حذر رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري من انه "في العام 1948 عند نشوء اسرائىل اهتزت عروش وتغيرت انظمة إما مباشرة أو بعد فترة والآن نعيش مرحلة ثانية، إما ان يثبت الفلسطينيون في ارضهم ويتم الاعتراف لهم بدولة فلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 1967 او تنجح المراوغة الاسرائىلية ولا يأخذ الفلسطينيون سوى وعود هوائىة وهذا سيؤثر على جميع الانظمة في المنطقة والشعوب عيونها مفتوحة". واستغرب الحريري اثناء لقائه أمس وفد الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب كيف ان اجتماعاً لبرلمان الاتحاد الاوروبي اخذ قراراً يتعلق بالعلاقات مع اسرائىل، وفي الدول العربية لم يسمعوا بالموضوع، وهذا في منتهى السوء ويدخل في تقديري في الوعي او اللاوعي العربي ويتفاعل مع الزمن، لأننا نحن العرب رد فعلنا يبدأ بالتفاعل ومن ثم يعطي نتائج احياناً مدمرة وأحياناً ايجابية". وسأل: "هل يعقل ان اوروبا البعيدة تأخذ قراراً من هذا النوع ونحن لا نحرك ساكناً، انا اتكلم على كل المستويات وليس عن دولة معينة". ورأى الحريري ان الانشغال الاميركي منصب "على وقف النار، ومن الواضح ان شارون حصل على ضوء اخضر اميركي من اجل الدخول الى الضفة الغربية لكن ضمن شروط واضحة ان لا يقتل عرفات ولا يسفّره ولا يسفّر الفلسطينيين ولا يبقى فترة طويلة. غير ان شارون قال انه لا يستطيع متابعة المحادثات في الوقت الذي تتم فيه تفجيرات، فسمح له الاميركيون وبعد اربعة ايام اكتشفوا ان لديه اجندة مختلفة، هي ضرب السلطة الفلسطينية واذا كان في استطاعته ان ينتهي من الرئىس عرفات يفعل واذا اختلطت الامور واستطاع ترحيل الفلسطينيين فهذه امنيته، وصدرت اشاعات كثيرة، ونحن من الدول التي وصلها الكلام وأبلغنا الجميع انه لن يدخل فلسطيني الى لبنان مهما كانت الظروف ولا أحد يعتمد علينا، وأعتقد ان السوريين قالوا الكلام ذاته وكذلك فعل الاردنيون والمصريون، والآن المنطقة ستصل الى هذا الوضع، هناك جيش اسرائىلي دخل الى مناطق الضفة الغربية ويحاذر الدخول الى غزة، ولكن لا ندري". واعتبر الحريري ان ما فعلته اسرائىل هو "لاذلال العرب، نحن قد نختلف او نتفق مع الرئىس عرفات، لكن مشهد زعيم عربي منتخب وسط الدبابات واقتلاع المكان الموجود فيه حجراً حجراً، هذا ليس لاذلال عرفات بل لاذلال كل من يشاهد التلفزيون، لأن العملية تنتهي في نصف ساعة، يدخل عدد من الدبابات ويمسكون به، لكن ليس هذا ما يريدونه، بل اذلال العرب والمسلمين والقول لهم اننا باستطاعتنا أن نمسك بكم شعرة شعرة". واستنكر الحريري انتهاك اسرائىل لحرمة كنيسة المهد في بيت لحم في وقت لم يدخلها الفرس ولا العرب بل ان كل من احتمى فيها يعتبر آمناً وقال: "الاسرائىليون اعداء للاسلام والمسيحيين وللعرق العربي بصرف النظر عن دينه ومذهبه". وقال: "اعطينا اسرائىل بناء لقرارات الأممالمتحدة اراضي العام 1948 من دون مناقشة، باعترافنا ب242 و338، وبدأ الكلام السياسي والادبي عن الحل العادل المبني على انسحاب اسرائىل من الاراضي التي احتلتها عام 1967، الا انها تعتبر ان "ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم"، على ان ما اخذته من اراضي 1948 يمثل 78 في المئة من الاراضي الفلسطينية والنقاش والحرب والاقتتال يجري على اقتسام 22 في المئة، وهم يحاولون ان يقولوا للصحافة الغربية انهم قدموا ل"أبو عمار" عرضاً كريماً جداً باعطائه 97 في المئة من ال22 في المئة، لذا من الضروري التذكير بأن اليهود اخذوا 78 في المئة من اراضينا، كل الغرب وحتى اميركا وفرنسا يقولون من يريد ان يصل الى تسوية يجب ان يتنازل ويعطي شيئاً. ماذا نعطي؟ أُخذ كل شيء ولم يبق الا 22 في المئة، تنازلنا عن 78 في المئة من الاراضي الفلسطينية، هذا جوهري". وأضاف: "ليس صحيحاً ان العرب يريدون تدمير دولة اسرائىل، هذا الكلام يشحذون عليه ويقبضون. يجب القول ومن دون خجل: قبلنا ان نسير ضمن القانون الدولي ونخضع له". ورأى "ان الحل في خروج اسرائىل من بقية الاراضي وان تقام دولة فلسطينية عاصمتها القدس ويتعاون الجميع لضمان الاستقرار والأمن". وأكد "ان احداً ليس مع خرق الخط الازرق في الجنوب، لا سورية ولا لبنان ولا المقاومة"، لافتاً الى "ان الخروق التي حصلت من بعض القوى الفلسطينية غير المنضبطة قيد المحاكمة". ودعا الى "عدم الاستهانة بخروج الناس الى الشارع لأن الغرب يعتبر ان هذه التظاهرات تولد غضباً يتحول الى عنف يضرب المصالح الغربية". وكان الحريري رعى في وقت سابق افتتاح مركز علاج السرطان عند الاطفال التابع لمؤسسة "سانت جود" في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، في حضور السفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل. ومن المقرر ان يزور الحريري الاسبوع المقبل الولاياتالمتحدة الاميركية ويلتقي الرئىس جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول وعدداً من المسؤولين الى جانب رئىس البنك الدولي جيمس ولفنسون. رد جزائري على دعوة جنبلاط تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط برقية من رئيس جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر السيد حسين آيت احمد يؤيد فيها دعوة الحزب الى أخذ الاحزاب العربية الاعضاء في الاشتراكية الدولية موقفاً موحداً من المنظمة بسبب سياستها تجاه اسرائيل. واقترح آيت احمد في برقية "استجواب رئيس الأممية الاشتراكية عن صمت وغياب موقف نعتبره دعماً لسياسة اسرائيل الحالية". وسأل: "كيف ان وزير الخارجية شمعون بيريز حامل جائزة نوبل للسلام يمكن ان يتغاضى عن هذه التجاوزات". واقترح "لقاءات عاجلة مع لجنتي الشرق الاوسط والبحر الابيض المتوسط لأخذ قرار موحّد".