسة "بروكنغز" امس ان الشرق الاوسط سيظل مصدراً اساسياً للولايات المتحدة للحصول على النفط. واشارت الى ان منطقة الشرق الاوسط، التي تحتوي على ما بين ثلثي او ثلاثة ارباع الاحتياط الدولي المحقق من النفط ستظل تشكل رهاناً اساسياً على رغم تنامي دور روسيا ودول حوض قزوين. 75 دولاراً للبرميل وذكرت المؤسسة انه في حال حدوث ازمة في الشرق الاوسط تؤدي الى سحب 7 ملايين برميل يومياً من السوق لفترة طويلة، يمكن ان يرتفع سعر البرميل الى 75 دولاراً، وهي النتيجة نفسها التي يمكن ان تحدث في حال قررت الولاياتالمتحدة استخدام 5،2 مليون برميل يومياً من احتياطها النفطي. وقال معدو الدراسة ان "زيادة انتاج الولاياتالمتحدة بصورة كبيرة يمكن ان يزيد المنافسة مع منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك على المديين القصير والمتوسط، وبالتالي الحد قليلا من ارتفاع الاسعار". واضافوا "الا ان انتاج النفط الاميركي مكلف جداً والاحتياط محدود جداً حتى يكون للانتاج الوطني اثر كبير على اوبك، لا سيما على المدى البعيد". وتابعوا ان الفرق بين ما تنتجه الولاياتالمتحدة يومياً وما تستهلكه يمثل نحو 10 ملايين برميل يومياً، وهو فارق كبير جداً لا يمكن اغفاله. على الصعيد الروسي اظهرت بيانات رسمية امس في موسكو ان ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم اخلت بتعهداتها لمنظمة "اوبك" بخفض الانتاج للمساعدة في رفع اسعار النفط الدولية. وقال مصدر قريب من وزارة الطاقة الروسية ان صادرات الخام في آذار مارس ارتفعت فعلياً 130 الف برميل يومياً. وتأتي هذه الانباء بعد اقل من اسبوعين من تعهد موسكو بان تبقي على خفوضات الانتاج بواقع 150 الف برميل يومياً في الربع الثاني من السنة. ارتفاع الذهب والمعادن في جانب آخر قال متعاملون ان سعر الذهب استمر قرب أعلى مستوياته منذ نحو شهرين مع اقبال المستثمرين على شرائه سعياً للحصول على ملاذ آمن لاستثماراتهم وسط مخاوف من تصاعد العنف في الشرق الاوسط. وارتفع الذهب في جلسة القطع الصباحية امس الى 302.65 دولار للاونصة مقارنة مع 301.40 في جلسة القطع المسائية الخميس الماضي. وارتفع الذهب نحو دولار في المعاملات الفورية الى 303.80 دولار للاونصة على مستوياته في المعاملات الخارجية مع تقدم الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقال متعامل في لندن "أزمة الشرق الاوسط الاخيرة أكدت تحركات الذهب في الاسبوع الماضي... فالخوف من تدهور الوضع قد يرفع الذهب بشدة". وتزايد الاقبال على شراء الذهب مع اقدام صناديق الاستثمار على ضخ الاموال في استثمارات آمنة اخرى مثل الفرنك السويسري. وقال المتعاملون ان الذهب سيواجه صعوبة كبيرة في اجتياز مستوى 309 دولارات للاونصة الا اذا تدهور الوضع في الشرق الاوسط بما يدفع المستثمرين الى الاقبال على شراء الذهب في السوق الفورية بدرجة أكبر. المعادن النفيسة وارتفعت المعادن النفيسة الاخرى اقتداء بارتفاع الذهب. وقفز البلاتين في جلسة القطع الى 537 دولاراً للاونصة مسجلاً أعلى مستوى منذ تسعة شهور ارتفاعاً من 516 دولاراً بعد ظهر الخميس ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ منتصف تموز يوليو 2001 عندما تجاوزت الاسعار 560 دولاراً. وارتفع سعر البلاتين في المعاملات الفورية الى 535 / 540 دولاراً للاونصة في أوروبا مقارنة مع اغلاقه في نيويورك الاثنين على 519 / 524 دولاراً. وكان البلاتين المستخدم على نطاق واسع في صناعة السيارات والحلي ارتفع في المعاملات اليابانية بفضل اقبال مضاربين على الشراء. وحافظت الفضة على ارتفاعها الاخير عند أعلى مستوى منذ شهرين وبلغت في المعاملات الفورية 4.68 / 4.70 دولار للاونصة من دون تغيير عن مستوى الاغلاق في نيويورك الاثنين. وارتفع البلاديوم الى 388 / 398 دولاراً للاونصة من 382 / 392 دولاراً بفضل ارتفاع البلاتين والذهب. وارتفع سعره في جلسة القطع في لندن الى 392 دولاراً من 386 دولارا للاونصة.